التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

قائمة مصدري الغاز المسال الروسي إلى إسبانيا.. 5 شركات تمد أوروبا بوقود موسكو

ياسر نصر

تتصدر شركة ناتورغي قائمة مصدري الغاز المسال الروسي إلى إسبانيا، في وقت تشهد فيه صادرات موسكو إلى مدريد طفرة كبيرة مع اندفاع عدد من الشركات إلى تأمين احتياجات عملائها الأوروبيين من الوقود، بالتزامن مع سعي قادة الاتحاد لتنويع الإمدادات بعيدًا عن روسيا في أعقاب غزو أوكرانيا.

وأصبحت إسبانيا واحدة من أكبر مستوردي الغاز المسال الروسي (لا يخضع لعقوبات من الاتحاد الأوروبي)، إذ تحتلّ المرتبة الخامسة بعد اليابان وبلجيكا وفرنسا والصين، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

تأتي واردات إسبانيا من الغاز المسال الروسي من محطة يامال للغاز المسال الواقعة على بعد 600 كيلومتر شمال الدائرة القطبية الشمالية، وتديرها شركة نوفاتيك.

وساعد الغاز المسال الروسي إسبانيا وأوروبا على تجاوز فصل الشتاء الماضي دون انقطاع التيار الكهربائي أو صدمات أكثر من الفاتورة الشهرية، لكنها أصبحت أيضًا قضية محرجة لمدريد، إذ أصبحت البلاد واحدة من أكبر مستوردي الغاز المسال الروسي في العالم.

واردات إسبانيا من الغاز الروسي

زادت واردات إسبانيا من الغاز المسال الروسي بنسبة 55% في عام 2022، واستمرت في النمو خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام بنسبة 58% مقارنة بالمدة نفسها من العام السابق.

وإذا قورنت الكميات بالـ 14 شهرًا بالأشهر التي سبقت اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، فإنها تضاعفت تقريبًا، وفقًا لبيانات من مؤسسة الاحتياطيات الإستراتيجية كورس (Cores).الغاز المسال الروسي دعم احتياجات أوروبا في الشتاء

وقالت مصادر من وزارة التحول البيئي الإسبانية، إن الجفاف ومشكلات المفاعلات النووية الفرنسية أدت إلى زيادة استهلاك الغاز الطبيعي لإنتاج الكهرباء، خاصة لتلبية احتياجات جيرانها، البرتغال وفرنسا، ما تسبَّب بالزيادة في وصول الغاز من روسيا ودول أخرى مثل الولايات المتحدة.

حتى الآن من العام، غطى الغاز الروسي 17% من الإمداد في إسبانيا، في المرتبة الثانية بعد الجزائر والولايات المتحدة، وكلتاهما بنسبة 24%، وفقًا لبيانات شركة إيناغاز الإسبانية التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة حتى نهاية أبريل/نيسان.

يعدّ شراء الغاز الروسي قانونيًا تمامًا، على عكس ما حدث مع النفط أو الديزل أو الفحم، إذ لم يفرض الاتحاد الأوروبي حتى الآن عقوبات على الغاز حتى لا يسهم في الضغط على الأسعار التي تضاعفت العام الماضي، حسبما ذكرت صحيفة إي بي إي الإسبانية " www.epe.es".

خامس مستورد عالمي

تظهر إسبانيا خامس أكبر مشترٍ للغاز المسال الروسي منذ بداية غزو أوكرانيا خلف اليابان وبلجيكا والصين وفرنسا، وفقًا لبيانات من مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (كريا).

ومع ذلك، لا يُعرف الكثير عن قائمة مصدري الغاز المسال الروسي إلى إسبانيا، ولا يُعرف سبب سرّية عقود الغاز، ولا مصلحة شركات الطاقة في استمرار علاقاتها التجارية مع روسيا.

تُظهر البيانات التي رصدتها وسائل الإعلام الإسبانية أنه منذ بدء الغزو حتى نهاية أبريل/نيسان، قامت 5 شركات بنقل الغاز الروسي إلى إسبانيا، وذلك وفقًا لرصد بيانات كبلر، إحدى الشركات الاستشارية العالمية التي تتبع ناقلات الغاز.

وتعدّ ناتورغي، أكبر مصدري الغاز المسال الروسي إلى إسبانيا، إذ استلمت أكثر من نصف مشتريات غاز موسكو في مواني مدريد.

الغاز المسالتتماشى الكميات التي استوردتها الشركة الإسبانية، مع العقد طويل الأجل الذي وقّعته عام 2013 مع تحالف دولي بقيادة شركة نوفاتيك، أكبر منتج روسي مستقل للغاز، وبدأت في استغلالها في عام 2018.

بموجب العقد الذي يمتد حتي 2041، تُشحَن 37 ناقلة غاز مسال إلى إسبانيا سنويًا، على الرغم من ذلك تشير بيانات كبلر إلى أن الشركة جلبت 40 سفينة من روسيا العام الماضي.

تقول المتحدثة باسم ناتورغي، بولا زاباتا: "نحن لا نستورد شيئًا خارج العقد، والذي يخضع لبنود الامتثال.. إننا لا نستفيد من هذا الوضع".

تدّعي الشركة -مصدري الغاز المسال الروسي إلى إسبانيا- أنها تستورد نحو 3 تريليونات متر مكعب سنويًا، وهو رقم يعادل 53% من إجمالي الواردات من روسيا في عام 2022.

تتجاوز شركة ناتورغي أحجام الكميات التي استوردتها الشركة الإسبانية التابعة لشركة الطاقة السويسرية ميت "Met"، وهي واحدة من أكبر 10 شركات تسويق للغاز والكهرباء في إسبانيا، والتي جلبت ما لا يقلّ عن ناقلتي غاز في الأشهر الـ 14 التي تم تحليلها.

في قائمة مصدري الغاز المسال الروسي إلى إسبانيا، تأتي الشركات التابعة لاثنين من التجّار الآخرين الذين يقع مقرّهم الرئيس في سويسرا، دي إكس تي وإي نت "Enet"، مع حدّ أدنى من سعر شحن لكل منهما.

وتظهر في القائمة شركة توتال إنرجي الفرنسية، إذ استوردت شحنة واحدة إلى إسبانيا في مايو/أيار 2022، كانت قد تعاقدت عليها قبل أيام من بدء الغزو.

تؤكد الشركة الفرنسية أنه منذ بداية الحرب في أوكرانيا، لم تستورد الغاز بشكل مباشر أو غير مباشر من روسيا إلى إسبانيا، باستثناء شحنة "فورية" حُصِلَ عليها قبل الحرب.

صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا

على الرغم من عدم فرض عقوبات على الغاز، وهو عامل يعقد فسخ عقودهم مع شركات مثل ناتورغي، فإن بروكسل تخطط لإنهاء اعتمادها على روسيا في عام 2027.

وبعد أيام من الغزو، قدّمت المفوضية الأوروبية خطة لخفض ثلثي إجمالي مشتريات الغاز من روسيا بحلول عام 2022.

تراجعت واردات خطوط الأنابيب منذ ذلك الحين، إذ خفض الكرملين الإمدادات، لكن الواردات البحرية ارتفعت بأكثر من 30%، ويرجع ذلك جزئيًا إلى شهية بلجيكا وفرنسا وإسبانيا وهولندا.

تقول المحللة من مركز سياسة الطاقة العالمية أنيا سوفي كوربو: "كانت السوق الأوروبية جذابة للغاية لأيّ مورد للغاز المسال، كما أن محطة يامال للغاز المسال، المورد الروسي الرئيس لأوروبا، قريبة جدًا من القارة".

وأضافت: "من وجهة نظر اقتصادية بحتة، من المنطقي أن تشتري الشركات في سوق قريبة، وتبيعها في الاتحاد الأوروبي، إذ دُفِعت أسعار مرتفعة للغاية.

الغاز المسال الروسي دعم احتياجات أوروبا في الشتاءإعادة تصدير الغاز إلى أوروبا

نجح أكبر مصدري الغاز المسال الروسي إلى إسبانيا بسدّ الثغرات في البلدان التي توقفت عن استقبال الغاز الروسي عن طريق الأنابيب، أو التي خفضته بشكل كبير، مثل ألمانيا أو بولندا أو إيطاليا.

يقول المحلل في مجموعة أوراسيا، هينينج جلويستين: "بفضل قدرتها الزائدة على إعادة تحويل الغاز المسال إلى غاز، كانت إسبانيا أسهل سوق للمستوردين، الذين شرعوا بعد ذلك في إعادة توزيعها إلى حيث تشتد الحاجة إليها، لا سيما شمال غرب أوروبا".

وكانت إسبانيا أكبر سوق لإعادة تصدير الغاز إلى أوروبا العام الماضي، وفي المقدمة إلى ألمانيا وإيطاليا أساسًا، إذ زادت الكميات بنسبة 45%، وهو رقم غير مسبوق.

وعلى الرغم من زيادة واردات إسبانيا من الغاز المسال الروسي، فإن حكومة مدريد طلبت من المستوردين تقليل اعتمادهم على روسيا منذ شهور، وأرسلت لهم في مارس/آذار خطابًا تحثّهم فيه على عدم توقيع عقود جديدة في روسيا أو تجديد العقود الحالية.

وقالت الوزيرة تيريزا ريبيرا في رسالة لمصدري الغاز المسال الروسي إلى إسبانيا: "إذا أردنا أن نكون متّسقين، فلا يمكننا الاستمرار في قبول الغاز الطبيعي المسال الروسي".

يقول جلويستين من مجموعة أوراسيا: "يمكنك القيام بقراءة إيجابية أو قراءة نقدية للدور الذي أدته إسبانيا".

ويضيف: "الإيجابي هو أن وارداتها من الغاز الروسي ساعدت في حل أزمة الطاقة، لا سيما في شمال أوروبا، أمّا السلبي فهو أن بعض الشركات قد دعمت إيرادات الحكومة الروسية من خلال الضرائب التي تدفعها نوفاتيك في البلاد".

وفقًا لتقديرات لجنة العلاقات الخارجية، بلغت قيمة واردات إسبانيا من روسيا نحو 3.489 مليار يورو (3.74 مليار دولار) منذ بداية غزو أوكرانيا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق