أفريقيا تطالب الدول المتقدمة بتوفير 100 مليار دولار سنويًا لمواجهة التغير المناخي
تطالب الدول النامية، التي تقع غالبيتها في قارة أفريقيا، البلدان المتقدمة الوفاء بتعهداتها، وتوفير 100 مليار دولار سنويًا من أجل مواجهة التحديات الناجمة عن التغير المناخي.
وجدّد رئيس بنك التنمية الإفريقي، أكينوومي أديسينا، خلال الاجتماعات السنوية 58 لمجموعة البنك المنعقدة في مدينة شرم الشيخ، دعوته إلى الدول المتقدمة بالوفاء بتعهداتها تجاه البلدان النامية.
وأوضح أديسينا، في لقاء صحفي اليوم الأربعاء 24 مايو/أيار (2023)، عُقد على هامش أعمال الاجتماعات، أنّ نقص التمويلات الخضراء أصبح "مكبِّلًا" للقارّة.
وأكّد أن أفريقيا تحتاج إلى نحو 2.7 تريليون دولار بحلول سنة 2030 لتمويل احتياجاتها المتعلقة بمواجهة تحديات تغير المناخ، وفق البيانات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
يُذكر أن أعمال الاجتماعات السنوية 58 لبنك التنمية الأفريقي قد انطلقت رسميُا أمس الثلاثاء 23 مايو/أيار، في مدينة شرم الشيخ، مصر، تحت شعار "تعبئة الاستثمار الخاص من أجل المناخ والنمو الأخضر في إفريقيا"، بحضور نحو 4 آلاف مشارك قدِموا من 81 دولة.
واختارت مجموعة البنك الأفريقي، خلال الاجتماعات، تسليط الضوء على الحاجة الملحّة والمتزايدة لحشد التمويلات الخاصة لمساندة بلدان القارة على مواجهة التغير المناخي والحدّ من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول سنة 2100، لكون جلّ البلدان الأكثر هشاشة توجد بهذه القارة.
التمويل الأخضر
رأى رئيس المصرف الأفريقي أن الاجتماعات السنوية ستمكّن محافظي المصرف والقادة الأفارقة وشركاء التنمية من البحث عن آليات عملية "لتعبئة تمويلات القطاع الخاص للمناخ والنمو الأخضر في أفريقيا".
يُعقد الاجتماع السنوي لبنك التنمية الأفريقي في دورته الـ 58 تحت عنوان "تعبئة تمويل القطاع الخاص للمناخ والنمو الأخضر في أفريقيا" خلال المدة من 22 إلى 26 مايو/أيار الجاري، في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية.
وأشار إلى أنّ تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة أضرّا بكل الدول الأفريقية، وأدّيا الى تقلّص الموارد المائية وتواتر أوقات الجفاف، مما تسبَّب في الإجهاد الزراعي وتدهور الأمن الغذائي.
وتعدّ دول أفريقيا الـ 54 الأقلّ تسببًا بتغير المناخ، إذ تسهم بأقلّ من 4% من الانبعاثات العالمية، إلّا أنها الأكثر تأثرًا بتداعياته، إذ تراجعت جودة أكثر من 700 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في جميع أنحاء القارة، وهذه المساحة تعادل ضعف مساحة الهند.
وتخسر القارة السمراء سنويًا نحو 4 ملايين هكتار إضافية من الأراضي، بالتزامن ذلك مع زيادة حالات الجفاف وانعدام الأمن الغذائي الذي يُجبر الناس على الهجرة، ويُضعف التنوع البيولوجي، ويُؤثّر في الحياة وسُبل العيش.
وتأتي الاجتماعات السنويّة لسنة 2023 إثر انعقاد قمة المناخ كوب 27 في شرم الشيخ في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وطالب البنك الإفريقي، خلال مشاركته في المؤتمر، بتوفير دعم عالمي لتحقيق انتقال طاقي عادل والالتزام بتعهدات تمويل المناخ، إضافة إلى تعويض البلدان الضعيفة عن الخسائر والأضرار، التي تُسببها تأثيرات تغير المناخ.
الاستثمارات الخضراء
حثّ رئيس بنك التنمية الأفريقي القطاع الخاص على زيادة الاستثمارات الخضراء في أفريقيا إلى مستوى 36% سنويًا، علمًا أنها لم تتجاوز 14% في 2022.
تشير البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة إلى أنه بالرغم من الإمكانات الهائلة للقارة، فإن 2% فقط من مبلغ الـ3 تريليونات دولار التي استُثمِرَت عالميًا في مجال الطاقة المتجددة على مدار الـ20 عامًا الماضية وصلت إلى إفريقيا.
وأكّد أديسينا أن البنك الافريقي للتنمية قد خصّص أعلى نسبة تمويل لفائدة المناخ، بلغت 63% من إجمالي تمويلات البنك المسندة مقارنة بالمصارف التنموية متعددة الأطراف الأخرى.
وأشار إلى إطلاق المصرف لآلية جديدة لدعم الفلّاحين ومدّهم بالبذور المناسبة في مواجهة التغير المناخي، إضافة إلى إرساء مبادرة "من الصحراء الى التنوير" تهدف إلى توفير 10 آلاف ميغاواط من الطاقة الشمسية لفائدة 250 مليون شخص في جميع أنحاء منطقة الساحل.
وأضاف: "أطلق البنك والمركز العالمي للتكيف برنامج تسريع التكيف الأفريقي لحشد 25 مليار دولار لدعم تكيف القارة مع تغير المناخ".
وأشار إلى أن البنك أنشأ، أيضًا، التحالف من أجل البنية التحتية الخضراء، بالشراكة مع مؤسسات تمويل أخرى، لتوفير 10 مليارات دولار من الاستثمارات الخاصة لتمويل بنية تحتية في أفريقيا صديقة للبيئة وأكثر مرونة للتكيّف مع تغير المناخ.
ويرتكز عمل التحالف أساسًا على قطاعات الطاقة والنقل والمياه والصرف الصحي والبنية التحتية الصحية والحضرية والريفية، كما يدعم مشروعات الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، فضلًا عن مشروعات التكنولوجيا النظيفة وتخزين الكهرباء وحلول التنقل المستدام.
موضوعات متعلقة..
- هل تصمد أفريقيا أمام تحديات التغير المناخي؟.. مصر والمغرب نموذجًا
- أفريقيا قبل كوب 27.. القارة السمراء ضحية التغيرات المناخية والتعقيدات التمويلية
اقرأ أيضًا..
- العراق يحاول إحياء خطوط أنابيب النفط مع 3 دول عربية في مقدمتها السعودية
- عقود الغاز المسال طويلة الأجل تنتعش من جديد.. وطفرة في سلطنة عمان (تقرير)
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر.. استثمارات ضخمة وتحديات قد تعرقل الحلم (خاص)