ارتفاع أسعار الفحم يحقق فائضًا لولاية أسترالية بقيمة 5.2 مليار دولار

مي مجدي

2022-12-13

0 380

منجم في ولاية كوينزلاند التي استفادت من ارتفاع أسعار الفحم وحققت فائضًا ضخمًا — منجم للفحم – الصورة من موقع رينيو إكونومي

تتوقع حكومة كوينزلاند فائضًا قياسيًا قدره 5.2 مليار دولار للمدة المتبقية من السنة المالية الحالية، على خلفية الزيادات العالمية في أسعار الفحم والنفط.

في الوقت نفسه، حذّر وزير الخزانة كاميرون ديك في تحديث الموازنة لمنتصف السنة المالية، يوم الأربعاء 7 ديسمبر/كانون الأول (2022)، من أن هذه التدفقات لن تدوم، معتقدًا أن حالة التقلبات التي يشهدها العالم تشكّل تهديدًا حقيقيًا للنمو الاقتصادي، بحسب موقع فرت "Ferret".

وأدى ارتفاع الأسعار العالمية للفحم إلى زيادة العبء على سوق الطاقة المحلية في أستراليا، وطلبت الحكومة الفيدرالية من كوينزلاند ونيو ساوث ويلز التعاون لتبنّي خطة تحدد سعر الجملة للفحم مؤقتًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وخلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (2022)، قالت وزارة الخزانة في كوينزلاند، إن "الإتاوات" كان لها تأثير ضئيل في أرباح الشركات من مناجم الفحم، وأسهمت الأسعار العالمية في زيادة قيمة الصادرات إلى 79.7 مليار دولار خلال الأشهر الـ12 قبل شهر سبتمبر/أيلول.

نظام إتاوات الفحم

فعَّلت ولاية كوينزلاند الأسترالية نظام إتاوات الفحم المثير للجدل، المكون من 3 مستويات في مطلع شهر يوليو/تموز (2022).

ويتضمن النظام فرض ضريبة بنسبة 40% على المنتجين عندما تتجاوز أسعار الفحم حاجز الـ300 دولار للطن، وضريبة بنسبة 20% على الأسعار فوق 175 دولارًا، وضريبة 30% للأسعار فوق 225 دولارًا.

ودفع ذلك الشركات إلى إعادة تقييم خطط الاستثمار في الولاية، ومن بينها شركة بي إتش بي.

ومن المتوقع أن تحقق عوائد الفحم قرابة 3 مليارات دولار في 2022-2023، أي أكثر من ضعف المبلغ المتوقع في موازنة يونيو/حزيران البالغ 1.2 مليار دولار.

وتتوقع وزارة الخزانة أن يصل إجمالي إتاوات الفحم إلى 10.6 مليار دولار لعام 2022-2023.

ومن المتوقع أن توفر الإتاوات احتياطيًا قدره 27.3 مليار دولار بحلول 2025-2026، ارتفاعًا من 20.7 مليار دولار المتوقعة في موازنة يونيو/حزيران المقبل، إذ سيوفر الفحم 21.5 مليار دولار، بينما الغاز المسال 5.8 مليار دولار.

كما يشير تقرير الموازنة إلى اتخاذ الحكومة إجراءات لمراعاة الانخفاض المتوقع في أسعار الفحم والنفط مع اقتراب العام المالي المقبل.

ومع عودة أسعار الفحم إلى مستوياتها الطبيعية في السنوات المالية التالية، من المتوقع أن تنخفض الإيرادات من المستويات الجديدة، مع توقّع الخزانة 170 مليون دولار لعام 2023-2024، و141 مليون دولار لعام 2024-2025، و148 مليون دولار لعام 2025-2026.

تحذيرات الحكومة

أكدت الحكومة في الولاية أن المبالغ الضخمة نتجت عن أسعار الفحم والنفط العالمية التي فاقت التوقعات منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، لكنها مؤقتة.

وحذّر وزير الخزانة في ولاية كوينزلاند كاميرون ديك من أن ارتفاع أسعار الفحم لا يمكن الوثوق به على المدى الطويل.

وقال: "تشكّل حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي تهديدًا لمواصلة النمو، ومن غير المرجح أن تواصل أسعار الفحم الارتفاع عند هذه المستويات، ومن المحتمل -أيضًا- أن ترتفع نسب البطالة خلال العام المقبل".

وحتى ذلك الوقت، يسعى وزير الخزانة لتخصيص جميع الإتاوات للمناطق الإقليمية بولاية كوينزلاند، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأشار ديك إلى الإنجاز الضخم الذي حققته الولاية من خلال تأمين حصة من الأرباح المفاجئة التي حققتها شركات الفحم، مؤكدًا أن هذه الأموال الإضافية ستكون مهمة لضمان استعداد سكان الولاية للأزمات الصعبة المستقبلية.

ارتفاع الصادرات

حقق ارتفاع الطلب على الفحم من ولاية كوينزلاند الأسترالية، والذي يتواصل منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، طفرة لحكومة أناستاسيا بالاشتشوك.

فقد كشفت بيانات من مكتب الإحصاء الأسترالي أن قيمة صادرات الفحم في كوينزلاند تضاعفت 3 مرات تقريبًا في 2021-2022، في حين بلغت قيمة الصادرات 71.8 مليار دولار، ارتفاعًا من 24.7 مليار دولار.

ومع استمرار ارتفاع أسعار الفحم لوقت أطول من المتوقع، استطاع منتجو كوينزلاند الاستفادة من سوء الأحوال الجوية في نيو ساوث ويلز، إلى جانب زيادة الواردات من بعض الدول الأوروبية لتعويض انخفاض إمدادات الغاز الروسي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..