التقاريرتقارير الغازتقارير الهيدروجينرئيسيةسلايدر الرئيسيةغازهيدروجين

مزج الهيدروجين بالغاز يواجه اتهامات بـ"الغسل الأخضر"

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • مزج الهيدروجين في شبكة الغاز قد يرفع فواتير التدفئة للعملاء بنسبة تصل إلى 20%.
  • • إضافة الهيدروجين بنسبة 20% إلى شبكة البلاد ستقلص 7% حدًا أقصى من انبعاثات الكربون.
  • • الهيدروجين يحتوي على كثافة طاقة أقل من حيث الحجم مقارنة بالغاز الأحفوري.
  • • سيتعين على المستهلكين استعمال المزيد من مزيج الهيدروجين والغاز لإنتاج الكمية نفسها من الحرارة.
  • • الحكومة البريطانية تحرص على إنتاج الهيدروجين بأجهزة التحليل المرتبطة بشبكة الكهرباء.

بصفتها أحد الموقِّعين الـ23 على خطاب مكافحة مزج الهيدروجين بالغاز الطبيعي، الموجَّه إلى الحكومة البريطانية، حذّرت مؤسسة الأبحاث المعنية بالتغير المناخي والإستراتيجيات السياسية "إي 3 جي" من أن مثل هذه الخطوة من الممكن أن تكون بمثابة الغسل الأخضر للوقود الأحفوري، وأنها من الممكن أن تؤدي إلى عرقلة إزالة الكربون من أنظمة التدفئة.

وقد يؤدي مزج الهيدروجين في شبكة الغاز إلى "غسل أخضر" للغاز الأحفوري الملوث ورفع فواتير التدفئة للعملاء بنسبة تصل إلى 20%، مع تفادي قدر ضئيل فقط من انبعاثات الكربون، حسبما أفادت مؤسسة إي 3 جي، يوم الخميس 8 يونيو/حزيران.

في إحاطة موجّهة بشكل مباشر إلى حكومة المملكة المتحدة، حذّرت مؤسسة إي 3 جي من عدم وجود فاعلية كبيرة لمزج الهيدروجين بالغاز؛ إذ إن إضافة الهيدروجين بنسبة 20% إلى شبكة الغاز في البلاد ستمنع 7% حدًا أقصى من انبعاثات الكربون، ومن المحتمل أن يكون خفض الانبعاثات أقل بكثير، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تجدر الإشارة إلى أن الهيدروجين يحتوي على كثافة طاقة أقل من حيث الحجم مقارنة بالغاز الأحفوري؛ ما يعني أنه سيتعين على المستهلكين استعمال مزج الهيدروجين بالغاز بشكل أكبر لإنتاج الكمية نفسها من الحرارة؛ ما يؤدي إلى زيادة التكاليف والحد من تقليل الانبعاثات.

ويرى المحللون أنه لا يمكن تحقيق انخفاضات في الانبعاثات بنسبة 7% إلا إذا كان كل جزيء الهيدروجين المستعمل في المزج عبارة عن هيدروجين أخضر مصنوع باستعمال الكهرباء المتجددة، بحسب موقع هيدروجين إنسايت (hydrogeninsight).

من الناحية العملية؛ فإن ذلك غير مرجح؛ حيث إن المملكة المتحدة تتبع نهجًا متعدد الجوانب لإنتاج الهيدروجين المحلي الذي يحفز بقوة الهيدروجين الأزرق المصنوع من الغاز الأحفوري واحتجاز الكربون وتخزينه.

إنتاج الهيدروجين بأجهزة التحليل الكهربائي

لوحة تحكُّم في غلاية تعمل بالغاز
لوحة تحكُّم في غلاية تعمل بالغاز - الصورة من شركة كورغي هومبلان

تحرص حكومة المملكة المتحدة على إنتاج الهيدروجين بأجهزة التحليل المرتبطة بشبكة الكهرباء، ولا يزيد إنتاجه حاليًا عن 50% حدًا أقصى من المصادر المتجددة، اعتمادًا على ظروف الرياح والشمس.

وأكدت مؤسسة إي 3 جي، في إحاطة موجَّهة إلى وزير الطاقة البريطاني غرانت شابس، في وقت سابق من هذا العام، أن مزج الهيدروجين بالغاز سيكون مصحوبًا بزيادة كبيرة -يصعب تحديدها حاليًا- في تكاليف التدفئة.

وتوقعت المؤسسة أن ترتفع تكاليف مزج الهيدروجين بالغاز بمقدار 20% بنسبة 7% فقط إذا تم تسعير الهيدروجين بنحو ضعف سعر الغاز الطبيعي، ويمكن أن يصل سعره إلى ما يتراوح بين 3 و4 أضعاف تكلفة الغاز المستبدَل؛ ما يؤدي إلى زيادة التكاليف إلى أكثر من ذلك.

وخلصت المؤسسة إلى أن استعمال الهيدروجين الناتج عن شبكة الكهرباء يمكن أن يرفع التكاليف بنسبة 20% بحلول عام 2035، وفق التقرير الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويُعَد هذا الاستنتاج أكثر تفاؤلًا قليلًا من الدراسات السابقة لمركز أبحاث الطاقة الألماني أغورا إنرجي ويند، الذي حسب في عام 2021 زيادة في التكلفة بنسبة 33% بحلول عام 2030 لمزج الهيدروجين بنسبة 20%، ومعهد فراونهوفر، الذي قدّر، في يناير/كانون الثاني 2022، زيادة بنسبة 23.8% على مستوى أوروبا.

ويمكن تفسير الفرق بالنظر إلى أنه نُشِرَ كلا التقريرين قبل الحرب في أوكرانيا؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار الغاز لمدة طويلة، وفقًا لما نشره موقع هيدروجين إنسايت (hydrogeninsight) في 8 يونيو/حزيران الجاري.

ضريبة الهيدروجين

يمكن زيادة التكاليف عن طريق إدخال ما يسمى بضريبة الهيدروجين على فواتير الغاز لدعم الإعانات لإنتاج الهيدروجين في المملكة المتحدة، وهو اقتراح يُعرَض حاليًا على البرلمان بوصفه جزءًا من مشروع قانون الطاقة الحكومي.

واستُبعِد الاقتراح من مشروع القانون خلال قراءته في مجلس اللوردات في المملكة المتحدة، وأعاد الوزراء طرحه في مجلس العموم.

وستمنح القوانين الوزراء سلطة تحديد الضريبة بدءًا من عام 2025، لكنهم لم يكشفوا حتى الآن عن المبلغ الذي ستضيفه إلى مشروعات القوانين.

أحد مرافق تخزين الهيدروجين للتدفئة المنزلية في بريطانيا
أحد مرافق تخزين الهيدروجين للتدفئة المنزلية في بريطانيا - الصورة من "الغارديان"

وأفادت مؤسسة إي 3 جي بأن "تحديد مقدار الزيادة في فواتير الأسرة يعتمد على خيارات السياسة؛ بما في ذلك مستوى المزج، وسياسة الحكومة لدعم الإنتاج والتخزين والنقل وآليات احتساب الفواتير."

ومن المقرر أن تتخذ لندن قرارًا بشأن دعم مزج الهيدروجين بالغاز هذا العام، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقد تعرّضت حكومة المملكة المتحدة لضغوط من "بطلة الهيدروجين" جين توغود، التي نشرت تقريرًا، في مارس/آذار، يحثها على تسريع العملية وإدخال الهيدروجين في مزيج الغاز في أقرب وقت ممكن من عام 2025 لتحفيز الطلب الصناعي.

يأتي ذلك على الرغم من تحذير وزارة الطاقة البريطانية، العام الماضي، من أن المزج سيؤدي فقط "دورًا محدودًا ومؤقتًا" في شبكة الغاز بالبلاد.

وأوضحت مجموعة إي 3 جي أن مزج الهيدروجين بالغاز لن يحفز بشكل إستراتيجي الطلب على الهيدروجين. وبدلًا من ذلك، يمكن أن يعرّض المزج أهداف إزالة الكربون بالكامل في المملكة المتحدة للخطر من خلال حصر العملاء المطمئنين على تلويث غلايات الوقود الأحفوري.

وقالت المؤسسة البحثية، في إيجاز لها: "قد يؤدي مزج الهيدروجين بالغاز إلى خطر الانهيار الأخضر إذا قيل للجمهور إن "الغاز أصبح أخضر"، عندما تحرق الغلايات الجاهزة لاستعمال الهيدروجين الوقود الأحفوري لعقود".

وأكدت أن هذا "يمكن أن يؤخّر الاستثمار في التدفئة المحايدة كربونيًا ويعرقل تنفيذ القرارات الإستراتيجية بشأن مستقبل شبكة الغاز؛ بما في ذلك إعادة توجيهها أو إيقاف تشغيلها".

من ناحيتها، حذّرت الهيئات التنظيمية في المملكة المتحدة من قيام بعض مصنّعي غلايات الغاز بالترويج لمنتجاتهم المصممة لاعتماد تقنية "مزج الهيدروجين بالغاز" و"الجاهزة لاستعماله" من خلال "معلومات مضللة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق