توقعات أسعار النفط في 2023 وأعلى مستوى قد يصل إليه البرميل.. 10 خبراء يتحدثون
مي مجدي
تبقى توقعات أسعار النفط في 2023 رهينة العديد من التحديات التي تواجهها السوق العالمية؛ في مقدمتها استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، وما تبعتها من عقوبات دولية اقتصادية على موسكو.
وتستقبل أسواق الطاقة العام الجديد بحذر وقلق شديدين، وسط تحديات الإنتاج وتقلبات أسعار النفط.
ومع تحول النفط من سلعة غامضة قبل قرن من الزمان إلى سلعة أساسية، مثلها مثل الماء، على حد قول الاقتصادي البريطاني الشهير جيمس بوكان، بات العالم يتهافت عليها وتوفيرها مقابل أي ثمن.
إلا أن الأوضاع الراهنة والشائكة أضفت صعوبة كبيرة على المشهد الحالي، وأصبح التنبؤ بسعر برميل النفط مهمة صعبة.
ووفقًا لتصريحات الخبراء إلى منصة الطاقة المتخصصة؛ هناك العديد من العوامل التي ستؤدي دورًا في تحديد أسعار النفط؛ أهمها الأوضاع الاقتصادية والطلب على النفط والأحداث الجيوسياسية.
ومن وجهة نظرهم، قد تتراوح أسعار النفط خلال عام 2023 بين 65 و110 دولارات للبرميل.
قراءة السوق مهمة شاقة
يرى محلل أسواق النفط بالشرق الأوسط في منصة آرغوس ميديا المتخصصة في الطاقة، نادر أیتیّم، أنه من الصعب قراءة السوق في الوقت الراهن، مرجعًا ذلك إلى تضارب الإشارات كافة.
وقال، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة: "من ناحية، هناك احتمال تعافي الطلب على النفط بفضل الانفتاح في الصين، ومن شأن ذلك أن يدعم الأسعار، لكن في الوقت نفسه يتسبب تشديد البنك المركزي، والرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي ومخاوف الركود، في انخفاض الأسعار".
وتابع: "على صعيد العرض، هناك حالة من عدم اليقين بشأن تأثير الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي في النفط والمشتقات النفطية، وما يمكن أن يقرره أوبك+ في المستقبل".
ويجد أنه من الصعب تحديد الأسعار بأي قدر من اليقين، لكن يعتقد أن اتجاه الأسعار نحو الارتفاع أقوى -حاليًا- من العكس.
واتفق مع هذا الرأي المستشار والخبير بمجال الطاقة في سلطنة عمان، مدير عام التسويق بوزارة الطاقة والمعادن العمانية -سابقًا- علي بن عبدالله الريامي.
وأوضح أن المحللين والخبراء في سوق النفط يتفادون مسألة التنبؤ بأسعار النفط؛ حيث باتت مهمة شاقة، كما أن نظريات السوق أصبحت من الماضي، ومن ثم من الصعب تحديد سعر لعام 2023.
وأشار إلى أن العديد من العوامل في عام 2023 ستؤثر في أسعار النفط، في مقدمتها النمو الاقتصادي، وفي ظل اقتراب الاقتصاد العالمي من حالة الركود.
ويعتقد الريامي أن العالم دخل في المراحل الأولى من الركود، ويعني السقوط في براثن الركود خلال عام 2023 انخفاض الطلب على النفط، وبناءً عليه لن يحتاج العالم إلى إنتاج كميات إضافية والأسعار ستنخفض.
في حين قارن مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، أوضاع السوق في النصف الأول من عام 2023 والنصف الثاني.
وقال إن الوضع في النصف الأول سيكون صعبًا وسيُشكّل عبئًا على الأسعار، في حين سيكون الأمر أفضل في النصف الثاني.
لذا، يتوقع الحجي انخفاض أسعار النفط في الأشهر المقبلة، ثم ارتفاعها في النصف الثاني من عام 2023.
ومع ذلك، أشار الحجي إلى أن أي انخفاض كبير في إمدادات النفط نتيجة أحداث سياسية في واحدة من كبريات الدول المنتجة، بما في ذلك روسيا، في النصف الثاني من العام، قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل.
أسعار النفط الخام
أوضح المستشار والخبير بمجال الطاقة في سلطنة عمان، علي بن عبدالله الريامي، أن رد روسيا على السقف السعري والحظر المفروضين من الغرب، إلى جانب رد فعل أوبك+ بإضافة كميات إضافية في السوق أو خفض الإنتاج، سيؤديان دورًا مهمًا في تحديد أسعار النفط في عام 2023.
كما سلط الضوء على المناخ في أوروبا وفي أميركا أو حتى في آسيا، موضحًا أن حالة الطقس ستؤثر في احتياجات المشتقات النفطية، وسينعكس ذلك على أسعار العام المقبل.
ومع ذلك، توقع الريامي أن تتراوح أسعار النفط بين 70 و80 دولارًا للبرميل، على الرغم من أن آراء المحللين تتنبأ بوصول الأسعار إلى 90 دولارًا، لكنه يرى أن المؤشرات الأولية الحالية لا تشير إلى أن أسعار النفط يمكن أن تصل إلى 90 دولارًا أو أكثر.
وأضاف أن الأسعار يمكن أن ترتفع إلى 90 دولارًا للبرميل خلال الأشهر المقبلة إذا تغيرت الظروف، لكنه يستبعد حدوث ذلك في الوقت الراهن.
وتابع: "ينبغي الانتظار إلى الربع الأول من العام الجديد، وأتوقع أن يكون لدينا انطباع آخر عن أسعار النفط".
ومن وجهة نظر كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة في واشنطن، الدكتور أومود شوكري، سيكون النمو الاقتصادي للدول المنتجة والمستهلكة للطاقة والأحداث الجيوسياسية وسياسة أوبك، من العوامل التي ستؤثر في سعر النفط خلال عام 2023.
وأضاف، في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن بعض البنوك والمؤسسات المالية تنبأت بأن سعر النفط لعام 2023 سيصل إلى 100 دولار للبرميل.
وقال: "يجب الأخذ في الحسبان أنه بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، توقع بنك جي بي مورغان أن سعر النفط قد يصل إلى 180 دولارًا، وعلى الرغم من أن هذه التوقعات غير صحيحة فضلًا عن صعوبة التنبؤ بالأسعار، لكنها قد تتأرجح بين 75 و90 دولارًا في الظروف العادية خلال عام 2023".
وكانت توقعات مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة، فاندانا هاري، قريبة من هذه التقديرات.
وقالت، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن متوسط أسعار النفط سيبلغ 75-80 دولارًا للبرميل خلال عام 2023، أي أقل بنحو 20 دولارًا للبرميل من عام 2022.
توجهات السوق ستؤدي دورًا
بسؤالها عن توقعات أسعار النفط في 2023، قالت رئيسة شركة "إس في بي إنرجي إنترناشيونال"، الدكتورة سارة فاخشوري، إنها قد تتراوح بين 65 دولارًا و100 دولار للبرميل، وسيعتمد ذلك على توجهات السوق.
وأوضحت أن عام 2023 أو على الأقل النصف الأول منه سيكون الطلب فيه ضعيفًا، ونطاقات الأسعار أقل.
في حين يرى الخبير المتخصص في تحليل أسواق السلع لدى ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس، بول هيكن، أن محللي إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس يتوقعون أن يصل متوسط سعر خام برنت إلى 87 دولارًا للبرميل خلال 2023 مع ضعف الطلب، بانخفاض من 100 دولار للبرميل في عام 2022.
وأشار هيكن إلى ارتفاع سعر خام برنت إلى قرابة 140 دولارًا للبرميل في مارس/آذار (2022) بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، قبل أن يتضح أن تدفقات النفط الروسي لن تتأثر على الفور كما كان متوقعًا، مع ظهور الأزمة العالمية ومخاطر التضخم.
وقال، في تصريحاته إلى منصة الطاقة: "حتى مع حدوث ارتفاع آخر في الأسعار، لن يسفر هذا الاحتمال إلا عن زيادة التضخم وتآكل الطلب في النهاية؛ ما يؤدي إلى تراجع الأسعار مرة أخرى بوتيرة سريعة عن المعتاد".
ارتفاع الأسعار يلوح في الأفق
من جانبه، أوضح الخبير في شؤون الطاقة والشرق الأوسط، سيريل وودرشوفن، أن هناك مؤشرات لزيادة أسعار النفط الخام والمشتقات النفطية بقوة، حتى إن تحالف أوبك+ ما زال يشعر بالقلق، والتخلص من الكميات الروسية قد يدفع أوبك لزيادة الإنتاج.
وأشار إلى تنامي السوق الموازية باستمرار مع اتجاه النفط الروسي إلى آسيا وأماكن أخرى، وبعد تكريره يُباع في أوروبا أو حتى الولايات المتحدة الأميركية.
وتوقع حدوث زيادة في الأسعار، موضحًا أن مخاوف الركود الاقتصادي ما زالت قائمة، لكن تأثيرها الحقيقي سيكون ضئيلًا.
وقال: "ما زال ارتفاع الأسعار يلوح في الأفق، ربما بسبب غزو روسيا لأوكرانيا، والاتفاق النووي الإيراني، وحزب الله وإسرائيل، والصين وتايوان".
وخلال الأشهر الـ3 الأولى من عام 2023، هناك توقعات بزيادة محتملة في سعر خام برنت إلى 90-95 دولارًا للبرميل، لكن ما سيحدث بعد ذلك سيعتمد على العوامل الجيوسياسية أو الأوضاع الاقتصادية الصعبة، من وجهة نظره.
وقال: "مع بقاء العوامل الأخرى ثابتة، سيتراوح متوسط الأسعار بين 90 و95 دولارًا للبرميل، لكن مع تزايد حدة التوتر في أوكرانيا وصربيا وتايوان وإيران قد ترتفع بمقدار 15 إلى 20 دولارًا للبرميل".
سعر برميل برنت في 2023
تحدث مدير خدمات النفط العالمية بمجموعة رابيدان إنرجي، كلاي سيغل، عن توقعات أسعار النفط في 2023؛ إذ يرى أن متوسط خام برنت سيتراوح بين 80 و95 دولارًا للبرميل.
وسيكون السعر مدعومًا بتراجع الإمدادات الروسية، وانتعاش الطلب الصيني على النفط وسط تخفيف القيود والإجراءات المتعلقة بفيروس كورونا.
ويعتقد أن تركيز التجار سينصب على مخاطر الاقتصاد الكلي؛ بما في ذلك التضخم والركود.
وقال، في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة: "قد يكون من الضروري لتحالف أوبك+ خفض أهداف الإنتاج في النهاية إذا هيمنت الاتجاهات الهبوطية على معنويات السوق".
أما محلل السلع في بنك يو بي إس، جيوفاني ستانوفو؛ فيرى أن أسعار النفط سترتفع فوق مستوى 100 دولار أميركي للبرميل خلال الأشهر المقبلة.
وتوقّع ارتفاع أسعار خام برنت إلى 110 دولارات أميركية للبرميل خلال عام 2023.
موضوعات متعلقة..
- أسعار النفط في 2022.. التقلبات الحادة تمحو المكاسب
- نوفاك: أسعار النفط قد تصل لـ100 دولار في 2023.. والاستثمارات تتراجع إلى النصف
- أسعار النفط الخام ستشهد ضغوطًا رغم توقف سلسلة الخسائر (مقال)
اقرأ أيضًا..
- حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022.. أسواق الطاقة في 365 يومًا
- إنتاج النفط وصادراته في 2022.. محطات بارزة وسط أزمة الطاقة
- الجزائر تقود 4 دول أفريقية للتنقيب عن النفط والغاز في 2023
- بالأرقام.. تكلفة أول محطة طاقة نووية في المغرب وموعد الاتفاق الجديد (خاص)
- اكتشافات النفط والغاز عربيًا خلال 2022.. طفرة تشهدها 6 دول