التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءتقارير النفطسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةكهرباءنفط

المعارك تهدد قطاع الطاقة في السودان.. وتوقعات بتأجيل المشروعات المنتظرة

خبيران: تعطل عمل مؤسسات الطاقة يهدد اقتصاد الدولة

أحمد بدر

قبل أيام قليلة من بدء المعارك، كان قطاع الطاقة في السودان يشهد استكمال خطط الاتفاق على مشروعات في مجالات النفط والغاز، بالإضافة إلى محاولات فتح آفاق جديدة في قطاعات الوقود والكهرباء والطاقة المتجددة.

ومع بدء الأزمة، التي ما زالت متواصلة حتى الآن، سقط عشرات الألوف بين قتلى وجرحى، بالإضافة إلى مئات الملايين من الدولارات، وهي الخسائر التي تتكبدها الدولة حاليًا من تعطّل الإنتاج، وتدمير البنى التحتية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت وزارة الطاقة والنفط، المسؤولة عن إدارة قطاع الطاقة في السودان، قد أعلنت قبل أيام من بدء المعارك بين القوات المسلحة التابعة لحكومة الخرطوم وقوات الدعم السريع، عدّة مشروعات في مجالات النفط والكهرباء والمشتقات النفطية.

الكهرباء والطاقة المتجددة

في مارس/آذار 2023، كشفت بيانات أعلنتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" قائمةَ أكثر الدول العربية امتلاكًا لقدرة الكهرباء المتجددة حتى نهاية العام الماضي 2022، والتي احتلّ فيها السودان المركز الخامس، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضحت البيانات أن السودان من أكثر الدول العربية امتلاكًا لقدرات الكهرباء المتجددة، مع تحقيقه نسبة نمو سنوية بلغت نحو 3%، إذ زادت قدرة الكهرباء المولّدة من مصادر الطاقة المتجددة هناك إلى 1.871 غيغاواط، مقابل 1.817 غيغاواط في 2021.

مشروع للطاقة الشمسية في السودان
مشروع طاقة شمسية في السودان - الصورة من موقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

وانتعش قطاع الطاقة في السودان خلال العام الماضي، بسعة كهرباء مولدة من الطاقة الكهرومائية، وهي أكبر مصادر الطاقة المتجددة في البلاد، بلغت 1.482 غيغاواط خلال 2022، وهو الرقم المسجل خلال العام السابق له 2021، كما بلغ إجمالي قدرة الطاقة الشمسية المركبة نحو 0.190 غيغاواط.

وخلال شهر مارس/آذار نفسه، أعلنت وزارة الطاقة والنفط مشروعًا لتجديد مولدات محطة توليد كهرباء سنار، بطاقة 15 ميغاواط، وذلك من خلال الشركة السودانية للتوليد المائي، وفق البرنامج والجدول المخطط له.

يشار إلى أن التحالف الدولي للطاقة الشمسية كان قد أعلن في 29 مارس/آذار الماضي استعداده لتعزيز استفادة 10 دول -منها 9 أفريقية- من الطاقة المتجددة في القطاع الزراعي، لمدة عامين، وصولًا إلى عام (2025)، إذ كانت السودان واحدة من هذه الدول.

ويوضح الناشط السوداني المقيم في القاهرة، أحمد نور الدين المراغي، أن جميع المشروعات الخاصة بقطاع الطاقة في السودان متعطلة في الوقت الحالي، إذ إن استمرار المعارك يثير المخاوف من احتمالات تدمير أيّ جهود تُبذَل.

ولفت المراغي، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن المعلومات الواردة من خلال القنوات الرسمية وغير الرسمية لا تشير إلى تدمير البنى التحتية في الدولة، وإنما هناك مخاوف كبيرة من حدوث هذا الأمر، الذي سيلقي بظلال وخيمة على الدولة الأفريقية، التي تعاني اقتصاديًا في الأساس.

المشتقات النفطية والوقود

خلال الأسابيع القليلة الماضية، أَولى قطاع الطاقة في السودان أهمية خاصة للوقود والمشتقات النفطية، إذ انتظمت أعمال الإنتاج وتوفير هذه المنتجات، بالإضافة إلى العودة إلى التسعير العادل للوقود، وفق دراسة متأنية للأسعار العالمية.

وفي 19 أبريل/نيسان الماضي، طال التخريب جراء المعارك المتواصلة خزانات الوقود في مطار الخرطوم، التي شهدت انفجارات بعد إصابتها بقذيفة مدفعية، وكانت تحتوي على حصص الوكلاء، التي يحصلون عليها من شركات التوزيع، بكميات تبلغ 750 طنًا يوميًا.

ومع استمرار المعارك بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، لم تُدخِل الخرطوم للمرة الأولى منذ مدة طويلة أيَّ تغيير على أسعار الوقود في البلاد خلال شهر مايو/أيار الجاري 2023، مع الإبقاء على تسعيرة أبريل/نيسان الماضي، بسبب تعطّل عمل بعض القطاعات.

وكانت مصادر في وزارة الطاقة والنفط في الخرطوم قد صرّحت لمنصة الطاقة المتخصصة بأن أسعار البنزين لن تتغير خلال مايو/أيار الجاري، مع استمرار المعارك، على الرغم من حرص الوزارة الدائم على إجراء المراجعة الشهرية لأسعار المحروقات.أسعار الوقود في ظل الحرب في السودان

يشار إلى أن أسعار الوقود في السودان حاليًا ثُبِّتَت خلال شهر مايو/أيار الجاري عند 588 جنيهًا (0.98 دولارًا) لسعر لتر البنزين، بينما سيتواصل شراء لتر الغازولين "الديزل" بنحو 582 جنيهًا (0.97 دولارًا) للّتر.

وفي مارس/آذار الماضي، افتتح وزير الطاقة والنفط السوداني المهندس محمد عبدالله محمود خط أنابيب يربط بين محطة الرويان "الجيلي" بمصفاة الخرطوم، ومحطة الاستلام "بود مدني" بطول 217 كيلومترًا، لنقل المشتقات النفطية.

وأشاد الوزير حينها بخطوة التصنيع المحلية، إذ إن خطوط الأنابيب التي امتدّت على هذه المسافة الكبيرة، كانت مصنوعة بأيدٍ سودانية خالصة، من خلال شركة "جياد" الصناعية، ومَدّتها "الشركة السودانية لخطوط أنابيب البترول".

النفط والغاز في السودان

على الرغم من عدم وجود بيانات تشير إلى تأثّر إنتاج النفط، منذ اندلاع الاشتباكات في 15 أبريل/نيسان الماضي، فإن المخاوف تتزايد بشأن إمكان تأثير المعارك في صادرات النفط من الخرطوم، بجانب المخاوف من إصابة البنية التحتية لقطاع الطاقة في السودان.

وكانت صادرات النفط من السودان والجنوب قد سجلت في مارس/آذار الماضي نحو 77 ألف برميل يوميًا، إذ تصدّرت كل من الإمارات وماليزيا قائمة كبار مستوردي الخام من البلدين، بحسب تقرير أسواق الطاقة اليومي لشركة إنرجي أوتلوك أدفايزرز.

عامل بإحدى منشآت النفط في السودان
عامل بإحدى منشآت النفط في السودان

وسجلت صادرات النفط السوداني إلى الإمارات 58 ألف برميل يوميًا خلال مارس/آذار الماضي، بينما تلقّت ماليزيا نحو 10 آلاف برميل يوميًا، بالإضافة إلى الصادرات التي حصلت عليها كل من الصين وإيطاليا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وخلال الشهر نفسه، كانت وزارة الطاقة والنفط في الخرطوم قد عززت قطاع الطاقة في السودان بمشروع ضخم لاستغلال الغاز المصاحب، بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة سودابت، وهي شركة النفط والغاز الحكومية.

ما مصير المشروعات؟

قال الكاتب والمحلل الاقتصادي السوداني أيمن الطاهر، إن قطاع الطاقة في السودان تأثَّر بدرجة كبيرة بالمعارك الدائرة في الخرطوم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، إذ إن تعطُّل عمل بعض المؤسسات العاملة في مجالات النفط والطاقة يكبّد الدولة خسائر اقتصادية كبيرة.

وأوضح الطاهر، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن عدم اجتماع اللجنة المشكلة بمعرفة وزارة الطاقة والنفط لمراجعة أسعار الوقود الجديدة يعدّ خسارة في حدّ ذاته، إذ إن الدولة قد تتكلف مبالغ تضاف إلى فاتورة استهلاك المشتقات النفطية، في حالة تحمُّلها فارقًا سعريًا.

وعن مصير مشروعات قطاع الطاقة في السودان، قال المحلل الاقتصادي، إنه من غير المتوقع الإضرار بالمقدّرات المهمة في البلاد، على الرغم من أن التدمير طال بعض الجوانب، مثلما حدث في مطار الخرطوم، الذي شهد تدمير مستودعات الوقود.

وأضاف أنّ تعطُّل عمل بعض القطاعات يمكنه أن يعرقل المشروعات، مشيرًا إلى أن وزارة الطاقة والنفط السودانية لم تعلن منذ مارس/آذار الماضي مشروعات جديدة، وهو ما يشير إلى أن هناك خللًا ما، يجب أن يعالَج على الفور.

ولفت إلى أن قطاع الطاقة في السودان يعدّ من القطاعات النشطة اقتصاديًا، إذ إن النفط والغاز والكهرباء من المصادر المهمة للدخل في الدولة، ومن ثم فإن أيّ تعطُّل للعمل، أو تخريب للبنى التحتية، يصيب الاقتصاد في مقتل.

وشدد الطاهر على ضرورة تمتُّع الجميع بالحكمة، وعدم توريط المؤسسات المهمة اقتصاديًا في أيّ مشكلات من أيّ نوع، لا سيما مع عدم وضوح الرؤية السياسية المتعلقة بحسم الخلاف الذي تطوّر إلى نزاع عسكري، سيدفع الفائز فيه فاتورة التخريب الذي يحدث حاليًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق