التغير المناخيأخبار الكهرباءتقارير التغير المناخيرئيسيةكهرباء

تشديد خطط خفض الانبعاثات في كوريا الجنوبية على قطاع الكهرباء

الرئيس الكوري يتوسع في الطاقة النووية على عكس سلفه

رجب عز الدين

تتجه خطط خفض الانبعاثات في كوريا الجنوبية إلى تشديد المستهدفات المطلوبة من قطاع إنتاج الكهرباء، وتخفيفها عن قطاعات الصناعة، في مفارقة اعتمدتها الحكومة الكورية -مؤخرًا-.

وأعلن مكتب رئيس وزراء الحكومة الكورية اعتماد تعديلات جديدة على خطة خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلاد حتى عام 2030، وفقًا لمنصة إس آند بي غلوبال المتخصصة (S&P global platts).

وتتضمّن تعديلات خطة خفض الانبعاثات في كوريا الجنوبية فرض أعباء مخففة على شركات القطاع الصناعي الأكثر تلويثًا للبيئة، مثل مصافي تكرير النفط، وشركات الصناعات الكيماوية، ومصنعي الحديد والصلب.

ويمثّل تخفيف خطط خفض الانبعاثات في كوريا الجنوبية عن القطاعات الملوثة صدمة كبيرة لأنصار البيئة ونشطاء المناخ المعولين على الخطط الطموحة السابقة لخفض الانبعاثات في رابع أكبر اقتصاد على مستوى آسيا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

الهدف الإجمالي لم يتغير

اعتمد مجلس الوزراء الكوري تحديث خطط الحياد الكربوني والنمو الأخضر في البلاد في اجتماع 11 أبريل/نيسان 2023، وهو آخر إجراء بيروقراطي قبل تنفيذها على مستوى كوريا الجنوبية.

وتضمّنت خطة التحديث تخفيف مستهدفات الانبعاثات المطلوبة من القطاع الصناعي، وتشديدها في المقابل على قطاع إنتاج الكهرباء، مع إبقاء هدف خفض الانبعاثات في كوريا الجنوبية دون تغيير على المستوى الإجمالي.

وتخطط كوريا الجنوبية لخفض الانبعاثات الإجمالية على مستوى البلاد إلى 436.6 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030.

وتزيد هذه الخطط الطموحة بنسبة 40% عن مستويات الانبعاثات المسجلة خلال عام 2018، المتعمد لدى كثير من الدول في حساب معدل الانبعاثات المستقبلية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

انبعاثات الصناعة

تسمح التعديلات الجديدة لقطاع الصناعات بزيادة انبعاثاته إلى 230.7 مليون طن متري بحلول عام 2030، مقارنة بـ222.6 مليون طن متري في الخطط السابقة المعلنة في أكتوبر/تشرين الأول 2022.

وتنخفض هذه المعدلات بنسبة 11.4% فقط عن مستويات انبعاثات القطاع الصناعي في كوريا الجنوبية عام 2018 (260.5 مليون طن متري).

كما تنخفض عن معدلات الانبعاثات في عام 2021، بنسبة 14.5% فقط، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

واضطرت كوريا الجنوبية إلى تخفيف الاشتراطات على القطاع الصناعي بسبب الصعوبات التي تواجه الفاعلين الصناعيين في الحصول على المواد الخام واضطراب سلاسل التوريد وارتفاع أسعارالمواد والتقنيات، وفقًا للجنة الحياد الكربوني الكورية.

انبعاثات الكهرباء

خفض الانبعاثات في كوريا الجنوبية
شبكات الكهرباء في كوريا الجنوبية - الصورة من Asian power

على الجانب الآخر، شددت الخطط المعدلة مستهدفات الانبعاثات في قطاع الشركات المنتجة للكهرباء بالبلاد، في مقابل التخفيف عن القطاع الصناعي.

فقد ألزمت القواعد قطاع إنتاج الكهرباء بإصدار انبعاثات لا تقل عن 145.9 مليون طن متري بحلول عام 2030، مقارنة بمستهدفات سابقة كانت تسمح بإصدار 149.9 مليون طن متري.

وتنخفض هذه المعدلات بنسبة 45.9% عن حجم الانبعاثات الصادر في قطاع إنتاج الكهرباء عام 2018، والبالغ 269.6 مليون طن متري.

بينما تزيد بنسبة 1.5% عن معدل الانخفاض البالغ 44.4% خلال عام 2021، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

قطاع النقل

تمتد خطة خفض الانبعاثات في كوريا الجنوبية إلى قطاع النقل، مستهدفة خفض انبعاثاته إلى 61 مليون طن متري بحلول عام 2030، دون تغيير في الخطط السابقة المعلنة عام 2021.

وتنخفض مستهدفات قطاع النقل بنسبة 37.8% عن مستوى الانبعاثات المسجل في عام 2018، والبالغ 98.1 مليون طن متري.

وتخطط كوريا الجنوبية لزيادة إنتاج الكهرباء في البلاد لمواكبة الطلب المحلي المتزايد لعدد سكان يقترب من 52 مليون نسمة.

وتتضمّن خطط الحكومة التوسع في قطاع الطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة، بالتوازي مع خفض إنتاج الكهرباء من محطات الفحم الأكثر تلويثًا للمناخ، وكذلك الغاز الطبيعي.

تخزين مليار طن كربون

كما اعتمدت الحكومة خططًا للتوسع في مشروعات تخزين الكربون واحتجازه، للمساعدة في تحقيق مستهدفات خفض الانبعاثات في كوريا الجنوبية لعام 2030.

وتطمح كوريا الجنوبية إلى احتجاز مليار طن من ثاني أكسيد الكربون وتخزينها بحلول عام 2030، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وضغط رئيس كوريا الجنوبية الجديد يون سوك يول -المنتخب مايو/أيار 2022- لتعديل خطط خفض الانبعاثات في إطار تعهداته خلال الحملة الانتخابية.

إحياء الطاقة النووية

خفض الانبعاثات في كوريا الجنوبية
رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول - الصورة من nbc news

تعهّد رئيس كوريا الجنوبية بإحياء قطاع الطاقة النووية على العكس من توجهات الرئيس السابق بالتخلص التدريجي من الأسلحة النووية ومفاعلات الطاقة النووية.

ويخطط الرئيس يون، لزيادة نسبة إسهام قطاع الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء إلى 32.4% بحلول 2030، ثم إلى 34.6% بحلول 2036.

وبلغت نسبة إسهام القطاع في مزيج الكهرباء الوطني قرابة 27.4% خلال عام 2021، في حين بلغت النسبة 23.4% في عام 2018.

كما يخطط لزيادة نسبة إسهام مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الشمس والرياح إلى 21.6% بحلول 2030، ثم إلى 30.6% بحلول 2036.

وبلغت نسبة إسهام المصادر المتجددة 7.5% فقط من إجمالي إنتاج الكهرباء في عام 2021، في حين بلغت النسبة 6.2% في عام 2018.

خفض الفحم والغاز

على العكس من ذلك، سيجري تخفيض حصة الفحم في إنتاج الكهرباء إلى 19.7% بحلول عام 2030، ثم إلى 14.4% بحلول عام 2036.

وبلغت نسبة إسهام الفحم في إنتاج الكهرباء الكورية قرابة 34.3% في عام 2021، في حين بلغت النسبة 41.9% خلال عام 2018، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

كما تستهدف خطط خفض الانبعاثات في كوريا الجنوبية تقليص حصة الغاز الطبيعي المسال في إنتاج الكهرباء إلى 22.9% بحلول عام 2030، ثم إلى 9.3% بحلول 2036.

وبلغت نسبة إسهام الغاز الطبيعي في إنتاج الكهرباء قرابة 29.2% عام 2021، مقارنة بـ26.8% خلال عام 2018.

وتقول وزارة التجارة والصناعة والطاقة في كوريا الجنوبية، إن هذه الخطط المتكاملة تستهدف الوصول إلى مزيج كهرباء وطني متوازن ولا يتصادم مع خطط الحياد الكربوني للبلاد.

وتعد كوريا الجنوبية الطاقة النووية من المصادر المتجددة للطاقة، خلافًا لدول أخرى مثل ألمانيا التي ما زالت معترضة على إدراجها في المصادر المتجددة لمخاطرها الإشعاعية الكارثية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق