رئيسيةأخبار الغازغاز

الاتحاد الأوروبي يطلق آلية الشراء الموحد للغاز ويتأهب لصفع روسيا الشتاء المقبل

هبة مصطفى

يستعد الاتحاد الأوروبي -عبر إطلاق آلية الشراء الموحد للغاز- لمواجهة مرحلة جديدة من تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على أسواق الطاقة ومخزونات الغاز، لا سيما في ظل توقعات أن شتاء عام (2023-2024) سيكون أشد ضراوة.

وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت، اليوم الثلاثاء 25 أبريل/نيسان 2023، إطلاق آلية "أجريجيت إي يو"، إذ تسمح للشركات بتسجيل طلبات الشراء لضمان توافر الإمدادات، حسبما ورد في بيان على موقعها الإلكتروني.

ومن المقرر أن يجري طرح الطلبات المجمعة تحت غطاء واحد عبر مناقصة عالمية، بما يتواءم مع مستهدفات تخزين الغاز لدى دول الاتحاد، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

تفاصيل الآلية

تُعد آلية الشراء الموحد للغاز "أجريجيت إي يو" -التي أُزيح الستار عنها اليوم الثلاثاء 25 أبريل/نيسان 2023- الأولى من نوعها لرصد طلب الشركات الأوروبية، في إطار الاستعدادات لتلبية الطلب خلال فصل الشتاء المقبل، عبر ضمان إعادة ملء مستويات التخزين.

الشراء الموحد للغاز
مرافق لنقل الغاز - الصورة من رويترز

وتضمن هذه الآلية التفاوض من أجل حصول دول الاتحاد على مستويات أسعار أفضل من الموردين، بدلًا من تكرار سيناريو العام الماضي (2022)، والاضطرار إلى الشراء من السوق الفورية بأسعار باهظة.

وتمهل الآلية شركات الاتحاد الأوروبي حتى 2 مايو/أيار المقبل، للتقدم بطلبات كميات الغاز المطلوبة، تمهيدًا لتجميعها وطرحها في مناقصة عالمية.

وفور تلقي كميات الشراء الموحد للغاز ومقارنتها بالعروض المقدمة، تدخل الشركات في تفاوض مباشر مع الموردين للاتفاق حول شروط تعاقدات الشراء والتسليم، وتسحب المفوضية يدها من عملية التفاوض.

وتوقعت المفوضية توقيع الاتفاقيات الأولية للشراء قبيل فصل الصيف، على أن يليه فتح المجال أمام تلقي عطاءات أخرى بصورة دورية (كل شهرين) ولمدة 12 شهرًا مقبلة.

أسعار الغاز واستبعاد روسيا

وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إطلاق آلية الشراء الموحد للغاز بأنها "خطوة كبرى" لدول الاتحاد، مشيرة إلى أن الشركات يمكنها تسجيل طلبات الشراء بالكميات المطلوبة على منصة "أجريجيت إي يو"، بدءًا من اليوم الثلاثاء 25 أبريل/نيسان 2023.

وأضافت أن المفوضية ستستفيد من قدرتها على التفاوض، بهدف الحصول على أفضل أسعار الغاز المتاحة للعملاء والمستهلكين، حسبما أوضحت في تغريدة لها بموقع "تويتر".

وبدأ التنسيق بين دول الاتحاد الأوروبي حول مستويات تخزين الغاز منذ العام الماضي (2022)، في إطار الرد على تحويل موسكو إمداداتها من الغاز إلى "سلاح" ضد العقوبات الغربية المفروضة عليها عقب اندلاع الحرب الأوكرانية.

وتُعد آلية الشراء الموحد للغاز إحدى الأدوات المساعدة في تنفيذ خطة "ريباور إي يو" الأوسع نطاقًا، التي تهدف بصورة رئيسة إلى تنويع إمدادات الطاقة لدى دول الاتحاد للتخلص من الاعتماد على الغاز الروسي.

ويضمن قرار المفوضية بإطلاق الآلية استثناء تدفقات الغاز الروسي من عملية الشراء المشترك التي تتجه إليها.

إلغاء التنافسية

أشارت المفوضية إلى أن 76 شركة أقبلت على التسجيل في آلية الشراء الموحد للغاز، وتستعد شركات أخرى للانضمام، في حين يجري التسجيل مع الالتزام بمستهدفات الحد الأدنى للدول الأعضاء في الاتحاد حول نسب تخزين الغاز بنحو 15% (بما يعادل 13.5 مليار متر مكعب سنويًا).

وقال خبير أوابك، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن آلية الشراء الموحد للغاز التي كشفت عنها المفوضية الأوروبية اليوم الثلاثاء 25 أبريل/نيسان تلغي مبدأ "التنافسية" الذي كان أساسًا لسوق الغاز الأوروبية، طبقًا لما أورده في تغريدة له بموقع التدوينات القصيرة "تويتر".

وأضاف أن قواعد التنافسية يجري العمل بها، كونها أساسيات معروفة للأسواق الحرة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن مدى استجابة السوق خلال الآونة المقبلة للآلية سيكون معيارًا لتقييم نجاحها.

وفسّر عبدالمعطي أن آلية الشراء الموحد للغاز تجري عبر شركات وسيطة، تتولى مهمة جمع طلبات العملاء الأوروبيين، لطرحها على الموردين والبائعين، وقد تحد هذه الخطوة من المنافسة السوقية، إذ تهدف المفوضية إلى ضمان أسعار أقل لكميات الغاز المستوردة.

ومن المقرر أن يبدأ تطبيق الآلية من شهر يونيو/حزيران المقبل، وتركز بصورة رئيسة على عقود التسليم خلال مدة قدرها 12 شهرًا فقط، بحسب خبير أوابك.

الطلب الأوروبي

يسعى الاتحاد الأوروبي لضمان توافر كميات كافية من الوقود، تلبي الطلب وتتجنّب مستويات الأسعار القياسية التي عانت منها القارة العجوز العام الماضي (2022).

ورحّبت إسبانيا بإطلاق آلية الشراء الموحد للغاز بين دول الاتحاد الأوروبي، بالنظر إلى ما أُعلن من أهداف حول قدرة الآلية على تأمين أفضل شروط التفاوض المتاحة بالأسواق العالمية للغاز.

ورغم ضخامة الخطوة، فإنها تؤمّن -عبر بدء ملء مرافق تخزين الغاز قبيل ذروة الطلب في فصل الشتاء- ما مقداره 13.5 مليار متر مكعب فقط من الطلب الأوروبي الإجمالي المقدر بنحو 360 مليار متر مكعب، بحسب تقديرات رويترز.

ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم الطلب العالمي على الغاز، خلال المدة من عام 2019 حتى العام الجاري 2023:

الطلب على الغاز الطبيعي عالميًا

وتستهدف دول الاتحاد -منذ العام الماضي 2022- ملء 90% من مرافق تخزين الغاز قبيل شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وتلقت دعمًا إضافيًا من هدوء مستويات الطلب خلال فصل الشتاء (2022- 2023) والطقس المعتدل، ونجاح بعض الحكومات في خفض استهلاك عملائها.

ويعتزم الاتحاد توقيع أولى صفقات آلية الشراء الموحد للغاز الأسابيع المقبلة، مع إتاحة الاختيار للشركات ما بين تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب أو شحنات الغاز المسال.

كما يمكن لشركات أخرى الحصول على كميات صغيرة (تعادل ثلث شحنة الغاز المسال)، في محاولة لحث الشركات الصغيرة على المشاركة في الآلية.

80 شركة

تتجاوز الشركات الأوروبية المرحبة بالحصول على الإمدادات عبر آلية الشراء الموحد للغاز 80 شركة؛ 76 شركة سجلت على المنصة، إلى جانب 5 شركات تدرس التسجيل في وقت قريب.

ومن بين الشركات المسجلة، شركات تُصنّف تحت نطاق الصناعات كثيفة الاستهلاك، من بينها شركات تهتم بصناعة (الصلب، والأسمدة، والسيراميك، والزجاج)، وفق ما أكده مسؤول بالمفوضية لصحيفة فاينانشيال تايمز (Financial Times).

وتشارك في الآلية شركات كبيرة وصغيرة، وكذا شركات وسيطة تقوم بعملية الشراء نيابة عن تكتلات شركات أصغر، أملًا في الحصول على امتيازات أكبر وأسعار تنافسية.

ويُعد كبح جماح أسعار الغاز ومنعها من الارتفاع إلى مستويات قياسية هدفًا رئيسًا للاتحاد الأوروبي من وراء إطلاق آلية الشراء الموحد للغاز، إذ أكد مسؤولون أن الأسعار المرتفعة لن تصبح "معتادة وطبيعية" لعملاء دول الاتحاد ومستهلكيها.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق