الألواح الشمسية في أميركا تنتظر "ضربة قاصمة".. ما علاقة الصين؟
أسماء السعداوي
تهدّد الرسوم الجمركية على واردات الألواح الشمسية في أميركا مسيرة الحياد الكربوني، وهدف خفض الانبعاثات بنسبة بين 50% و52% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات 2005.
وتستهدف أميركا -ثاني أكبر مُطلق لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم بعد الصين- زيادة إسهام الطاقة الشمسية بنسبة 40% ضمن مزيج الكهرباء بحلول عام 2035.
وفي هذا الصدد، حذّر 9 نواب ديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي من عواقب مشروع قانون يسمح باستئناف فرض رسوم جمركية على واردات الألواح الشمسية من الخارج، بحسب ما ورد في خطاب مشترك، اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ووقّع على الخطاب، السيناتورة "جاكي روزن" المدافعة القديمة عن صناعة الطاقة الشمسية المحلية، و"ديان فاينشتين" و"مارتن هاينريش" و"جون هيكنلوبر" و"كاثرين كورتيز ماستو" و"مايكل بنيت" و"شلدون وايتهاوس" و"توم كاربر" و"كريس فان هولن".
مستقبل الألواح الشمسية في أميركا
أعرب النواب الـ9 عن دعمهم تعليق فرض رسوم جمركية على الألواح الشمسية المستوردة من 4 دول في جنوب شرق آسيا، وذلك لمدة عامين.
يأتي ذلك بعد تصويت 221 عضوًا في مجلس النواب لصالح تعديل قانون يسمح باستئناف فرض تلك الرسوم، مع تمرير مشروع القانون خلال جلسة الأربعاء (3 مايو/أيار 2023).
ويقول المدافعون عن مشروع القانون، إن الرسوم الجمركية "حيوية" لحماية صناعة الألواح الشمسية في أميركا.
إلا أن كلًا من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والنواب الديمقراطيين الـ9 يرون أن تأجيل فرض الرسوم "ضروري" للسماح للبلاد بإقامة البنية الأساسية الكافية لقطاع الطاقة الشمسية، بهدف تقليل اعتمادها على الخارج.
ومن جانبه، تعهّد الرئيس جو بايدن بالاعتراض على مشروع القانون، حال تمرير الكونغرس له يوم الأربعاء 3 مايو/أيار.
ما علاقة الصين؟
كان بايدن أصدر مرسومًا في فبراير/شباط 2022، لتمديد العمل برسوم جمركية على الألواح الشمسية، لمدة 4 أعوام، لحماية الصناعة المحلية، في ظل المنافسة الشديدة من الصين.
وكان الرئيس السابق دونالد ترمب أول من فرض تلك الرسوم في يناير/كانون الثاني من عام 2018، لتوفير إجراءات حمائية وسط اتهامات للصين بـ"الإغراق التجاري" للسوق الأميركية بمنتجاتها، ما يهدد المصنّعين المحليين.
وتُفرض رسوم الإغراق على المستثمرين الأجانب، في حالة انخفاض أسعار المنتج أو الصناعة ذاتها في بلد المُصدر عن بلد المستورد.
وفي سياق متصل، كشفت وثيقة مسرّبة من وكالة الاستخبارات الأميركية النقاب عن أن منطاد التجسس الصيني الذي أسقطته واشنطن، في فبراير/شباط 2023، كان يحمل ألواحًا شمسية.
ويُمكن لتلك الألواح توليد ما يكفي من الكهرباء لتشغيل شكل متقدم من الرادار يمكنه إنتاج الصور في الليل وعبر السحب، بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" في أبريل/نيسان المنصرم.
ويُمكن لذلك النوع من أنظمة المراقبة -المعروف باسم الرادار ذي الفتحة التركيبية- اختراق السحب والأغطية الرقيقة مثل الأقمشة.
الطاقة الشمسية في أميركا
شهد العام الماضي (2022) تركيب مشروع طاقة شمسية كل 44 ثانية، ما يدلّل على الطلب الهائل على الطاقة الشمسية في أميركا نحو تحول الطاقة، بحسب الخطاب الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتتوقع رابطة صناعات الطاقة الشمسية (إس إي آي إيه) نمو إسهام الطاقة الشمسية في مزيج الكهرباء بنسبة 30% خلال العقد القادم.
وساعد نمو الطاقة الشمسية في أميركا على تأسيس أكثر من 10 آلاف شركة، وتوفير أكثر من 255 ألف فرصة عمل، وفق الخطاب.
ومستقبًلا، سيعيد التوسع السريع في تلك المشروعات رسم خريطة الطاقة في أميركا، كما سيساعد على تحقيق الاستقلال الكامل لقطاع الكهرباء ويعزّز أمن الطاقة، ويوفر المزيد من فرص العمل ذات الأجر الجيد، كما يساعد في حماية البيئة من الملوثات الضارة.
دعوة أخيرة إلى التراجع
حذّر الخطاب من أن تمرير القانون يهدّد بالقضاء على فرص العمل ورفع تكلفة أسعار الطاقة، وإضعاف أمنها، وتقليل مستوى التنافسية مع الصين.
وأكد خطاب النواب أن الولايات المتحدة تعيش طفرة تاريخية، والطلب عى الألواح الشمسية سيزيد من خلال تعزيز تحول الطاقة في البلاد، لا سيما أن أمامها الفرصة لمواصلة البناء على ذلك النجاح، وتوفير المزيد من فرص العمل. إلا أن التصويت في مجلس الشيوخ الأميركي يهدد بإخراج ذلك التقدم عن مساره، كما يهدد مستقبل الطاقة النظيفة في بلادنا.
وأوضح النواب، في خطابهم، أن التصويت لصالح تمرير مشروع القانون المضلل سيوجه ضربة قاصمة لصناعة الألواح الشمسية في أميركا، ما سيؤدي إلى ترك الوظائف ورفع تكاليف الطاقة وخفض القدرة على تحقيق الاستقلال في النظيفة منها.
وقال أعضاء مجلس الشيوخ: "لا تعارض بين دعم قطاع الطاقة الشمسية الأميركية والتصنيع المحلي.. في الحقيقة، كلا الهدفين مرتبط بصورة وثيقة، ويعتمدان على ضمان عدم دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ على الفور".
وأضافوا: "دون الاستيراد، لا يمكن للمصنّعين الأميركيين تطوير صناعة الألواح الشمسية".
ووجّه الأعضاء دعوة إلى عدم تدمير صناعة الألواح الشمسية بسبب مشروع قانون "مضلل" لن يحمي فرص العمل بالصناعة، كما دعوا الأعضاء الآخرين في مجلس الشيوخ إلى التصويت ضد مشروع القانون.
موضوعات متعلقة..
- الألواح الشمسية تدعم قدرات التجسس الصينية على أميركا
- الألواح الشمسية تعزز شحن السيارات الكهربائية في أميركا بوفورات ضخمة
- الألواح الشمسية الصينية تدعم مشروعات الطاقة المتجددة في أميركا
- الألواح الشمسية تفتح جبهة جديدة في الحرب التجارية بين الصين وأميركا
اقرأ أيضًا..
- 6 اتفاقيات تدعم التنقيب عن النفط والغاز في مصر
- تطوير أول بطارية لتخزين الكهرباء بسعة تمتد 8 ساعات في أستراليا
- أسعار الوقود في السودان دون تغيير خلال مايو (خاص)