روسيا وأوكرانياأخبار الغازرئيسيةغاز

صادرات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا تنتظر حظرًا خلال أيام

في أثناء اجتماعات مجموعة السبع

أحمد بدر

تواجه صادرات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، خطر الحظر، وهو القرار الذي من المتوقع اتخاذه خلال اجتماع مجموعة الـ7 والاتحاد الأوروبي.

وكشف مسؤولون مشاركون في المفاوضات، أن الدول الصناعية الـ7 والاتحاد الأوروبي يتجهون إلى حظر الغاز من روسيا المار عبر خطوط الأنابيب إلى دول مثل بولندا وألمانيا، وفق ما نقلت عنهم صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية.

ومن المقرر اتخاذ قرار حظر صادرات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، خلال اجتماع زعماء المجموعة الصناعية الكبرى في قمة هيروشيما في اليابان، يوم الجمعة 19 مايو/أيار (2023)، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

يشار إلى أن الحظر المنتظر سيطول صادرات الغاز من موسكو عبر خطوط الأنابيب، على الطرق إلى دول مثل ألمانيا وبولندا، وهو ما يعد ردًا على قطع موسكو الإمدادات خلال العام الماضي (2022).

قطع صادرات الغاز الروسية

قال مسؤولون مطلعون على المفاوضات، إن مجموعة الـ7 الكبرى والاتحاد الأوروبي تتجه إلى حظر صادرات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، على الطرق التي قطعت فيها موسكو الإمدادات، لتصبح المرة الأولى التي تحظر فيها تجارة الغاز في الأنابيب منذ غزو أوكرانيا.

خط أنابيب يامال أوروبا
خط أنابيب يامال أوروبا - الصورة من وكالة الأنباء الروسية تاس

ويأتي هذا الإجراء ردًا على قطع موسكو الإمدادات العام الماضي، ما تسبب في أزمة طاقة بجميع أنحاء أوروبا، إذ تسعى القوى الغربية إلى ضمان عدم حصول روسيا على إيرادات إضافية من تجارة الطاقة، ضمن جهود تعميق الضغوط الاقتصادية عليها، بعد 15 شهرًا من غزوها لأوكرانيا.

وبحسب مسودة بيان لمجموعة الـ7، فإن المجموعة الاقتصادية الرائدة ستقلل بشكل أكبر من استخدامها لمصادر الطاقة الروسية، "بما في ذلك منع إعادة فتح السبل التي أغلقت سابقًا، بسبب تسليح روسيا للطاقة.. على الأقل لحين حل الصراع"، وفق صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية.

واستبعد محللون أن يؤثر الإجراء الجديد في تدفقات الغاز الروسي الفورية، ولكنه في الوقت نفسه يشير إلى التصميم العميق في بروكسل على إنهاء عقود من الاعتماد على الصادرات عبر خطوط الأنابيب، رغم كونه إجراءًا سريعًا ومؤلمًا.

وفي بداية الحرب، تجنب الاتحاد الأوروبي استهداف الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، بسبب اعتماد دوله الهائل على غاز موسكو، ولكن الأخيرة خفضت الإمدادات، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز بأكثر من 10 أضعاف مستواها الطبيعي.

وفي الأشهر الأخيرة، انخفضت الأسعار بشكل كبير، إذ نجحت أوروبا في خفض الطلب خلال فصل الشتاء، وسرعت من طرح الطاقة المتجددة وحصلت على إمدادات بديلة مثل شحنات الغاز الطبيعي المسال المنقولة بحرًا، وفق ما نقلت "فاينانشيال تايمز" عن محللين.

وكان خبير صناعة الغاز في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أوابك، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، قد أشار إلى النجاح الذي حققه موسكو في مجال النفط، مع إعادة توجيهه إلى آسيا، ولكن هذا النجاح قابلته خسارة كبيرة في مجال الغاز.

وقال خبير أوابك، في تغريدة على صفحته بموقع "تويتر"، بتاريخ 26 أبريل/نيسان 2023، إن موسكو قللت خسائر الغاز بوقف الصادرات عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، لافتًا إلى أن القارة العجوز كانت السوق الرئيسة لهذا الغاز بحصة تتجاوز 75%، وكانت ألمانيا أهم أسواقها.

خبير الصناعات الغازية لدى منظمة أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي
خبير الصناعات الغازية لدى منظمة أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي

وأضافت: "تركزت استثمارات موسكو لعدة سنوات، ومعها الشركات الأوروبية، في موارد الغاز الروسي غرب البلاد، لربطها بشبكات الأنابيب مع أسواق أوروبا، ولم تكن تهتم بموارد الغاز بالشرق والشرق الأدنى، كما لم تهتم بملف إسالة الغاز بنفس القدر لتصديره في خطوط الأنابيب.

الغاز الروسي إلى أوروبا

تراجعت حصة الغاز الروسي من الواردات الأوروبية من أكثر من 40% إلى أقل من 10% خلال فصل الشتاء الماضي، مع تعزيز الفصل المعتدل من قدرة دول الاتحاد الأوروبي على تخزين الغاز، كما أن المسؤولين الأوروبيين متفائلون مع امتلاء المخزونات بنحو 60% حاليًا، مقارنة بـ30% خلال نفس المدة من العام الماضي 2022.

ويناقش دبلوماسيون في الوقت الحالي، الحظر الجديد لصادرات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، باعتباره جزءًا من حزمة العقوبات الـ11 للاتحاد الأوروبي، إذ أعلنت المفوضية الأوروبية أنها لن تعلق على مناقشات العقوبات أو التسريبات، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال دبلوماسي أوروبي، إن الاقتراح يحتاج مزيدًا من التوضيح من بروكسل، لإظهار كيف سيتغير الوضع الراهن، لا سيما مع تدفق بعض النفط من قازاخستان عبر خط أنابيب دروجبا، مؤكدًا ضرورة توضيح كيفية نجاح هذا التوجه.

يشار إلى أن خطي الأنابيب الروسيين الرئيسين نورد ستريم 1 و2 كانا قد تعرضا للتخريب في سبتمبر/أيلول الماضي 2022، الأمر الذي أسفر عن تعطل كميات ضخمة من الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، ولكن هناك خطوط أخرى في مقدمتها "يامال"، الذي يتجه إلى بولندا- ما زالت سليمة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق