أنسيات الطاقةتقارير الغازتقارير الكهرباءتقارير النفطسلايدر الرئيسيةغازكهرباءنفط

طالت إنتاج النفط والغاز والكهرباء.. هكذا أثّرت العواصف الثلجية في أميركا (تقرير)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن إنتاج النفط تأثّر بالعواصف الثلجية في أميركا، ما ألقى بظلال واضحة على أسواق الطاقة.

وأوضح الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها على موقع تويتر، تحت عنوان "النفط.. أميركا تعود له في توليد الكهرباء وروسيا تهدد بتخفيض إنتاجه"- أن هذه من المرات النادرة التي يغطّي فيها منخفض جوي أميركا الشمالية بالكامل، ويتضمن ذلك جزءًا من المكسيك.

وأضاف الحجي: "هناك أجزاء من تكساس في الجنوب لا ترى هذا النوع من البرد إلا كل عشرات السنين، والأمر وصل إلى درجة إغلاق المصافي.. والآثار تضمّنت أمورًا كثيرة، منها توقف إنتاج النفط في بعض المناطق، وارتفاع الطلب على الطاقة بسبب البرد الشديد".

وتابع: "نعرف أن بعض المصافي توقفت، ولكن الحقيقة أن الأمور أعقد من ذلك بكثير، فبصفة عامة عندما نتكلم عن آثار موجة البرد، ومعرفة مقدار التعقيد في أسواق النفط، فنحن نعرف أن إنتاج النفط انخفض في بعض المناطق".

إنتاج حقول النفط الصخري

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن إنتاج حقول النفط الصخري انخفض خصوصًا في حقل باكن بنورث داكوتا القريبة من الحدود الكندية، إذ إن العواصف شملت هذه المنطقة.

إنتاج النفط
تداعيات العواصف الثلجية على محطة وقود داخل نيويورك - الصورة من موقع سي إن إن

ولفت الحجي إلى أن مشكلة آبار النفط الصخري تختلف عن الآبار العادية في أن كمية الغاز المنتجة منها عالية جدًا، ونتيجة لذلك فإن البرد الشديد يؤدي إلى تكثف الغاز ومن ثم التجمد، وهذا بغض النظر عن المياه التي تُستخدم في الحقن بالحقول التي ستتجمد أيضًا فوق الأرض، وبالتالي لا يمكن استمرار العمليات فينخفض إنتاجه.

وأوضح أن المنتجين فضّلوا إغلاق البئر والانتظار حتى يتحسّن الطقس، فهناك انخفاض في الإنتاج، ومن ضمن التعقيدات انخفاض إنتاج حقول النفط الصخري في حقول بنورث داكوتا وحوض برميان في غرب تكساس على الحدود بين تكساس ونيو مكسيكو.

وأشار إلى أن هذا البرد الشديد يؤدي إلى تكثف الغاز على فوهة البئر، وبالتالي يتطلّب إغلاقها، وهذا بالطبع يؤدي إلى انخفاض إمدادات النفط ويُسهم في خفض المخزون خلال الأسابيع التالية، ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع أسعار النفط.

ووفق الحجي، قد يستنتج البعض من قراءة الخبر أن أسعار النفط سترتفع، وبالتالي يجب الاستثمار أو شراء عقود أو غيرها، ولكن هذا القرار خاطئ، موضحًا أن الإعصار أو العاصفة أغلقت في الوقت نفسه عددًا من المصافي، ومن ثم لا توجد مشتقات نفطية.

وأضاف: "نحن بصفتنا أفرادًا لا نشتري النفط الخام، لأنه لا يمكن استخدامه، فما نستهلكه هو المنتجات النفطية، ولكي نحصل على هذه المنتجات يجب تكرير النفط الخام.. إذًا الطلب على النفط الخام يأتي من المصافي، فإذا أُغلِقت لن يكون هناك طلب على النفط، وهذا يؤدي إلى ارتفاع المخزون، ومن ثم تنخفض الأسعار".

انخفاض الإنتاج والطلب معًا

أشار الدكتور أنس الحجي، إلى وجود تعقيد بشأن انخفاض إنتاج النفط، وانخفاض الطلب في الوقت نفسه، متسائلًا: "أيهما أكبر؟ وهو أمر تتطلب الإجابة عنه والوصول إلى نتيجة الانتظار لمدة من الزمن، ربما بضعة أسابيع".

إنتاج النفط
مصفاة تكرير النفط ﻏﺎﻟﻔﯾﺳﺗون باي في تكساس- chron

وأضاف: "إذا كان انخفاض الإنتاج أكبر فهذا يعني ارتفاع الأسعار، وإذا كان انخفاض الطلب على النفط أكبر فهذا يؤدي إلى تخفيض الأسعار.. الأمور أكبر من الأخبار وأكثر تعقيدًا، كما أنها تزداد تعقيدًا إذا نظرنا من وجهة نظر أخرى، وهي أن إغلاق المصافي يعني انخفاض إنتاج المشتقات النفطية".

ولفت مستشار تحرير منصة الطاقة إلى أن الديزل والبنزين ووقود الطائرات وزيت الوقود، بالإضافة إلى جميع أنواع زيوت التشحيم والغاز السائل، كلها تندرج تحت اسم المشتقات النفطية، وتوقف المصافي أو بعض وحداتها يعني انخفاض إنتاج هذه المواد ومن ثم انخفاض مخزونها، وبالتالي ارتفاع أسعارها.

وأوضح أنه بينما يسود الغموض أسواق الخام نتيجة انخفاض إنتاج النفط من جهة، وانخفاض طلب المصافي من جهة أخرى، يتضح أن هناك طلبًا على المنتجات النفطية، لكن المصافي لا تستطيع إنتاجها، وهو ما يؤدي إلى رفع أسعارها.

وشدد الدكتور أنس الحجي على أن عدم قدرة المصافي على إنتاج المشتقات النفطية، ومن ثم ارتفاع أسعارها، في توقيت ينخفض فيه سعر النفط الخام نتيجة انخفاض الطلب عليه، يُعد من ضمن التعقيدات التي يجب مواجهتها الآن.

وقال الحجي إن إلغاء رحلات الطيران، وانخفاض حركة المرور لأن القيادة صارت صعبة بعدما بلغ ارتفاع الثلج في الشوارع نحو متر ونصف المتر، يقللان الطلب على وقود الطائرات والبنزين والديزل، ولكن من جهة أخرى يزيد الطلب على مصادر طاقة أخرى، خاصة المستعملة في المنازل والفنادق.

وتابع: "هناك من ناحية انخفاض طلب على مصادر طاقة معينة، وفي المقابل هناك زيادة في الطاقة على مصادر أخرى في الوقت نفسه بسبب العاصفة، التي ربما عطّلت حركة الطيران والمواصلات والطرق، ولكنها زادت الطلب على التدفئة والكهرباء في البيوت".

أزمة محطات الكهرباء

إنتاج النفط
أثر العواصف في أعمدة الإنارة وخطوط الكهرباء - الصورة من "بي بي إس" (BPS)

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن المستهلكين، خاصة في شمال شرق أميركا، زاد طلبهم على التدفئة، ومن ثم زاد الطلب على مصادر الطاقة، إذ إن هناك منازل تعتمد بالكامل على الكهرباء.

ولكن -وفق الحجي- من أين تأتي الكهرباء؟ فهي تأتي من محطات الغاز والطاقة النووية ومحطات الفحم والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى النفط الذي يؤثر في قطاعات الطاقة كافّة.

وتحدث عن توليد الكهرباء من المحطات المتأرجحة، التي يمكنها التجاوب مع ارتفاع الطلب على النفط وانخفاضه، وهي محطات الغاز -وليس الفحم أو الطاقة النووية- التي يمكن إغلاقها وفتحها بسهولة، وبالتالي هي المنتج المتأرجح في هذه الحالة.

وأوضح أن الإشكالية هنا تتمثّل في أن زيادة الطلب على التدفئة ترفع الطلب على الغاز، ولكن درجة الحرارة المنخفضة في بعض المناطق، لا سيما في غرب تكساس وبعض المناطق في بنسلفانيا، تؤدي إلى تجمد فوهات آبار الغاز، وبالتالي وقف إنتاجه ورفع أسعاره.

الأزمة الأخرى -بحسب الحجي- هي انقطاع التيار الكهربائي، الذي يأتي بسبب الإعصار نفسه، بسبب تجمد الماء على الأسلاك الكهربائية، فتكون ثقلًا كبيرًا جدًا يقطع هذه الأسلاك، أو حدوث مشكلة في المحطة، التي تتمثّل أبرزها في تجمد الآبار أو تجمد بعض المضخات وبالتالي توقفها.

وتابع: "المشكلة لا تنتهي هنا، لأن مضخات الغاز في الأنابيب التي تجعل الضغط عاليًا في الأنابيب، فهناك مئات الأميال أو مئات الكيلومترات من الأنابيب من غرب تكساس إلى المناطق الأخرى، إذا يُنقل الغاز في مضخات على الطريق، وهذه المضخات تعمل بالكهرباء".

وأضاف: "فإذا انقطعت الكهرباء توقف الغاز، وإذا توقف الغاز توقفت محطات الكهرباء التي تعتمد عليه، فإذا توقفت المحطات توقفت مضخات أخرى للغاز، وهنا تصبح المشكلة كبيرة جدًا، مثلما حدث في ولاية تكساس قبل عامين".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق