غازتقارير الغازرئيسية

مشروعات الغاز المسال في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.. فرص وتحديات

محمد عبد السند

تمضي مشروعات الغاز المسال في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على قدم وساق، بفضل تسارع وتيرة الاستثمارات الأجنبية التي تشهدها المنطقة؛ لما يتوافر لديها من إمكانات ضخمة في هذا المجال الحيوي.

إلا أن تردي الأوضاع الأمنية في دول المنطقة يظل أحد العوامل الرئيسة التي تعرقل مسيرتها نحو استغلال مواردها الضخمة، وتعزيز صادراتها من السلعة الحيوية إلى الأسواق العالمية المتعطشة لها.

وفي هذا السياق، تشهد دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى طفرة ملموسة في عدد مشروعات الغاز المسال الجديدة، والتي سيدخل العديد منها حيز التشغيل خلال السنوات القليلة المقبلة، حسبما أورد تقرير أسواق الطاقة اليومي لشركة "إنرجي أوتلوك أدفايزرز".

ولطالما يُنظر إلى مشروعات الغاز المسال في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على أنها أحد البدائل المهمة لإمدادات الطاقة الروسية التي انعدمت -أو انخفضت على الأقل- على خلفية الحرب الأوكرانية.

فعلى سبيل المثال؛ ما زالت المرحلة الأولى من مشروع تورتو أحميم الكبير "جي تي إيه" قبالة سواحل موريتانيا والسنغال قيد التطوير، ومن المتوقع أن يدخل المشروع الذي تديره شركة النفط البريطانية "بي بي" حيز التشغيل في أواخر العام الجاري (2023)، بسعة تلامس 2.5 مليون طن سنويًا.

وفي 23 فبراير/شباط (2023)، أكّدت شركة النفط البريطانية "بي بي" وشركاؤها تطوير تصور للمرحلة الثاني بسعة إجمالية تتراوح بين 2.5 مليون و3 ملايين طن سنويًا.

وسيرفع هذا إجمالي سعة مشروع تورتو أحميم الكبير إلى ما يتراوح من 5 ملايين و5.5 مليون طن سنويًا بحلول أواسط العقد الجاري (2025).

الكونغو

تتجلّى الطفرة في مشروعات الغاز المسال في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بجمهورية الكونغو الديمقراطية، التي شهدت تدشين أول مشروع لإسالة الغاز الطبيعي في 25 أبريل/نيسان (2023)، خلال احتفالية حضرها كبار القادة في البلاد، والمسؤولون بعملاقة الطاقة الإيطالية إيني، الموجودة في الكونغو منذ أكثر من 50 سنة.

ومن المتوقع أن يلامس مشروع الغاز المسال في الكونغو سعته الإجمالية البالغة 3 ملايين طن سنويًا (نحو 4.5 مليار قدم مكعبة/سنويًا)، بدءًا من عام 2025، بحسب بيان صحفي صادر عن شركة إيني.

ويشتمل المشروع على تركيب وحدتي غاز مسال عائمتين في حقلي "نيني" و"ليتشندجيلي" اللذين دخلا حيز الإنتاج، وأيضًا في حقول لم تخضع للتطوير بعد، بحسب إيني.

ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج من المحطة الأولى المُزودة بوحدة غاز مسال عائمة، والبالغة سعتها 0.6 مليون طن سنويًا، في النصف الثاني من عام 2023، وفق بيان الشركة الإيطالية.

وفي المقابل، سيبدأ الإنتاج الأولي من المحطة الثانية المزودة بوحدة غاز مسال عائمة، سعة 2.4 مليون طن سنويًا، في عام 2025.

وقد دُشنت وحدة الغاز المسال الثانية في ديسمبر/كانون الأول (2022) بعدما أبرمت إيني عقدًا مع شركة "ويسون هيفي إنداستري" لبناء المحطة وتركيبها.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الطاقة الإنتاجية للغاز المسال في دول جنوب الصحراء الأفريقية:

الطاقة الإنتاجية للغاز المسال في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى

نيجيريا

تبرز مشروعات الغاز المسال في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى -أيضًا- في نيجيريا، التي شرعت حكومتها في بناء وحدة غاز مسال خلال عام 2022، في مجمع بوني آيلاند للغاز المسال، مع توقعات ببدء تشغيل الوحدة بحلول العام المقبل (2024).

وفور اكتمال البناء، سترفع الوحدة الجديدة السعة الإجمالية لمجمع بوني آيلاند للغاز المسال إلى 3 ملايين طن سنويًا، بحلول 2024.

موزمبيق

تتسارع وتيرة مشروعات الغاز المسال في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في شرق أفريقيا؛ حيث تعكف توتال إنرجي، عملاقة الطاقة الفرنسية، على تطوير مشروعات كبرى، وتحديدًا في موزمبيق، لكنها ما زالت تواجه تأخيرات لأسباب مختلفة.

وفي الأسبوع الماضي، قال الرئيس الموزمبيقي فيليب نيوسي، إن توتال إنرجي لا تواجه أي مشكلات في استئناف عملياتها بمشروع كابو ديلغادو للغاز المسال، الذي كان قد توقف في العام قبل الماضي (2021)، نتيجة هجمات شنّها تنظيم داعش في الإقليم الواقع شمال البلاد، حسبما جاء في تقرير أسواق الطاقة اليومي لشركة "إنرجي أوتلوك أدفايزرز"، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويُعَد مشروع موزمبيق للغاز المسال هو أول تطوير بري لمحطة غاز مسال في البلد الكائن جنوب شرق أفريقيا.

مشروع تورتو أحميم الكبير "جي تي إيه" البحري بين موريتانيا والسنغال
مشروع تورتو أحميم الكبير بين موريتانيا والسنغال - الصورة من أوفشور إنرجي

ويتضمن المشروع تطوير حقلي غولفينو وأتوم الواقعين في منطقة 1 البحرية، بالإضافة إلى بناء وحدتين لإسالة الغاز الطبيعي، بسعة إجمالية 13.1 مليون طن سنويًا.

وسيُسهم تأخير تنفيذ مشروع موزمبيق للغاز المسال -على الأرجح- في إرجاء البدء الكامل للمشروع إلى عام 2026.

توقعات سعة الإنتاج

قادت أنشطة الاستكشاف التي نفّذتها كبريات شركات الطاقة بنجاح إلى ظهور عدد من حقول الغاز الضخمة في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وبحلول عام 2026، من الممكن أن تصل سعة الغاز المسال في المنطقة إلى 58.2 مليون طن سنويًا؛ ما سيجعلها لاعبًا أساسيًا في سوق الغاز المسال العالمية.

ورغم كونها صغيرة نسبيًا؛ فإن مشروعات الغاز المسال في المنطقة تكتسب أهمية قُصوى لكل من أوروبا وآسيا اللتين ترغبان في تنويع مصادر إمداداتهما من السلعة الحيوية، بما يعزز أمن الطاقة لديهما.

ومع ذلك، تواجه منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تحديات كبيرة تعترض استغلال مقوماتها، ومن ثم طموحاتها في التحول إلى مركز إقليمي لصادرات الغاز المسال؛ وفي مقدمتها الأوضاع الأمنية والعقود.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق