من المقرر أن تشهد أسعار الوقود في الصين تراجعًا ملحوظًا خلال الأيام المقبلة، بالتزامن مع انخفاض أسعار النفط العالمية.
وأعلنت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، اليوم الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول، أنه بدءًا من منتصف الليلة ستتراجع أسعار المشتقات النفطية في الصين بغالبية المدن، بحسب البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
قررت اللجنة خفض أسعار البنزين والديزل في السوق المحلية بنحو 480 و460 يوانًا (68.83 و65.96 دولارًا) للطن، على التوالي.
كيفية تسعير الوقود في الصين؟
تعمل الصين على آلية لتسعير الوقود تعتمد على التغيرات التي تطرأ على أسعار النفط العالمية، بموجبها إذ تغيرت أسعار الخام الدولية بأكثر من 50 يوانًا للطن (6.92 دولارًا)، وبقيت عند هذا المستوى لمدة 10 أيام عمل، تُعَدَّل أسعار الوقود في الصين (البنزين والديزل) وفقًا لذلك.
يأتي القرار الجديد لخفض أسعار الوقود في الصين على الرغم من ارتفاع أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الإثنين، فضلًا عن تحقيق الخامين القياسيين (برنت وغرب تكساس الوسيط) مكاسب خلال الأسبوع الماضي، بنحو 3.9% و4.6% على التوالي.
جاءت مكاسب أسعار النفط الأخيرة بالتزامن مع أنباء من الصين بتخفيف الإجراءات المتبعة لمواجهة فيروس كورونا، وهو ما يحفّز الطلب على النفط.
ورغم ذلك، يتجه النفط لخسارة شهرية ثانية مع تصاعد المخاوف بشأن الركود في الولايات المتحدة وأوروبا، واستمرار محافظي المصارف المركزية في تشديد السياسة النقدية.
مراقبة السوق
دعت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، في بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، شركات النفط الثلاث الكبرى بتروتشاينا، وسينوبك، وسينوك وغيرها من شركات معالجة النفط الخام لتنظيم إنتاج النفط المكرر ونقله، وضمان إمداد مستقر في السوق، وتنفيذ سياسة الأسعار الوطنية بصرامة.
وطالبت الإدارات المعنية في أماكن مختلفة تعزيز الإشراف على السوق والتفتيش، والتحقيق الصارم في السلوكات التي لا تنفّذ سياسة الأسعار الوطنية ومعاقبة مرتكبيها، والحفاظ على نظام السوق الطبيعي.
كانت اللجنة قد قررت، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، خفض أسعار الوقود في الصين (البنزين والديزل) بنحو 175 و165 يوانًا (24.42 و23.02 دولارًا) للطن على التوالي.
يأتي التراجع في أسعار الوقود في الصين بالتزامن مع استمرار تدفقات النفط الروسي إلى البلاد بأسعار وخصومات كبيرة، إذ أثبتت التدفقات الروسية حتى الآن أنها مرنة، خاصة أن سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي لم يؤدِّ إلى اضطرابات كبيرة.
صادرات الصين من الوقود
من جهة أخرى، أظهرت بيانات رسمية ارتفاع صادرات الصين من الديزل والبنزين في نوفمبر/تشرين الثاني، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ يونيو/حزيران ومايو/2021، على التوالي، مع اندفاع المصافي لاستعمال حصصها التصديرية في 2022 وبيع مخزوناتها المتزايدة.
أظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك، أمس الأحد، 18 ديسمبر/كانون الأول، أن الصين شحنت 2.1 مليون طن من الديزل الشهر الماضي، أي ضعف المستوى في أكتوبر/تشرين، وارتفاعًا من 600 ألف طن في المدة نفسها من عام 2021.
وبلغت صادرات البنزين 1.49 مليون طن في نوفمبر/تشرين الثاني، مقارنة بمليون طن في الشهر السابق، و810 آلاف طن قبل عام، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
جاء تدفّق شحنات الوقود في أعقاب قرار الصين المفاجئ، سبتمبر/أيلول، بإصدار 15 مليون طن من حصص التصدير الإضافية، إذ سعت البلاد جاهدة لإنعاش اقتصادها الذي يعاني من الوباء.
سارعت شركات التكرير أيضًا إلى زيادة الصادرات للتخفيف من ضغط مخزون منتجاتها، إذ أدت إجراءات الحكومة لمكافحة كورونا إلى خفض الطلب المحلي على النفط.
كما قفزت صادرات وقود الطائرات في نوفمبر/تشرين الثاني، بزيادة 8.6% من أكتوبر/تشرين الأول إلى 1.26 مليون طن، بسبب تعافي السفر الدولي خارج الصين.
يتوقع المحللون أن تستمر شحنات المنتجات النفطية المكررة في الصين بالارتفاع خلال ديسمبر/كانون الأول، بقيادة الديزل، لكن سياسة التصدير قد تتأرجح في عام 2023، إذ من المتوقع أن يؤدي تخفيف ضوابط كورنا إلى تعزيز الاستهلاك المحلي للوقود.
موضوعات متعلقة..
- أسعار الوقود في الصين تتراجع مع انخفاض الطلب على النفط
- ارتفاع أسعار الوقود في الصين وزيادة واردات النفط
اقرأ أيضًا..
- هل تعرف استخدامات النفط والغاز الأقل شهرة؟.. أبرزها العطور والمنتجات الصحية
- أوابك: انخفاض كبير في صادرات الجزائر من الغاز المسال.. وهذا هو السبب
- أنس الحجي: مشروع الغاز النيجيري إلى المغرب أو الجزائر لن يكتمل
