التقاريرتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيانفط

حظر النفط الروسي يكبد بولندا 27 مليون دولار يوميًا.. وأوروبا تتحايل على العقوبات

هبة مصطفى

تحاول الدول الأوروبية الالتزام بحزمة العقوبات المفروضة على النفط الروسي، رغم الخسائر التي تعانيها إثر فارق أسعاره، مقارنة بالإمدادات البديلة من دول أخرى، وكانت بولندا أحدث الضحايا.

وأوضح مسؤول بشركة النفط البولندية الحكومية أن هناك فارقًا بين أسعار براميل خام موسكو وبين أسعار براميل الخامات البديلة يقارب 30 دولارًا للبرميل، بحسب ما أدلى به من تصريحات في مقابلة مع فاينانشال تايمز (Financial Times)، نُشرت اليوم الإثنين 8 مايو/أيار (2023).

كان الاتحاد الأوروبي قد فرض حظرًا على إمدادات النفط من روسيا المنقولة بحرًا، إذ دخل موضع التنفيذ في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، ضمن حزمة عقوبات شملت فرض سقفًا سعريًا لهذه الشحنات في نطاق 60 دولارًا للبرميل من قبل (دول مجموعة الـ7، ودول الاتحاد، وأستراليا).

واستثنى الاتحاد من العقوبات تدفقات النفط الروسي المنقولة عبر خط أنابيب دروجبا، الممتد بين موسكو وبولندا ويمرّ بدول أوروبية أخرى، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

خسائر النفط

أكد الرئيس التنفيذي لشركة "بي كيه إن أورلين"، دانييل أوباجتيك، تمسُّك بلاده وقطاعاتها بالخطوات المناهضة لدعم روسيا، رغم الخسائر الباهظة التي تتكبدها الشركة، والتي تُقدَّر بنحو 27 مليون دولار يوميًا، بسبب فارق السعر عن البدائل.

مصفاة تابعة لشركة أورلين البولندية المتضررة من حظر النفط الروسي
مصفاة تابعة لشركة أورلين البولندية - الصورة من بلومبرغ

وأشار إلى أن الخسائر المليونية لم تطل شركته وحدها، لكنها ممتدة إلى عدد من شركات النفط الأخرى، لا سيما التي كانت تركّز على إمدادات النفط الروسي بصورة رئيسة.

وأوضح أوباجتيك أن الاستغناء عن إمدادات الخام الروسي يحتاج إلى تطوير الخدمات اللوجستية للإمدادات، مشيرًا إلى أنه يجري التعاون مع التشيك في هذا الشأن.

واللافت للنظر أن شركة أورلين استمرت في تلقّي الإمدادات الروسية وتزويد السوق المحلية بها حتى شهر فبراير/شباط الماضي، رغم أن بولندا أبدت التزامها في وقت سابق بحظر الإمدادات بحلول نهاية 2022.

وأرجعت شركة أورلين ذلك إلى المخاوف من تعرُّضها للملاحقة القضائية من قبل موسكو وشركة "تات نفط"، حال انتهاك شروط التعاقد بالتوقف عن تلقّي الإمدادات.

وأسدلت الشركة في أبريل/نيسان (2023) الستار عن هذا التعاون، بإعلان إنهاء آخر التعاقدات مع الشركة الروسية.

خط دروجبا والإمدادات البديلة

بخلاف خسائر شركة "بي كيه إن أورلين" البولندية من وقف إمدادات النفط الروسي (البالغة 27 مليون دولار يوميًا)، ما زالت الشركة تستفيد من المرافق الروسية المستعملة لنقل تدفقات النفط.

وقال الرئيس التنفيذي "دانييل أوباجتيك"، إن خط أنابيب دروجبا الروسي ما زال قيد الاستعمال من قبل شركة النفط البولندية، موضحًا أنه سبيل ملائم لتوصيل التدفقات إلى مصفاة في مدينة ليتفينوف التشيكية غير المشمولة بالعقوبات على موسكو حتى الآن.

ويرصد الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز المعلومات حول خط أنابيب دروجبا ومساراته إلى أوروبا وحجم التدفقات التي ينقلها:

خط أنابيب دروجبا

وكانت التدفقات عبر خط أنابيب دروجبا مستثناة من الحظر الأوروبي المفروض على النفط الروسي، خاصة أن شبكة الأنابيب الممتدة تربط دولًا عدّة بالقارة العجوز وموسكو.

ويشير توقّف تعاون شركة النفط البولندية مع شركات النفط الروسية إلى ضرورة البحث عن منافذ بديلة، لا سيما أنّ توقُّف خامات موسكو له بالغ الأثر على شركة "أورلين" المسيطرة على السوق المحلية في وارسو، وكذلك أعمال التكرير في دولة ليتوانيا.

ويبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونًا أوروبيًا أكبر، إذ كشف الرئيس التنفيذي للشركة البولندية "دانييل أوباجتيك" احتمالات التوسع في برلين، قائلًا: "السوق الألمانية محل اهتمام من بولندا، ونملك 600 موقع بها، بجانب خطط لدعم مصافيها".

أوروبا تلتفّ على العقوبات

دعا دانييل أوباجتيك ألمانيا (أكبر الاقتصادات الأوروبية) إلى إعادة النظر في حصولها على تدفقات الخام الروسي عبر دول وسيطة، إشارة إلى صفقتها الأخيرة للحصول على الواردات من قازاخستان.

وفتح أوباجتيك النار على الحكومات الأوروبية، بتأكيده أن منتجات البتروكيماويات الروسية ما زالت تتدفّق بقوة إلى أسواق القارة العجوز، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل امتدّ للمشتقات النفطية الخاضعة للحظر الأوروبي.

وتطرَّق في حديثه إلى أن قطاع النفط الروسي استفاد من ثغرات عدّة حتى يواصل جني مكاسب قوية من قبل دول الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن العقوبات يجب أن تتخطى مرحلة كونها "حيلة" لتحسين الصورة الإعلامية عن أوروبا.

ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أكثر الدول الأوروبية اعتمادًا على الخام الروسي والمشتقات، ومنها بولندا:

النفط الروسي - واردات أوروبا من النفط الخام والمشتقات النفطية الروسية

وتأتي دعوة أوباجتيك إلى إكساب العقوبات المزيد من القوة والشدة بالتزامن مع توسع موسكو في تجارة البتروكيماويات أوروبيًا، لتعويض مكاسب قيود مبيعات النفط الروسي، وتدفقات الغاز الطبيعي أيضًا.

ولم تكن برلين الدولة الأوروبية الوحيدة التي تواجه اتهامات بمخالفة عقوبات الاتحاد الأوروبي، إذ كشفت كبيرة الاقتصاديين بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية "بياتا جافورسيك" أن دول بالقارة التفّت على العقوبات ضد روسيا عبر "وسطاء"، مثل أرمينيا وقازاخستان، طبقًا لبيانات التجارة لعام 2022.

وكشفت تشكيل 200 شركة تابعة لروسيا في قازاخستان خلال 3 أشهر أعقبت اندلاع الحرب الأوكرانية، في فبراير/شباط (2022).

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق