التقاريرأنسيات الطاقةالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

أنس الحجي: مشروع الغاز النيجيري إلى المغرب أو الجزائر لن يكتمل

أحمد بدر

استبعد مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن يكتمل أنبوب الغاز النيجيري المار إلى أوروبا عبر الجزائر أو المغرب، وذلك لعدم جدواه الاقتصادية.

وقال الحجي، في لقاء متلفز ببرنامج "الغوار" على قناة الإخبارية السعودية، مساء السبت 17 ديسمبر/كانون الأول (2022)، إن الجدوى الاقتصادية للمشروع بالإضافة إلى الخلاف السياسي بين المغرب والجزائر، يجعل من الصعب اكتمال مشروع الأنبوب.

وكان الدكتور أنس الحجي قد أوضح في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة" بموقع تويتر، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، أنه عند تقييم أيّ مشروع، يُنظَر للمخاطر الاقتصادية والسياسية، فإذا أُخذت هذه المخاطر في الحسبان، "أعتقد أن خط أنبوب الغاز النيجيري لن يتحقق".

ولفت إلى أنه يرى -رأيًا شخصيًا- أن خط أنبوب الغاز النيجيري لن يُبنى، سواء من جهة الجزائر أو من جهة المغرب، لذا فإنه من الأفضل لنيجيريا أن تتجه إلى الغاز المسال، مثلما حدث مع مصر ودول أخرى، وأن تصدّره لأوروبا بدلًا من تصديره عبر المغرب أو الجزائر، لأن مخاطره المالية والاقتصادية والسياسية كبيرة جدًا.

أنبوب الغاز النيجيري

أنبوب الغاز النيجيري
مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس بن فيصل الحجي

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، الدكتور أنس الحجي، إن مشروع خط الغاز النيجيري يحتاج إلى استثمارات كبيرة، وهو سينقل الغاز الطبيعي الذي يعدّ من مصادر الوقود الأحفوري، والمشكلة هنا أن البنك الدولي توقَّف تقريبًا عن تمويل الوقود الأحفوري، ومن ثم لا يوجد من يضمن هذه الأموال.

وضرب الحجي مثالًا على توقّف المؤسسات المالية الدولية عن تمويل مشروعات الوقود الأحفوري، بمشروع نقل الغاز المصري إلى لبنان، وهو أمر سيستغرق مدة قصيرة من الزمن، ولكن مصر ولبنان لم تتمكّنا من الحصول على تمويل له، رغم أن الكمية بسيطة مقارنةً بالغاز النيجيري.

وتابع: "هناك مشكلات كبيرة، لذلك لا أتوقع بناء خط أنبوب الغاز النيجيري، كما أن هناك بدائل عديدة له.. وشخصيًا أرى أن هناك مشكلة كبيرة أخرى، إذ إن الجميع يركّزون على أوروبا وروسيا، وينسون أن قارة أفريقيا تحتاج إلى كمية كبيرة من الطاقة".

وأضاف: "الجميع ينسون أن القارة السمراء تحتاج إلى الغاز بشكل كبير، فبدلًا من توجيه الغاز النيجيري شمالًا إلى أوروبا، فإن بقية الدول القريبة من نيجيريا كلها تحتاج إلى هذا الغاز، ويمكن لها أن تحقق العوائد والأرباح نفسها من إرسال الغاز إلى الدول المجاورة لها".

أنبوب الغاز النيجيري المغربي

في سبتمبر/أيلول الماضي 2022، وقّع المغرب مذكرة تفاهم مع كل من نيجيريا وموريتانيا، لحسم مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي، الذي استغرق فترة 6 سنوات من الدراسة، والذي يهدف إلى تصدير الغاز إلى أوروبا.

ووقّعت مذكرة التفاهم بين شركة النفط الوطنية النيجيرية والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن المغربي، لتفعيل مشروع خط أنابيب الغاز، والذي من المقرر أن يتجاوز طوله 5600 كيلومتر، ليكون أكبر خط أنابيب بحري حول العالم، في حالة اكتماله.

ووفق اتفاقات سابقة بين نيجيريا والمغرب، سيكون الخط امتدادًا لخط أنابيب الغاز الموجود حاليًا بغرب أفريقيا، والذي يمتد من نيجيريا إلى بنين وتوغو وغانا، إذ من المقرر أن يمتد الخط عبر 12 دولة أفريقية، قبل أن يصل المغرب، ومنها إلى أوروبا.

ويبدأ أنبوب الغاز النيجيري المغربي من جزيرة براس في نيجيريا، إلى بنين وتوغو، ثم إلى غانا وكوت ديفوار وليبيريا، وبعدها إلى سيراليون ثم غينيا ثم غينيا بيساو وغامبيا، وبعدها السنغال وموريتانيا، ومنها يصل المغرب.

وتشير الخريطة التالية، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، إلى مسار خط أنبوب الغاز النيجيري المغربي:

أنبوب الغاز النيجيري المغربي

ومن المتوقع، أن ينقل المشروع حال اكتماله نحو 3 مليارات قدم مكعبة يوميًا (0.084 مليار متر مكعب)، في حين توقعت تقديرات أن تتجاوز تكلفته 25 مليار دولار، وهي تكلفة مبدئية لأن تصميم المشروع لم يكتمل بعد، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أنبوب الغاز النيجيري الجزائري

أنبوب الغاز النيجيري
أحد خطوط أنابيب الغاز - الصورة من موقع pumps africa

تسعى الجزائر إلى إحياء مشروع أنبوب الغاز النيجيري المشترك، والذي قُدِّرت تكلفته في السابق بأكثر من 13 مليار دولار، والذي يربط نيجيريا مع أوروبا من خلال الجزائر والنيجر، ليقطع 4 آلاف كيلومتر بين الدولتين.

ورغم بعض الاتفاقات المتعلقة بخطّ الغاز من نيجيريا للمغرب، ما زال الأمل الجزائري معلقًا على المشروع، الذي توصَّل البلدان إلى اتفاق بشأن خلال اجتماع عقد في يوليو/تموز الماضي 2022، لتحديد إطار أولي له.

وتسمح البنية التحتية لقطاع الغاز في الجزائر بتحقيق حلم أنبوب الغاز الجزائري النيجيري العابر للصحراء، إذ إنها تمتلك شبكات نقل قوية، بالإضافة إلى مولدات للغاز الطبيعي المسال، وبنية تحتية قوية لصناعة البتروكيماويات.

وتعود فكرة مشروع أنبوب الغاز النيجيري الجزائري، المعروف باسم أنبوب الغاز العابر للصحراء، إلى عام 2009، عندما وقّعت كل من نيجيريا والجزائر اتفاقًا رسميًا، شاركت فيه النيجر، ببدء إنشاء الخط، بتكلفة مبدئية 20 مليار دولار أميركي.

ومن المقرر أن يبلغ طول أنبوب الغاز العابر للصحراء، والذي يهدف إلى تصدير الغاز إلى السوق الأوروبية، نحو 4 آلاف و128 كيلومترًا، إذ يستهدف نقل 30 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا سنويًا، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق