التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الهيدروجينرئيسيةطاقة متجددةهيدروجين

إستراتيجية طموحة لإزالة الكربون وإنتاج الهيدروجين في أستراليا (تقرير)

بتكلفة 6.2 مليار دولار

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • التكاليف البيئية لقطاع التعدين تصل إلى 5 تريليونات دولار سنويًا.
  • الشركة تتوقّع توفير 3 مليارات دولار من تكاليف الوقود وحدها قبل عام 2030.
  • فورتسكيو ميتالز تخطط لتركيب 2.5 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
  • لا يوجد ما يكفي من توربينات الرياح المصنوعة في العالم.
  • بالنسبة إلى أوروبا لا يمكن أن يأتي الهيدروجين الأخضر بالسرعة الكافية.

في سبتمبر/أيلول من العام الجاري 2022، أعلنت مجموعة "فورتسكيو ميتالز" الأسترالية إستراتيجية طموحة لإزالة الكربون من قطاع التعدين بقيمة 6.2 مليار دولار، إضافة إلى مشروعات كبيرة ومتميزة لإنتاج الهيدروجين الأخضر واستخدامه.

وأصبحت شركة فورتسكيو فيوتشر إندستريز، ذراع الطاقة الخضراء لثالث أكبر شركة حديد في أستراليا "فورتسكيو ميتالز"، لاعبًا عالميًا في صناعة الهيدروجين الأخضر، إلى جانب مجموعة من تقنيات تحوّل الطاقة المتنوعة، بحسب ما نشرته مجلة بي في ماغازين (pv-magazine).

وسواء كان الدافع يتعلق بتسريع إزالة الكربون من قطاع التعدين، أو طرح صفقات الطاقة الخضراء، يتساءل المحللون والمراقبون عن مرتكزات هذه الإستراتيجية الطموحة وقابليتها للتنفيذ، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

التعدين النظيف

يرى بعض الخبراء أن فكرة التعدين النظيف تمثل تناقضًا من حيث المصطلحات؛ ووجد بحث جديد من جامعة برلين التقنية، نُشر في مجلة "غورنال أوف كلينر برودكشن"، أن التكاليف البيئية لقطاع التعدين تصل إلى 5 تريليونات دولار سنويًا، ويعود معظم الضرر إلى غازات الاحتباس الحراري المنبعثة من التنقيب عن الفحم والحديد الخام.

وعلى الرغم من أن صناعة التعدين كانت متخلفة منذ مدة طويلة في جميع الأمور المستدامة والبيئية؛ فقد بدأ القطاع في تولي دور جديد بصفته جزءًا أساسيًا من التحوّل إلى مصادر الطاقة المتجددة.

إزالة الكربون
الملياردير الأسترالي أندرو فروست - الصورة من بلومبرغ

وقالت الرئيسة العالمية للتعدين والمعادن في شركة "وايت آند كيس" للمحاماة، ريبيكا كامبل، إن دورة السلع المعدنية كانت في السابق غير متوافقة مع دورة الاقتصاد الكلي العالمية، مشيرة إلى أن الدورات تتقارب الآن.

في المقابل، حذّر تقرير حديث صادر عن شركة المحاماة من أن "انخفاض أسعار السلع الأساسية والظروف الاقتصادية الصعبة قد يمنعان المناجم وشركات المعادن من استخدام النفقات الرأسمالية الكبيرة المطلوبة لإزالة الكربون".

يتفق مع هذا الرأي الرئيس التنفيذي لشركة أنغلو أميركان للتعدين، دنكان وانبلاد، الذي قال، في يوليو/تموز 2022، إن ارتفاع تكاليف الاقتراض وعدم الاستقرار السياسي بسبب التضخم يهددان بتأخير استثمارات بمليارات الدولارات في إزالة الكربون.

ويطرح الإعلان عن خطة مجموعة فورتسكيو ميتالز غروب الأسترالية، التي تبلغ قيمتها 6.2 مليار دولار لإزالة الكربون بحلول عام 2030، في سبتمبر/أيلول 2022، رأيًا مختلفًا تمامًا.

وأعلن رئيس المجموعة، الملياردير الأسترالي أندرو فورست، الخطة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفتها جزءًا من "تحالف المنتقلين الأوائل" الداعم لخطط الرئيس الأميركي جو بايدن.

في لقائه مع مجلة بي في ماغازين، قال الرئيس التنفيذي لشركة فورتسكيو فيوتشر إندستريز، مارك هاتشينسون، إن خطة الشركة توضح أنه إذا كان بإمكان أحد أكبر مناجم خام الحديد في العالم الشروع في مثل هذا الهدف الطموح لإزالة الكربون، فيمكن لأي شخص أن يفعل ذلك.

إزالة الكربون من قطاع التعدين

قال الرئيس التنفيذي لشركة فورتسكيو فيوتشر إندستريز، مارك هاتشينسون: "منذ إعلان إزالة الكربون، كانت هناك استجابة ملحوظة من الشركات الأخرى التي تدرك أنه إذا تمكنت شركة التعدين من تحقيق هذا الهدف؛ فيمكن للجميع بلوغه".

وأكد أنه لا ينبغي أن يكون هذا مفاجئًا، بالنظر إلى النتائج الأخيرة لمسح أجرته شركة إرنست آند يونغ (إي واي) لقادة التعدين العالميين.

ووجد المسح أن القضايا البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات؛ الجغرافيا السياسية وتغير المناخ، تُعدّ من أهم 3 مخاطر وفرص تواجه شركات التعدين والمعادن خلال العام المقبل، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

بدورها، تدّعي شركة فورتسكيو فيوتشر إندستريز أن استثمارها، الذي يبلغ مليارات الدولارات، سيشهد تجنب ما يعادل 3 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

وترى أن هذا الاستثمار سيحقق وفورات في التكاليف تبلغ 818 مليون دولار سنويًا بدءًا من عام 2030، وذلك بفضل التوفير في أرصدة الديزل والغاز والكربون.

وتقدّر فورتسكيو أنها ستدفع استثماراتها الرأسمالية بحلول عام 2034 مع تقليل المخاطر لملف تكلفة تشغيل الشركة وإنشاء فرص جديدة من خلال إنتاج خام الحديد المحايد كربونيًا.

ويُعَد هاتشينسون أول من يعترف بأن إستراتيجية إزالة الكربون البالغة 6.2 مليار دولار طموحة، ولكن بالنظر إلى أن الشركة تتوقع توفير 3 مليارات دولار من تكاليف الوقود وحدها قبل عام 2030؛ فإن الثروة تنحاز إلى صف الطموحين والشجعان.

خطط التوليد

في مواقع التعدين الرئيسة الـ5 لدى مجموعة فورتسكيو ميتالز في أستراليا، تخطط لتركيب 2.5 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مدعومة بكميات كبيرة من تخزين الطاقة.

قد يأتي هذا التخزين في شكل بطاريات، لكن بفضل الارتفاع الطبيعي لمنطقة بيلبارا، يقول الرئيس التنفيذي لشركة فورتسكيو فيوتشر إندستريز، مارك هاتشينسون، إن الشركة تدرس بجدية استخدام تقنيات ضخ المياه.

وأضاف أنه في حين أن الطاقة الشمسية ستؤدي دورًا، فإن إستراتيجية إزالة الكربون ستعتمد بشكل كبير على الرياح على المدى القصير.

إزالة الكربون
صناعة التعدين - الصورة من موقع mining-technology

وبيّن أن الصين لديها 90% من الطاقة الكهروضوئية في العالم، ويوجد بعض المشكلات لديها تجعل من الصعب للغاية شراء معدّاتها، وكذلك التمويل؛ لأن العديد من الممولين لن يدعموا الطاقة الكهروضوئية المقبلة من الصين حتى تتمكن من إجراء تدقيق مناسب.

ويبدو أن هاتشينسون ملتزم بشدة بفكرة أن الشركة ترغب في تثبيت المزيد من الطاقة الشمسية بمرور الوقت؛ وهو متفائل بأن التصنيع الكهروضوئي سوف يزدهر في أجزاء أخرى من العالم، مثل الهند والولايات المتحدة.

وأردف قائلًا: "لا يوجد ما يكفي من توربينات الرياح المصنوعة في العالم، ولا توجد طاقة شمسية كافية، ولا أجهزة تحليل كهربائية كافية".

وقال: "لا نريد أن ننشغل في سلسلة التوريد ولكن في تصنيع الألواح الكهروضوئية على وجه الخصوص، مشيرًا إلى أن بعض اللاعبين حول العالم يفكرون بشكل مختلف؛ الولايات المتحدة على وجه الخصوص".

وتتلخص الرسالة المهمة التي يحرص هاتشينسون على إيصالها عندما يتعلق الأمر بإزالة الكربون في أنه لا يمكنك انتظار أي شخص آخر للقيام بذلك نيابة عنك.

وتابع هاتشينسون قوله، بعد مناقشات طويلة مع العديد من مصنّعي المعدات الأصلية، كانت خلالها بعض التقديرات الأولية لتسليم المركبات النظيفة لإزالة الكربون من عمليات التعدين في فورتسكيو في عام 2035، "قررنا أن نفعل ذلك بأنفسنا".

تحقيقًا لهذه الغاية، استحوذت شركة فورتسكيو فيوتشر إندستريز على شركة ويليامز أدفانسد إنجينيرينغ، في يناير/كانون الثاني 2022.

وتزوّد شركة ويليامز أدفانسد إنجينيرينغ، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها، شركة فورتسكيو فيوتشر إندستريز الآن، بنوع من تكنولوجيا البطاريات المهمة التي تحتاج إليها لإزالة الكربون من مَرْكبات التعدين لديها.

إنتاج الهيدروجين

على الرغم من تسليط الصحف ووسائل الإعلام الضوء على إعلان شركة فورتسكيو ميتالز الأسترالية الطموح لإزالة الكربون من قطاع التعدين؛ فقد حظيت خططها لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالاهتمام لبعض الوقت.

إزالة الكربون
مركز الطاقة الخضراء في بلدة فيلهلمسهافن الألمانية

في الأشهر الـ18 الماضية، وافقت الشركة على صفقات إمداد بمليارات الدولارات للهيدروجين الأخضر ومشتقاته، بما في ذلك الأمونيا والميثان الاصطناعي، بحسب ما نشرته مجلة بي في ماغازين (pv-magazine) في 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وفي الآونة الأخيرة، أفادت شركة فورتسكيو بأنها ستضاعف إنفاقها على الهيدروجين الأخضر مع تسارع خططها لاستبدال الغاز الطبيعي في أوروبا.

في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022، تشاركت فورتسكيو مع شركة تري إنرجي سوليوشنز البلجيكية الناشئة لتوريد 300 ألف طن متري من الهيدروجين الأخضر الأسترالي إلى أوروبا عبر محطة استيراد "تري" المخطط لها في بلدة فيلهلمسهافن في ألمانيا، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة فورتسكيو فيوتشر إندستريز، مارك هاتشينسون: "اختارت ألمانيا أستراليا؛ لأن الحصول على الغاز من روسيا لم يكن على ما يرام، وهم يدركون الآن أن أمن الإمدادات مهم".

وأوضح أنه بالنسبة لأوروبا، لا يمكن أن يأتي الهيدروجين الأخضر بالسرعة الكافية، لكن تمرير قانون خفض التضخم في الولايات المتحدة قلب موازين قطاع الهيدروجين الأخضر المزدهر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق