65 شركة تتقدم بطلبات الشراء الموحد للغاز في أوروبا بالجولة الأولى
واستعدادات لتوقيع أولى الصفقات قريبًا
هبة مصطفى
تتجه آلية الشراء الموحّد للغاز -التي طرحها الاتحاد الأوروبي مؤخرًا- إلى إحراز خطوات مهمة، بعدما فاق معدل تسجيل البائعين والمشترين في منصتها التوقعات.
وسجّلت 65 شركة أوروبية طلبات شراء، حتى ختام الجولة الأولى للآلية، خلال يوم الثلاثاء (2 مايو/أيار 2023)، بحسب ما نشرته رويترز.
وتسعى الدول الأوروبية لتجنب ما شهدته أسواق الطاقة العام الماضي (2022)، بالوقوع تحت وطأة نقص الإمدادات وارتفاع أسعار الغاز، وتُخطط عبر جولات الشراء المشتركة إلى ضمان ملء مرافق التخزين خلال فصل الصيف؛ استعدادًا للطلب المرتفع شتاءً، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
تطورات الآلية
أطلق الاتحاد الأوروبي آلية الشراء الموحد للغاز -في 25 أبريل/نيسان الماضي- وفُتح باب التسجيل في منصة الآلية، سواء من قبل المشترين أو الموردين أو الوسطاء.
وتجاوز عدد الشركات المهتمة بالتسجيل في منصة الآلية، خلال يوم طرحها الأول، 80 شركة، غير أن نائب رئيسة المفوضية الأوروبية "ماروش سيفكوفيتش" أكد ارتفاع هذه الشركات إلى 101 شركة حتى الآن، من بينها 19 شركة وسيطة وممثلة لشركات أصغر.
ويُخطط الاتحاد الأوروبي لإتمام أولى الصفقات خلال أشهر قليلة؛ إذ أشار ماروش سيفكوفيتش إلى أن الجولة الأولى للشراء شهدت تلقي منصة الآلية طلبات شراء عبر 65 شركة أوروبية؛ من بينها شركات من التشيك وإسبانيا وبولندا.
وتضمّنت الجولة الأولى من طلبات الشراء الموحد للغاز طلبات لتوريد الغاز عبر خطوط الأنابيب بمعدل 77%، وطلبات لشراء الغاز المسال بنسبة 23%.
ومن المقرر أن تركز منصة الآلية في الآونة المقبلة على تلقي الطلبات من الموردين؛ إذ تستهدف التنسيق بين المشترين والموردين بحلول 17 مايو/أيار الجاري.
خطط الغاز وأمن الطاقة
تسبّب تراجع تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا -العام الماضي 2022- في تفاقم أزمة الطاقة وتسجيل مستويات أسعار قياسية، ولا سيما أنها تزامنت مع انطلاق موسم ملء مرافق التخزين، وهو ما تحاول دول الاتحاد تجنبه العام الجاري.
ولفت نائب رئيسة المفوضية الأوروبية ماروش سيفكوفيتش، إلى أن آلية الشراء الموحّد للغاز تهدف بصورة رئيسة إلى ضمان "ضبط" مستويات أسعار الطاقة، خاصة فيما يتعلق بالصناعات كثيفة الاستهلاك.
وأضاف أن الآلية تضمن حصة للشركات الصغيرة في سوق الغاز، قائلًا إنه من غير المقبول تحول مستويات الأسعار -التي شهدتها أسواق الطاقة العام الماضي (2022) والتي يستمر بعضها حتى الآن- إلى معدلات تسعير معتادة.
وتخطط دول الاتحاد لإتمام أولى صفقات آلية الشراء الموحد للغاز خلال شهري (يونيو/حزيران، ويوليو/تموز)، على أن تُعقد بصورة دورية كل شهرين.
وانفتحت المفوضية على الموردين الدوليين للوفاء بطلبات الشراء، غير أنها شددت مرارًا وتكرارًا على استبعاد الموردين الروس من المشاركة في صفقات آلية الشراء الموحّد للغاز.
الشتاء الأوروبي
في ظل توقعات بانخفاض درجات الحرارة، خلال فصل الشتاء المقبل، وما يترتب على ذلك من ارتفاع في مستويات الطلب على الغاز والكهرباء، بات معدل الطلب يُشكّل خطرًا على دول القارة العجوز.
وتُشير البيانات إلى أن المرافق الأوروبية ما زالت ممتلئة بنسبة 60% من سعتها، مدفوعة بالطلب المعتدل خلال فصل الشتاء (2022-2023)، وخطط خفض الاستهلاك وسياسات الحفاظ على موارد الطاقة التي أطلقتها حكومات عدة.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور معدل استهلاك الغاز الطبيعي في أوروبا منذ عام 1965 حتى العام الماضي 2022:
ورغم ذلك؛ فهناك تخوفات من عدم كفاية هذه الإمدادات إذا ما واجهت دول الاتحاد الأوروبي فصلًا شديد البرودة الشتاء المقبل.
وتسمح آلية الشراء الموحّد بتلبية 15% من الطلب الأوروبي اللازم لاستكمال خطط التخزين بنسبة 90% حتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل؛ إذ توفر 13.5 مليار متر مكعب من الغاز.
وبصورة إجمالية، يصل معدل طلب دول الاتحاد الأوروبي على الغاز إلى 360 مليار متر مكعب، بينما لم تُعلن -حتى الآن- الآليات المخطط لها لاستكمال الكميات المتبقية لإتمام عملية التخزين بنجاح.
اقرأ أيضًا..
- الطلب العالمي على الذهب يتراجع 13% خلال الربع الأول
- تقرير يتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى 105 دولارات.. متى يحدث ذلك؟
- الطاقة تعيد نشر توقعات أسعار النفط لـ10 خبراء.. الرؤية تتحقق بعد 4 أشهر
