التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

مَن يهيمن على تصدير النفط الأميركي ميناء هيوستن أم كوربوس كريستي؟

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

بعد عقود من سيطرة ميناء هيوستن على تصدير النفط الأميركي، أدّت الاستثمارات الكبيرة والتدفقات التجارية المتغيّرة إلى دفع نمو الصادرات الأميركية من ميناء كوربوس كريستي.

ويوضح تقرير حديث لشركة وود ماكنزي، أن مدينة هيوستن الواقعة في ولاية تكساس ظلت لعقود عاصمة النفط الأميركي، مع امتلاكها اتصالات واسعة بمناطق إمداد النفط الخام الرئيسة في البلاد، وحصة كبيرة من سعة التكرير بساحل الخليج الأميركي.

ومنذ اتجاه الولايات المتحدة في أواخر عام 2015 إلى رفع الحظر عن تصدير النفط الأميركي، ازدهرت الصادرات المنقولة عبر ساحل الخليج، في حين قدمت محطات هيوستن دورًا في زيادتها، إلا أن ميناء كوربوس كريستي استحوذ على نصيب الأسد من النمو، فمَن يسيطر على الصادرات الأميركية؟

وتُجدر الإشارة إلى أن صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام قد ارتفعت إلى 3.604 مليون برميل يوميًا خلال 2022، مقابل 2.963 مليون برميل يوميًا في 2021، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

تطور سريع للبنية التحتية

كوربوس كريستي تهيمن مؤخرًا على تصدير النفط الأميركي
ميناء مدينة كوربوس كريستي- أرشيفية

برزت مدينة كوربوس كريستي في السنوات الأخيرة، والواقعة على بعد 345 كيلومترًا من ساحل الخليج الأميركي، بصفتها نافذة مهيمنة على تصدير النفط الأميركي للسوق العالمية.

ونجحت المدينة في جذب استثمارات كبيرة ساعدت على التطوير السريع للبنية التحتية بهدف زيادة التصدير، خاصة توسيع سعة خطوط أنابيب نقل النفط الخام من حوض برميان مع رفع قدرة التخزين، ما جعل كوربوس كريستي مركزًا رئيسًا لتصدير النفط الأميركي.

ويستقبل ميناء كوربوس كريستي -حاليًا- شحنات نفط خام قياسية من حوض برميان، على الرغم من اتجاه المنتجين إلى تقييد الاستثمار في الحوض خلال السنوات الأخيرة.

وترى وود ماكنزي أن نمو إنتاج النفط من حوض برميان سيؤدي بصورة مباشرة إلى استمرار نمو تصدير النفط الأميركي من ساحل خليج المكسيك.

وتُجدر الإشارة إلى أن ساحل الخليج الأميركي قد استحوذ على 99% من صادرات الخام خلال النصف الأول من 2022، وكان ميناء كوربوس كريستي أكبر نافذة للتصدير بما يصل إلى 1.8 مليون برميل يوميًا، بحسب بيانات كبلر.

نمو متوقع لإنتاج النفط الأميركي وصادراته

بحسب وود ماكنزي، من المتوقع نمو الصادرات الأميركية من الخام 1.5 مليون برميل يوميًا بين عامي 2022 و2030، وهو ما سينعكس على التصدير من ميناءي هيوستن وكوربوس كريستي.

وتتوقع شركة الأبحاث استمرار نمو إنتاج النفط من حوض برميان بحلول منتصف العقد، مع احتمال زيادة الإمدادات بنحو مليوني برميل يوميًا حتى عام 2025، ومع ذلك من المرجح تباطؤ النمو في النصف الثاني من العقد حتى يستقر بحلول 2030.

وبناءً على ذلك، توقعت وود ماكنزي بلوغ صادرات النفط المنقولة بحرًا ذروتها عند أكثر 4.8 مليون برميل يوميًا بحلول أوائل العقد المقبل، مقابل 3.5 مليون برميل يوميًا في 2022.

ويأتي النمو المتوقع للصادرات، مع توقعات بارتفاع إنتاج النفط الأميركي إلى 12.63 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2024، مقابل 11.88 مليون برميل يوميًا عام 2022، وفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ويوضح الرسم التالي إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة شهريًا خلال السنوات الـ4 الماضية:

إنتاج النفط الأميركي

كيف سيتطور ميناءا هيوستن وكوربوس كريستي؟

ترى شركة الأبحاث أن مشروعات خطوط أنابيب من حوض برميان إلى كوربوس كريستي من شأنها أن تؤدي إلى زيادة نمو أحجام تصدير النفط الأميركي من هذا الميناء.

وفي السياق نفسه، سيعزز ميناء هيوستن دوره بوصفه نقطة محورية للتوزيع في ساحل الخليج الأميركي، ولكن سيسيطر ميناء كوربوس كريستي على نمو الصادرات، ليكون مركزًا رئيسًا للتصدير.

ومن المتوقع أن تظل مصافي التكرير في هيوستن والجزء الشرقي من ساحل الخليج أسواق الاستهلاك الرئيسة لبراميل النفط التي تدخل هيوستن.

ومع ذلك، تؤكد وود ماكنزي أن الاتصال الذي توفره مدينة هيوستن في مختلف مناطق الإنتاج والأسواق، سيجعل هذا الميناء طريقًا لا يمكن الاستغناء عنه، وسيواصل دعم إمدادات المصافي داخليًا وخارجيًا لعدّة عقود مقبلة.

ومع قدرة التكرير المحدودة في مدينة كوربوس كريستي (900 ألف برميل يوميًا) والاتصال الأقل بمناطق الإنتاج مقارنة مع هيوستن، تجعل نقل النفط بحرًا هو المنفذ المهيمن للبراميل المتجهة إليها.

وتسمح اقتصادات التصدير المتميزة لكوربوس كريستي بتحقيق أكبر نمو في حجم تصدير النفط الأميركي من الميناء على مدار العقد المقبل، مدعومًا بنمو الإمدادات في حوض برميان وسعة أرصفة الشحن، وفقًا لوود ماكنزي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق