نفطأخبار النفطرئيسية

قازاخستان تُقاضي شركات نفط كبرى وتطالبها بأكثر من 16 مليار دولار

محمد عبد السند

اختارت قازاخستان اللجوء إلى الطرق القانونية لانتزاع ما تراه حقوقها المادية المشروعة لدى مجموعة من شركات النفط الكبرى، في مقدّمتها إيني وشل وتوتال إنرجي، من بين أخرى عديدة.

ويبرز كاشاغان وكاراتشاغاناك، اثنان من بين أكبر الحقول النفطية في البلد الكائن وسط آسيا، في لب النزاع الدائر بين آستانة وعمالقة الطاقة العالمية.

وفي هذا الصدد، قال وزير الطاقة القازاخستاني ألماسادام ساتكالييف، إن بلاده شرعت –فعليًا- في اتخاذ إجراءات التقاضي ضد الشركات العاملة على تطوير حقلي نفط كاشاغان وكاراتشاغاناك، مُطالبةً إياها بدفع ما قيمته 13 مليار دولار و 3.5 مليار دولار، تكاليف الحقلين على الترتيب، المخصومة في إطار اتفاقيات لتقاسم الأرباح مُبرمة بين الجانبين، وفق ما أوردته وكالة رويترز.

وتابع ساتكالييف في تصريحات صحفية أدلى بها اليوم الثلاثاء 11 أبريل/نيسان (2023): "يمكنني القول إن تلك الدعاوى القضائية قد حُركت لصالح شعب قازاخستان".

ورفض ساتكالييف الإدلاء بأيّ تفاصيل أخرى بشأن القضايا المذكورة.

عمالقة النفط في ساحات القضاء

يخضع حقل كاشاغان النفطي البحري (أحد أكبر الاكتشافات النفطية في العقود الأخيرة)، للتطوير من قبل كل من إيني، عملاقة الطاقة الإيطالية، ونظيراتها الأنغلو هولندية شل، وتوتال إنرجي الإيطالية، وإكسون موبيل الأميركية، وقاز موناي غاز القازاخستانية، ومؤسسة النفط الوطنية الصينية "سي إن بي سي".

وعلاوة على ذلك، تمتلك شركات إيني وشل وقاز موناي غاز –أيضًا- حصصًا من الأسهم في حقل كاراتشاغاناك، بجانب شيفرون، رائدة الطاقة الأميركية، ولوك أويل الروسية الخاصة.

ويُنظم المشروعان اتفاقيات تقاسم إنتاج تنص على أنه بمقدور الشركات أن تخصم تكاليف معينة من الدخول قبل تقاسمها مع الحكومة القازاخستانية.

ويحدد حجم الخصومات مقدار الدخول التي من المقرر تقاسمها بين شركات النفط الكبرى وقازاخستان.

ويعدّ كاشاغان وكاراتشاغاناك ثاني وثالث أكبر منتجي النفط على الترتيب في قازاخستان التي يعتمد اقتصادها بقوة على صادرات الطاقة، بحجم إنتاج يلامس نحو 400 ألف برميل يوميًا.

قازاخستان
شعار شركة إيني على أحد مقارّها –الصورة من بلومبرغ

نزاعات مستمرة

سبق أن دخلت حكومة آستانا –فعليًا- في سلسلة من النزاعات مع شركائها بشأن بنود اتفاقيات النفط، والتي انتهت في العادة بتسويات قبلَها الجانبان.

وتغطي الدعاوى القضائية المدة من 2010 إلى 2018 بالنسبة لحقل نفط كاشاغان الواقع في بحر قزوين، والمدة من 2010 إلى 2019 بالنسبة لحقل كاراتشاغاناك، وفق تقرير نشرته شبكة بلومبرغ في أبريل/نيسان (2023).

وكانت قازاخستان وتحالف كاراتشاغاناك قد توصّلا إلى تسوية بشأن معظم نزاعاتهما في عام 2018 في تتويج لجهود تفاوضية استمرت 3 أعوام، انتهت بدفع الأخير ما إجمالي قيمته 1.1 مليار دولار إلى آستانا، وزيادة حصتها -أيضًا- في الأرباح المستقبلية.

ثاني أكبر منتج بعد روسيا

تُصنّف قازاخستان في المرتبة الثانية في قائمة أكبر الدول المنتجة للنفط في الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفياتي سابقًا، بإجمالي حجم إنتاج يلامس 1.5 مليون برميل يوميًا.

وتحتفظ روسيا لنفسها بالمرتبة الأولى في القائمة بإجمالي إنتاج يتراوح بين 10 و11 مليون برميل يوميًا، علمًا بأن كلا البلدين عضوان فاعلان في مجموعة الدول المصدّرة للنفط " أوبك".

وفي عام 2021، وصلت صادرات النفط القازاخستاني إلى نحو 1.32 مليون برميل يوميًا، قياسًا بـ1.42 مليون برميل يوميًا في عام 2020، وفقًا لتقرير أوبك السنوي.

هبوط طفيف

سجل إنتاج النفط والمكثفات النفطية في قازاخستان هبوطًا طفيفًا في العام الماضي (2022)، وفق البيانات الصادرة عن وزارة الطاقة، ونشرها موقع أبستريم.

وهبط حجم إنتاج النفط القازاخستاني بنسبة 2% فقط في عام 2022، مقارنة بالعام السابق (2021)- مسجلاً 1.75 مليون برميل يوميًا.

ووفقًا للبيانات ذاتها، جاء أكبر الخفض من حقل كاشاغان، إذ بلغت نسبته 22%، ما يعادل 264 ألف برميل نفط يوميًا.

في المقابل، ارتفع حجم الإنتاج في حقل تنغيز- أكبر حقل بري في قازاخستان، بنسبة 10%، مسجلًا 610 ألف برميل نفط يوميًا، رغم استمرار العمل على توسعة هذا المشروع البالغة كلفته مليارات الدولارات، ومن المقرر الانتهاء من مرحلته الأولى بنهاية العام الحالي (2023).

في غضون ذلك، هبط إنتاج المكثفات النفطية من حقل كاراتشاغاناك إلى 235 ألف برميل نفط يوميًا، وفق بيانات وزارة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق