تُسرّع ناميبيا وتيرة أنشطة الاستكشافات النفطية والتعدين لديها في مسعى لتعزيز إنتاجها من هذين القطاعين الحيويين اللذين يتمتعان بإمكانات ضخمة، ومن ثم إمكان التعويل عليهما في تعزيز الدخل القومي للدولة، بعد أنا ظلّا غير مستغَلَّين لسنوات طوال، وهذا يتطلب بتضافر الجهود من أجل اجتذاب الاستثمارات الأجنبية والمحلية على حدّ سواء.
وتتوالى الاستكشافات النفطية في البلد الواقع جنوب أفريقيا في السنوات الأخيرة؛ ما جعلها مقصدًا لكبريات شركات الطاقة العالمية الراغبة في توسيع محافظها الاستثمارية بتلك الصناعة الواعدة في البلاد.
وفي هذا السياق، تعتزم ناميبيا الاستحواذ على حصص أقلية في شركات نفط وتعدين؛ من أجل تعظيم الاستفادة من ثرواتها المعدنية الهائلة، حسبما أوردت وكالة رويترز نقلًا عن وزير التعدين الناميبي.
أكبر منتج لليورانيوم
تُعدّ ناميبيا واحدة من أكبر الدول المنتجة لليورانيوم في العالم، كما أنها مُنتج رئيس للماس، ولديها -أيضًا- رواسب كثيرة من الليثيوم الصخري الصلب.
وقال وزير المناجم والطاقة توم ألويندو: "نحن نرسخ مفهومًا مفاده أن الملكية المحلية يتعين أن تبدأ بالدولة التي تمتلك مواردنا الطبيعية"، في تصريحات أدلى بها لمجموعة من المشرّعين في ورشة عمل برلمانية أمس الإثنين 29 مايو/أيار (2023). وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وشدّد ألويندو على أن ملكية الدولة المقترحة ينبغي أن تأخذ الشكل الذي تستحوذ فيه البلاد على الحد الأدنى من النسبة المئوية للأسهم في جميع شركات التعدين، والشركات المنتجة للنفط، والتي لا يتعين على الدولة أن تدفع لها الأموال نظير الاستحواذ على حصص بها".
هبوط الأسهم
كان لإعلان ناميبيا الاستحواذ على حصص أقلية في شركات نفط وتعدين آثاره الفورية على الأسهم في معظم شركات التعدين المدرجة في أستراليا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 30 مايو/أيار (2023).
فقد أُوقِف التداول على أسهم شركة "بالادين إنرجي ليمتد" الأسترالية المُنتجة لليورانيوم في ناميبيا، خلال جلسة تداولات اليوم بعد هبوطها بنسبة 24%.
وبالمثل، نزلت أسهم شركة "بانرمان إنرجي" العاملة على تطوير مشروع "إستانغو يورانيوم"، بنسبة 7.4%، إلى أدنى مستوياتها في شهر، كما تراجعت أسهم شركة "ديب يلو" الأسترالية بنسبة 13.4%، مسجلة أسوأ أداء لها منذ 9 مايو/أيار (2023).
وأنجزت "ديب يلو" مؤخرًا دراسة جدوى نهائية تتعلق بمشروع توماس لليورانيوم.
ولم تتضح -بعد- النسبة المئوية التي ترغب ناميبيا بالاستحواذ عليها في مشروعات تطوير الموارد، لكن في مارس/آذار (2023) قال ألويندو، إن حكومة بلاده ستتعامل مع الأمر بعقلية واسعة، وذلك في كلمته أمام البرلمان.
وأوضح: "نحتاج لأن نعي حقيقة مفادها أن هناك مستوى لا يمكن أن يتجاوزه أيّ مستثمر، وهو موقف لا أحد يتمنى أن يجد نفسه فيه".
اكتشافات نفطية
في العام الماضي (2022)، أعلنت كل من شركة توتال إنرجي الفرنسية، وعملاقة النفط الأنغلو هولندية شل، اكتشافات نفط وغاز في ناميبيا.
وفي مارس/آذار (2023)، أعلنت ناميبيا ثالث اكتشاف للنفط الخفيف على بُعد 270 كيلومترًا قبالة سواحلها في حوض أورانج، رغم أن الخبراء يقولون، إن ويندهوك لن تجني –على الأرجح- عائدات من تلك الاكتشافات إلّا بعد سنوات قليلة.
وبدأت أعمال الحفر في حوض أورانج في ديسمبر/كانون الأول (2022)، وانتهت بنجاح في مارس/آذار (2023)، بحسب ما أعلنته المؤسسة الوطنية للنفط في ناميبيا (نامكور) وشريكتاها في مشروع استكشاف "جونكر -1 إكس" في المياه العميقة: شل وقطر إنرجي.
مستقبل واعد
قد تصبح ناميبيا منتجًا رئيسًا آخر للنفط على ساحل المحيط الأطلسي في أفريقيا، بل وقد تدرس الانضمام –أيضًا- إلى منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" إذا حققت اكتشافات نفطية جديدة، بحسب ما صرّحت به حكومة ويندهوك ونشره موقع نورث أفريكا بوست.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط (2022)، تتزايد أنشطة الاستكشافات النفطية في أفريقيا بمعدلات صاروخية، مع ظهور مؤشرات إيجابية واعدة في كل من أوغندا وتنزانيا.
لكن رغم اكتشافاتها الكبيرة الأخيرة في حوض أورانج البحري، والتي تمهّد السبيل أمام تحقيق إيرادات نفطية ضخمة في المستقبل، لن تحصد ناميبيا تلك الإيرادات إلّا بعد نهاية العقد الحالي (2030)، حسبما ذكرت شركة رائدة في مجال إدارة الثروات في ناميبيا.
وتمتلك ناميبيا ما يربو على 11 مليار برميل من النفط و2.2 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، إلّا أن إمكاناتها الهيدروكربونية ما تزال غير مستغَلة منذ فترة طويلة.
وتعوّل ناميبيا كثيرًا على التعاون بين "نامكور" ووزارة المناجم والطاقة وشركات النفط العالمية، في النهوض بأداء قطاع الهيدروكربونات الضخم والمتنوع في البلاد.
موضوعات متعلقة..
- قطر للطاقة تتعاون مع ناميبيا لتعزيز الاكتشافات النفطية
- الإعلان عن ثالث اكتشاف نفطي في ناميبيا على يد قطر للطاقة
- الاستكشافات النفطية في ناميبيا تجذب وودسايد الأسترالية
اقرأ أيضًا..
- أمين عام أوبك: هدفنا توازن سوق النفط وليس تحديد الأسعار
- مصادر: الهيدروجين الأخضر في مصر يجذب سلطنة عمان بمشروع ضخم
- أكبر 6 ناقلات غاز مسال في العالم.. قطر تستحوذ على النصف (صور)