خسائر أسعار النفط تتواصل.. والسعودية والجزائر تحذران من انهيار السوق
ياسر نصر
واصلت أسعار النفط خسائرها لليوم الثالث، مسجلة أدنى مستوى في أكثر من عام على خلفية المخاوف من انهيار اقتصادي عالمي، في أعقاب إعلان عدد من المصارف الأميركية إفلاسها وفي مقدمتها بنك سيليكون فالي.
فقد دفعت حالة عدم اليقين التي تشهدها أسواق النفط -وسط تحركات أميركية لتقييد منظمة أوبك من خلال طرح مشروع قانون "لا أوبك"- عددًا من كبار منتجي النفط وفي مقدمتهم السعودية والجزائر إلى إصدار تحذيرات من انهيار السوق.
وفقدت أسعار النفط أكثر من 10.5 دولارًا حتى الآن خلال الجلسات الثلاث الأخيرة، ليهوي خام برنت من 82.78 دولارًا التي استهل بها تعاملات الإثنين الماضي إلى 72.23 دولارًا للبرميل، اليوم الأربعاء 15 مارس/آذار، بحلول الساعة 07:17 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
أسعار النفط اليوم
تراجعت أسعار النفط نحو 7% خلال تعاملات اليوم الأربعاء، مسجلة أدنى مستوياتها منذ ديسمبر/كانون الأول 2021، وسط قلق الأسواق العالمية من مصرف كريدي سويس، ومخاوف من انهيار أكبر للاقتصاد العالمي.
ورفض أكبر مستثمر في مصر، كريدي سويس، تقديم المزيد من المساعدة المالية إلى البنك السويسري، ما أدى إلى انهيار الأسهم الأوروبية.
وبحلول الساعة 04:17 مساءً اليوم الأربعاء بتوقيت غرينتش (07:17 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم مايو/أيار 2023- بنحو 6.74%، لتصل إلى 72.23 دولارًا للبرميل.
وهبط سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي -تسليم أبريل/نيسان 2023- بنسبة 6.84%، إلى 66.45 دولارًا للبرميل، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وخلال تعاملات الثلاثاء، انخفض كلا الخامين القياسيين بأكثر من 4% إلى أدنى مستوياتهما في 3 أشهر، تحت ضغط المخاوف من أن انهيار مصرف سيليكون فالي الأسبوع الماضي وإخفاقات المصارف الأميركية الأخرى قد تؤدي إلى أزمة مالية من شأنها أن تؤثر في الطلب على الوقود.
هل يتحرك أوبك+؟
قالت مصادر في أوبك+، قبل قليل، إن انخفاض أسعار النفط "ردة فعل طبيعية" لما يحدث في السوق.
وأضافت المصادر في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، الأربعاء 15 مارس/آذار: أن "التحالف لا ينوي تغيير سياسة الإنتاج في الفترة الحالية".
وأوضحت أن هناك إجماع داخل أوبك+ ضد فكرة السقف السعري للنفط.
الركود الاقتصادي
أثار فشل مصرف سيليكون فالي مخاوف بشأن المخاطر التي تتعرّض لها المصارف الأخرى الناتجة عن الزيادات الحادة في أسعار الفائدة الفيدرالية الأميركية خلال العام الماضي، وأثار ذلك أيضًا تكهنات حول ما إذا كان المصرف المركزي يمكن أن يبطئ وتيرة تشديده النقدي.
وقال كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة أومود شوكري، إن أسعار النفط قد تضررت بسبب تداعيات الانهيار الأخير لمصرف سيليكون فالي، مشيرًا إلى السبب الرئيس وراء الانخفاض الحادّ في الطلب على الوقود الناجم عن تقليص حجم شركات التكنولوجيا على نطاق واسع، إلى جانب خفض موظفيها من نفقات السفر.
وأشار -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- إلى أنه نظرًا إلى أن العديد من الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا كان يُنظر إليها على أنها مستهلكة محتملة للنفط والغاز في المستقبل، فقد أدى انهيار الممول الرئيس لها إلى انخفاض التوقعات المتعلقة بنمو الطلب على النفط مستقبلًا.
من جانبها، قالت مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة فاندانا هاري، إن انهيار مصرف سيليكون فالي تسبَّب بِرَدّات فعل تتصف بالذعر في سوق النفط، وانعكس ذلك على الأسعار.
موقف أوبك+
حذرت دول أوبك+، وفي مقدمتها السعودية والجزائر، من انهيار أسواق النفط في ظل تحركات أميركية لإعادة قانون "لا أوبك" إلى الواجهة في وقت تعاني فيه الأسواق أزمات متعددة، وتراجعًا كبيرًا في الاستثمارات.
وأعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، تمسك تحالف أوبك+ بسياسة خفض سقف الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا، بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، وحتى نهاية عام 2023.
وقال: "إنه يتعذّر تكوين نظرة مستقبلية عن سوق النفط في ظل حالة عدم اليقين التي يعانيها الاقتصاد العالمي"، موضحًا أن "الانتعاش الاقتصادي يخلق ضغوطًا تضخمية، وقد يدفع ذلك المصارف المركزية إلى تكثيف جهودها لكبح التضخم"، بحسب تصريحاته مساء الثلاثاء 14 مارس/آذار الجاري.
وأشار المسؤول السعودي إلى أن الحديث عن فرض سقف على أسعار النفط لبعض الدول المنتجة أو إعادة طرح قانون "لا أوبك" سيؤدي إلى تفاقم عدم استقرار السوق وتقلباتها، ويؤثر سلبًا في صناعة النفط، في وقت نجح فيه أوبك+ في تحقيق استقرار وشفافية عالية في سوق النفط.
من جانبه، حذّر وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، اليوم الأربعاء 15 مارس/آذار، من أن الجهود التي بذلها تحالف أوبك+ لأكثر من 6 سنوات يمكن أن تنهار بصفة غير عادلة، إذا اعتمدت تدابير انفرادية وتشريعات تهدف إلى تضليل آليات السوق.
وقال إن مثل هذه التدابير تزيد من أزمة نقص الاستثمارات في صناعة النفطية، وتخلق اضطرابات في تدفقات الإمدادات، موضحًا أن بلدان أوبك+ أظهرت حكمة وبُعد نظر استثنائيًا من خلال اتخاذ قرار خفض إنتاجها بمقدار مليوني برميل، من أجل ضمان استقرار سوق النفط العالمية وتوازنها لصالح الاقتصاد العالمي.
من جانبها، استبعدت الرئيسة التنفيذية لشركة كريستول إنرجي لأبحاث واستشارات الطاقة الدكتورة كارول نخلة، أن تتخذ أوبك قرارًا سريعًا في الوقت الراهن، لكن حال بقاء أسعار النفط في اتجاه هابط من الممكن الحديث عن تغيير في السياسات.
وقالت -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة-، إن الوقت ما زال مبكرًا لتحديد ما إذا كانت أوبك ستتدخل، لا سيما مع عدم معرفة ما إذا كانت ردة الفعل الحالية مؤقتة، وتعبّر عن بعض المخاوف، أم أن تأثيرها سيكون مستمرًا.
موضوعات متعلقة..
- انهيار سيليكون فالي يضغط على أسعار النفط.. هل تنخفض إلى 50 دولارًا؟
- إدارة معلومات الطاقة تخفض توقعات أسعار النفط في 2023
اقرأ أيضًا..
- تطورات صفقة إسالة الغاز الإسرائيلي في مصر.. مسؤول أوروبي يتحدث لـ"الطاقة"
- سعر ومواصفات أول سيارة كهربائية تركية.. وبدء الحجز رسميًا (فيديو وصور)
- حقن الكربون يشهد تنافسًا بين السعودية والإمارات.. ما القصة؟
Farag eljokif