التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير النفطرئيسيةنفط

شركات النفط الكبرى تخطط لمستقبل غير متوافق مع مسار الحياد الكربوني (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • وكالة الطاقة الدولية تتوقع انخفاض الطلب على النفط بنسبة 75% بحلول عام 2050.
  • استمرار انخفاض أسعار السوق يعني أن إنتاج النفط سيخضع لهيمنة المنتجين منخفضي التكلفة.
  • شركات النفط والغاز الـ5 الكبرى تشهد مرحلة تطوير 157 حقلًا جديدًا.
  • تستمر أرباح شركات النفط الكبرى في الانتعاش بفعل أسعار النفط المرتفعة.

على الرغم من تعهدات شركات النفط الكبرى بمسار الحياد الكربوني والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة؛ فإن خطط التوسع العالمي لدى تلك الشركات تشير إلى نهج محفوف بالمخاطر البيئية، ولا يتقيّد كثيرًا بالالتزامات.

وسيشهد مستقبل الحياد الكربوني أن الغالبية العظمى من طاقة العالم تأتي من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مع انخفاض الطلب على النفط وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى، وفقًا لما نشره موقع إنرجي مونيتور (Energy Monitor)، مؤخرًا.

وبالنظر إلى الطلب على النفط، على سبيل المثال، في بعض العمليات الصناعية، أو السفر الجوي لمسافات طويلة؛ فمن المتوقع أن يشير استمرار انخفاض أسعار السوق إلى أن إنتاج النفط سيهيمن عليه المنتجون منخفضو التكلفة، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويتوقع مسار "الحياد الكربوني بحلول عام 2050" لدى وكالة الطاقة الدولية انخفاض الطلب على النفط بنسبة 75% بحلول عام 2050 عن مستويات 2020.

وسيؤدي انخفاض الطلب إلى تراجُع سعر النفط إلى نحو 35 دولارًا للبرميل في عام 2030 و25 دولارًا للبرميل بحلول عام 2050.

وستمنح حقول النفط البرية الشاسعة في بلدان الشرق الأوسط ميزة سوقية جوهرية، إذ يتميّز النفط الذي يخرج من الصحراء بأنه خفيف وعالي الجودة.

ويُعَد استخراج النفط في تلك البلدان أرخص بكثير مقارنة بالمكامن البحرية أو البعيدة أو غير التقليدية الموجودة في أماكن أخرى، بفضل انخفاض تكاليف الإنفاق الرأسمالي منذ عقود.

خطط شركات النفط والغاز الكبرى

يبدو أن شركات النفط والغاز الكبرى في العالم تخطط لمستقبل مختلف تمامًا عن مسار الحياد الكربوني.

ويُظهر تحليل بيانات الحقول الحصرية من غلوبال داتا، الشركة الأم لموقع إنرجي مونيتور، أن أكبر 5 شركات نفط غربية كبرى في العالم من حيث الإيرادات "بي بي، شيفرون، إكسون موبيل، شل، توتال إنرجي" تخطط لمستقبل غير متوافق مع مسار الحياد الكربوني.

تأتي هذه النتائج على الرغم من أن جميع الشركات الـ5 قد تعهّدت، على الورق، بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وجميعها تقع في دول لديها تعهدات مماثلة على المستوى الوطني.

شركات النفط
انبعاثات شركات النفط - الصورة من upi

وأظهر تحقيق سابق لموقع إنرجي مونيتور، أن خطط استخراج النفط والغاز لـ25 شركة نفطية كبرى فقط ستنتج انبعاثات كربونية تستنزف ما يصل إلى 90% من موازنة الكربون المتبقية في العالم البالغة 1.5 درجة مئوية.

في حالة شركات النفط الغربية الـ5 الكبرى؛ فإن أول اضطراب في مسار الحياد الكربوني يتمثل في الحجم الهائل لخطط توسع الشركات.

وبدلًا من الدخول في مدة التراجع المُوجَّه، التي توصي وكالة الطاقة الدولية بضرورة مواءمتها مع الحياد الكربوني بحلول عام 2050، تُظهر البيانات أن الشركات الـ5 تشهد مرحلة تطوير 157 حقلًا جديدًا، بالإضافة إلى 1350 حقلًا قيد التشغيل حاليًا.

ستضيف هذه الحقول المقبلة 122 مليار برميل من المكافئ النفطي إلى 299 مليار برميل متبقية في الحقول قيد التشغيل حاليًا لدى الشركات الـ5.

انتعاش الأرباح

تستمر أرباح شركات النفط الكبرى في الانتعاش بفعل أسعار النفط المرتفعة -التي تحوم حاليًا حول 80 دولارًا للبرميل، التي نتجت عن صدمة سوق الطاقة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، حسبما نشره موقع إنرجي مونيتور (Energy Monitor).

جرّاء ذلك، شهدت شركات النفط زيادة كبيرة في الإيرادات؛ حيث سجّل كل من شركتي شل وإكسون موبيل ما يقرب من ضعف الإيرادات في 12 شهرًا حتى الربع الثالث من عام 2022 مقارنة بالمدة نفسها من العام السابق.

في ديسمبر/كانون الأول 2022، حذّر تقرير صادر عن مركز الأبحاث كاربون تراكر من أن شركات النفط تستفيد من زيادة أرباحها لاستثمار المليارات في إنتاج كميات جديدة من شأنها "توجيه العالم نحو كارثة مناخية".

ووجد المحللون أن 4 شركات، هي: شل وتوتال إنرجي وشيفرون وإيني الإيطالية الكبرى، وافقت على استثمار إجمالي قدره 58 مليار دولار في مشروعات جديدة في عام 2021 والربع الأول من عام 2022.

وستنتج تلك المشروعات من الوقود الأحفوري ما يكفي لتلبية الطلب على النفط والغاز في سيناريو الاحترار العالمي بمقدار 2.5 درجة مئوية، مقابل 1.5 درجة مئوية الذي يُعَد "آمنًا".

شركات النفط الكبرى
شعلة احتراق الغاز في حقل الزبير بالعراق – الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية

وتفيد شركة غلوبال داتا، للبيانات والتحليلات المعنية بالطاقة، بأن شركات النفط الكبرى تعمل على تطوير الحقول التي يكون الإنتاج فيها مكلفًا، ومن المحتمل أن يصبح ذلك متعذّرًا إذا انخفضت الأسعار، كما هو متوقع في سيناريو الحياد الكربوني.

ويُعَد سعر التعادل المالي للنفط في التطوير مقياسًا تستخدمه صناعة الوقود الأحفوري للإشارة إلى الحد الأدنى لسعر النفط الذي سيتوقف عنده التطوير عند بدء الإنتاج.

ويبلغ متوسط سعر التعادل المالي لحقول النفط المخطط لها لجميع شركات النفط الـ5 الكبرى أعلى بكثير من 35 دولارًا للبرميل، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن سعر النفط سينخفض في عام 2030 وفق سيناريو الحياد الكربوني بحلول عام 2050؛ حيث إن من المقرر وضع العديد من الحقول المرتقبة في الخدمة فقط في أعوام 2028 و2029 و2030.

التكاليف الرأسمالية للمشروعات المقبلة

تُعَد التكاليف الرأسمالية للمشروعات المقبلة للشركات كبيرة جدًا، بالنسبة لكل شركة، يبلغ متوسط النفقات الرأسمالية لمشروع جديد حتى الإنتاج الأول أكثر من ملياري دولار، وبالنسبة لشركة إكسون موبيل، تزيد قيمتها على 6 مليارات دولار.

ويوضح محلل شؤون التنقيب عن النفط والغاز في غلوبال داتا، توسين كوكر، أن شركة إكسون موبيل تعمل في حقول نفط غير تقليدية، مثل الرمال النفطية أو التكسير، وهو "العامل الرئيس المساهم" في سبب ارتفاع متوسط الإنفاق الرأسمالي للشركة.

علاوة على ذلك، تواصل شركات النفط الـ5 الكبرى نشر عملياتها على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، كما تظهر بيانات غلوبال داتا.

ويتوقع المحللون أن يستلزم التخطيط للحياد الكربوني في أقل من 3 عقود تقليل حجم العمليات وتركيز الأنشطة على مناطق مستقرة بإنتاج أرخص تكلفةً؛ ما قد يوفّر أرباحًا حتى لو انخفضت أسعار النفط.

وتُظهر البيانات أن جميع الشركات الـ5 الكبرى تواصل العمل في أكثر من 20 دولة حول العالم، في مجموعة متنوعة للغاية من الأسواق، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وشهدت السنوات الأخيرة تعهُّد شركات النفط الكبرى بتوسيع عملياتها لتشمل الطاقة المتجددة؛ فقد غيّرت توتال اسمها إلى "توتال إنرجي" في عام 2021، وتعهّدت بتطوير 100 غيغاواط من قدرة توليد الكهرباء من المصادر المتجددة بحلول عام 2030.

من ناحيتها، تعهّدت شركة بي بي البريطانية ببناء 50 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، بينما تعهّد الرئيس التنفيذي الجديد لشركة شل المعين مؤخرًا وائل صوان، بنهج "انتقالي" لمصادر الطاقة المتجددة.

وتشير أحدث البيانات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية إلى أن 5% فقط من الإنفاق الرأسمالي لشركات النفط والغاز في جميع أنحاء العالم كانت على الطاقة النظيفة في عام 2022.

وكما تُظهر البيانات الواردة من غلوبال داتا، يبدو أن أيام التنقيب عن النفط العالمية المحملة بالمخاطر والتوسع لا تزال طويلة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق