مقالات الطاقة المتجددةالمقالاتطاقة متجددةكهرباءمقالات الكهرباء

الطاقة الحرارية الأرضية في إيران.. أول محطة تتأخر 25 عامًا (مقال)

أومود شوكري - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • يبلغ العمر الإنتاجي لمحطة الطاقة الحرارية الأرضية من 25 إلى 35 عامًا
  • • محطة مشكين شهر للطاقة الحرارية الأرضية تُعَدّ أحد مشروعات الطاقة المتجددة المهمة في إيران
  • • الطاقة الحرارية الأرضية هي شكل موثوق وفعّال من حيث التكلفة من الطاقة المتجددة
  • • بالإضافة إلى توليد الكهرباء يمكن استعمال الطاقة الحرارية الأرضية لأغراض التدفئة والتبريد
  • • قطعت إيران بعض الخطوات في تطوير مواردها من الطاقة الحرارية الأرضية

تبرز الطاقة الحرارية الأرضية في إيران، والتي تأخرت أولى محطاتها لمدّة 25 عامًا، حلًا مهمًا، في وقت أسفرَ فيه اعتمادها على أنواع الوقود الأحفوري عن تلوّث الهواء بنسب عالية، وأدى إلى سياسة طاقة غير مستدامة.

على ضوء ذلك، تستكشف إيران مصادر بديلة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية (الجَوْفية)، لتنويع مزيج الطاقة لديها.

وأعلنت الحكومة، قبل عقدين من الزمن، خططًا لبناء أولى محطات الطاقة الحرارية الأرضية في إيران، لتوليد الكهرباء في منطقة سافالان بمحافظة أردبيل، شمال غرب البلاد.

الاستثمار في محطات توليد الكهرباء

عادةً ما يكون الاستثمار الأولي لاستكشاف وتركيب محطات توليد الكهرباء التقليدية القائمة على الوقود أعلى من محطات الطاقة الحرارية الأرضية.

ويمكن أن تعادل "التكلفة الموحدة للكهرباء" في محطات التوليد بالطاقة الحرارية الأرضية في إيران -إن لم تكن أقلّ- تكلفة محطات توليد الكهرباء التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري.

وقد تكون تلك التكلفة أرخص بكثير من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى بسبب انخفاض تكاليف الصيانة وغياب تكاليف الوقود خلال التشغيل.

محطة مشكين شهر للطاقة الحرارية الأرضية بمحافظة أردبيل الإيرانية
محطة مشكين شهر للطاقة الحرارية الأرضية بمحافظة أردبيل الإيرانية – الصورة من أزر نيوز

في المقابل، تنقسم تكاليف تشغيل موارد الطاقة الحرارية الأرضية إلى فئتين رئيستين: 1) تكاليف الاستكشاف، و 2) تكاليف تركيب محطة الكهرباء.

ويبلغ وقت إنشاء محطة لتوليد الطاقة الحرارية الأرضية، باستثناء مدة الاستكشاف والحفر، ما يقرب من 3 إلى 6 سنوات، ويبلغ العمر الإنتاجي لمحطة الطاقة الحرارية الأرضية من 25 إلى 35 عامًا. ويبلغ عامل السعة لمحطات الكهرباء هذه 90%.

وتُعدّ محطة مشكين شهر للطاقة الحرارية الأرضية أحد مشروعات الطاقة المتجددة المهمة في إيران، التي بدأت بناءها في عام 1998، وسيكون لديها، عند إتمام تشييدها، توربين بقوة 5 ميغاواط، بإجمالي 50 ميغاواط تستهدف المراحل اللاحقة.

ويبلغ الاستثمار في المشروع حاليًا نحو 40.4 مليون دولار، وعلى الرغم من الوعود العديدة بالتشغيل على مدى السنوات الـ25 الماضية، لم يتمّ الوفاء بأيٍّ منها.

عند وصول محطة مشكين شهر للطاقة الحرارية الأرضية إلى قدرتها الكاملة، فإنها ستوفر الكهرباء لسكان مدينة مشكين شهر.

أهمية مشروعات الطاقة المتجددة في إيران

ضاعف اعتماد إيران المفرط على الوقود الأحفوري والغاز الطبيعي من أهمية استكمال وإطلاق مشروعات الطاقة المتجددة، مثل محطة مشكين شهر للطاقة الحرارية الأرضية.

وقد واجه إنشاء أولى محطات الطاقة الحرارية الأرضية في إيران، بمدينة مشكين شهر، العديد من التأخيرات.

وتُعدّ الطاقة الحرارية الأرضية شكلًا موثوقًا وفعالًا من حيث التكلفة من الطاقة المتجددة التي تنتج جزءًا صغيرًا فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للمنشآت التي تعمل بالغاز أو بالفحم، بالإضافة إلى توليد الكهرباء، يمكن استعمال الطاقة الحرارية الأرضية لأغراض التدفئة والتبريد.

وتبلغ قدرة طهران على إنتاج الغاز الحيوي 3 ميغاواط، والطاقة الشمسية 200 ميغاواط، وطاقة الرياح 242 ميغاواط، والطاقة الكهروحرارية 7 ميغاواط، بينما تبلغ قدرة إنتاج الطاقة الحرارية الأرضية في إيران 50 ميغاواط (بإجمالي 502 ميغاواط)، والطاقة النووية في بوشهر 1000 ميغاواط.

وبحسب البرنامج المخطط، فقد تقرَّرت زيادة قدرة محطات الطاقة المتجددة إلى 10 آلاف ميغاواط على مدى 4 سنوات، رغم ذلك، تُعَدّ قدرة إنتاج الطاقة المتجددة في إيران متأخرة بشكل كبير عنها في الدول المتقدمة.

في إيران، تبلغ قدرة إنتاج الطاقة المتجددة (باستثناء الطاقة النووية والطاقة الكهرومائية) مقارنة بإجمالي إنتاج الطاقة في البلاد 0.56%، وهو أقلّ 18 مرة من المتوسط العالمي.

على صعيد آخر، بالنظر إلى أن القدرة الإجمالية لإنتاج الكهرباء في الدولة تبلغ نحو 83 غيغاواط ، فإن السعة دون استعمال الوقود الأحفوري (أي الطاقة الكهرومائية والنووية والطاقة المتجددة) تتراوح بين 25 و38%.

وقدّم نائب وزير الطاقة الإيراني لشؤون الكهرباء، همايون حائري، هذه الإحصائيات في بيان صدرَ مؤخرًا.

تعزيز الطاقة الحرارية الأرضية

تبذل الحكومة جهودًا كبيرة لتعزيز الطاقة الحرارية الأرضية في إيران، وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري.

ويُعدّ مشروع أردبيل للطاقة الحرارية الأرضية خطوة مهمة نحو هذا الهدف، بقدرة 55 ميغاواط واستعمال تقنية الدورة الثنائية، وهي أقلّ ضررًا على البيئة.

وأطلقت الحكومة الإيرانية مبادرات، بما في ذلك الحوافز الضريبية وإنشاء جمعية وطنية للطاقة الحرارية الأرضية، لتشجيع الاستثمار في الطاقة الحرارية الأرضية.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، عملية توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية:

عملية توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية

وتهدف إيران إلى الحصول على 5 غيغاواط من الطاقة الحرارية الأرضية المركّبة بحلول عام 2030، الأمر الذي سيتطلب استثمارات كبيرة ودعمًا للسياسات وخبرة فنية.

وتتمتع محطات الطاقة الحرارية الأرضية بالعديد من المزايا، بما في ذلك قصر مدة الاسترداد والقدرة على إنتاج الكهرباء خلال 24 ساعة يوميًا.

ويمكن استعمال الحرارة التي تنتجها محطات الكهرباء هذه في مختلف الصناعات، ومراكز السياحة، والرعاية، وتدفئة المباني.

وعلى الرغم من التكلفة الرأسمالية الأولية المرتفعة، فإن إمكانات مصدر الطاقة الحرارية الأرضية في إيران، وتحديدًا بمدينة مشكين شهر بمحافظة أردبيل، التي تبلغ قدرتها نحو 260 ميغاواط، تجعلها مجدية اقتصاديًا.

لذلك، من الأهمية بمكان مراعاة العوامل المختلفة عند اختيار أفضل شركات نقل الكهرباء لكل نقطة في البلاد، مثل أمن الطاقة والتأثيرات البيئية والبُنى الاجتماعية.

ومن المتوقع أنّ فصل الصيف المقبل، مع افتتاح أولى محطات الطاقة الحرارية الأرضية في إيران، بعد تأخير دام 25 عامًا، سيشهد تطورًا مهمًا بمزيج الطاقة في البلاد.

مزايا الطاقة الحرارية الأرضية

يعزز مشروع محطة الطاقة الحرارية الأرضية أمن الطاقة في إيران، ويسهم في تنويع مصادر الطاقة الإيرانية، بما في ذلك الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والوقود الأحفوري.

من خلال الاستثمار المستمر في الطاقة المتجددة والتعاون مع أصحاب المصلحة في الصناعة، يمكن لإيران تحقيق مستقبل للطاقة المستدامة وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري.

ومن الضروري وضع خطة شاملة للطاقة في البلاد، مع مراعاة العوامل المختلفة، لضمان مستقبل مستدام ومزدهر.

تداعيات التنقيب عن الطاقة الحرارية الأرضية

يشمل التنقيب عن الطاقة الحرارية الأرضية، والتأثيرات المحتملة التي قد تحدثها في البيئة المحلية، إنتاج غازات الاحتباس الحراري، وأضرار تطال إمدادات المياه الأرضية، وهبوط التربة.الطاقة الحرارية الأرضية

يمكن أن تتطلب مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية الاستحواذ على الأراضي وترحيل السكان، لذلك يستلزم التنقيب عن الطاقة الحرارية الأرضية إجراء تحليلات مناسبة للتأثيرات البيئية وإشراك أصحاب المصلحة لمعالجة هذه المخاوف، والتأكد من أن مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية تُنَفَّذ بطريقة مسؤولة وبمشاركة المجتمعات المتأثرة.

وتجدر الإشارة إلى أن إحدى العقبات الرئيسة أمام تطوير الطاقة الحرارية الأرضية في إيران هي نقص الأموال والمعرفة التكنولوجية.

وعلى الرغم من أن إيران تمتلك الكثير من إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية، فإن العديد من المشروعات تعثّر بسبب نقص التمويل والخبرة الفنية اللازمة لبناء وصيانة محطات الطاقة الحرارية الأرضية.

ويواجه قطاع الطاقة الحرارية الأرضية في إيران تحديًا من التنافس العالمي للاستثمارات والتقنيات المتعلقة بالطاقة المتجددة.

وقد قطعت إيران بعض الخطوات في تطوير مواردها من الطاقة الحرارية الأرضية، لكنها ما تزال متأخرة عن دول مثل الولايات المتحدة وأيسلندا وإيطاليا التي طوّرت أعمالًا في مجال الطاقة الحرارية الأرضية.

على ضوء ذلك، يجب على إيران تعزيز بيئتها التنظيمية، وخفض الحواجز الإدارية، وتقديم حوافز وتأكيدات واضحة للاستثمار الأجنبي لجذب رأس المال الأجنبي والتكنولوجيا.

ويمكن تسريع تطوير موارد الطاقة الحرارية الأرضية في إيران، من خلال التعاون وإقامة شراكات مع المنظمات والشركات الدولية للطاقة الحرارية الأرضية.

* الدكتور أومود شوكري، كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001".

*هذا المقال يمثّل رأي الكاتب، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصّة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق