التقاريرأسعار النفطرئيسيةنفط

تحليل النفط بعد انهيار بنك سيليكون فالي.. وهل يتدخل أوبك+؟

أحمد بدر

يُظهر تحليل النفط أن الانهيار الذي شهده بنك سيليكون فالي ترك مخاوف في الأسواق العالمية من تأثّر الأسعار بالأزمة، قد تدفع تحالف أوبك+ إلى التدخل.

دفعت هذه المخاوف، مدعومة بالتراجع الذي شهدته أسعار النفط الخام ليومين متتاليين، خام برنت إلى أقلّ من 79 دولارًا للبرميل، إذ شهدت الأسعار تراجعًا خلال تعاملات الإثنين والثلاثاء 13 و14 مارس/آذار (2023).

وتزامن انخفاض أسعار النفط الخام إلى مستويات لم يشهدها منذ ديسمبر/كانون الأول (2022) مع مخاوف التجّار من تحرّك أسعار الفائدة مجددًا، رغم كونها أحد الأسباب الرئيسة في انهيار البنك الأميركي، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويركّز بنك سيليكون فالي على تقديم التمويلات المطلوبة لشركات التكنولوجيا في مختلف أنحاء العالم، لا سيما الشركات الناشئة، إلّا أن الخبراء الذين يعملون على تحليل النفط يرون أن أسواق الطاقة ليست بعيدة عن تأثير الانهيار في الأسواق العالمية.

هل يتدخل تحالف أوبك+؟

يرى خبراء في أسواق الطاقة، استطلعت منصة الطاقة المتخصصة آراءهم، أن عدم نجاح الولايات المتحدة في حل أزمة انهيار بنك سيليكون فالي قد يُلقي بآثار في أسواق النفط، مما قد يدفع تحالف أوبك+ في النهاية إلى التدخل.تحليل النفط

وقال المستشار وخبير الطاقة في سلطنة عمان، مدير عام التسويق بوزارة الطاقة العمانية سابقًا، علي بن عبدالله الريامي، إن أسعار النفط الخام شهدت تحسنًا بنهاية الأسبوع الماضي، ولكن مع انهيار البنك الأميركي، تأثّرت الأسعار بالسلب.

وأضاف: "تحليل النفط يقول، إن أوبك+ قد يتدخل في حال انخفاض الأسعار إلى أقلّ من 70 دولارًا، رغم أن الأمر لا علاقة له بعوامل السوق، وعادةً يتدخل التحالف عندما يكون انخفاض الأسعار له أسباب ترتبط بسوق النفط بشكل مباشر".

وأوضح الريامي، خلال تحليل النفط، الذي قدّمه إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن أوبك+ وأوبك عادةً لا يتدخلان في أمور ترتبط بالأسواق المالية والبنوك، ولكن في حالة انخفاض الأسعار إلى أقلّ من 70 دولارًا للبرميل، واستمرار هذا الانخفاض لمدة طويلة، قد يتدخل.

التعارض مع مصالح المنتجين

قال كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة أومود شوكري، إن عدم سيطرة أميركا على أزمة بنك سيليكون فالي، وتأثّر الاقتصاد العالمي بها، بما يلقي بظلال قاتمة على أسعار النفط، وما يتعارض مع مصالح أوبك وأوبك+، قد يؤدي إلى تدخّل يخفض سقف الإنتاج مجددًا.

واستبعد أومود شوكري، في تحليل النفط، أن تتراجع الأسعار إلى مستوى 50 دولارًا للبرميل أو أقلّ، لا سيما أن النمو الاقتصادي لمستهلكي الطاقة يوضح أن هناك حاجة إلى مزيد من النفط خلال الأشهر القليلة القادمة، ما يعني وجود حاجة إلى تلبية متطلبات السوق.

بدوره، استبعد تحليل النفط من جانب خبير شؤون الطاقة والشرق الأوسط سيريل وودرشوفن، أن تترك أزمة انهيار بنك سيليكون فالي أثرًا طويل المدى في أسواق النفط، أو تشكّل خطرًا حقيقيًا على العرض في الأسواق، مؤكدًا قوة السوق حتى الآن.

تحليل النفط
أحد مقارّ بنك سيليكون فالي الأميركي - الصورة من رويترز

ونفى وودرشوفن إمكان حدوث ركود، على الرغم من ضعف حالة الطلب على النفط بالتزامن مع التضخم، مؤكدًا أن أسواق الأسهم تضررت بالفعل، وربما يتأثر النفط -كذلك- مع عودة درجات الحرارة إلى الارتفاع في وقت قريب، الأمر الذي يخفض الطلب على الوقود للتدفئة.

ولفت الخبير في شؤون الطاقة إلى أن تراجع أسعار النفط يعدّ وليدًا للمخاوف المرتبطة بانهيار بنوك أخرى، وردّة فعل لانهيار بنك سيليكون فالي، ولكن الواضح الآن أن البنوك في أوروبا، أقوى مما كانت عليه في 2008، لذلك فهناك اطمئنان إلى أن سيناريو بنك ليمان لن يتكرر.

توقعات إيجابية للأشهر القادمة

من جانبه، قال الخبير في تحليل النفط والسلع لدى بنك يو بي إس السويسري، جيوفاني ستانوفو، إن البنك ما زال محتفظًا بتوقعات إيجابية فيما يتعلق بالأسعار، إلّا أن هذه الأسعار من المتوقع أن تظل في حالة تقلّب على المدى القريب.

وتبنّت مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس" المهتم بأسواق الطاقة، فاندانا هاري، الرؤية نفسها، إذ ترى أن أوبك+ سيراقب الأوضاع عن كثب، لكنه على الأغلب ليس مضطرًا حتى الآن لاتخاذ أيّ قرارات، بما أن الأمور لا تستدعي ذلك.

في الوقت نفسه، رأت الرئيسة التنفيذية لشركة كريستول إنرجي المختصة بأبحاث واستشارات الطاقة الدكتورة كارول نخلة أنه من المبكر الحديث عن تدخّل أوبك من عدمه، إذ إنه ليس من الواضح ما إذا كان تأثُّر أسعار النفط الحالي مؤقتًا، أم دائمًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق