التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

صناعة التعدين.. هل تكتسي باللون الأخضر خلال رحلة انتقال الطاقة في 2022؟

تحذير من فقدانها الميزة التنافسية إذا لم تتحكّم بانبعاثاتها

هبة مصطفى

ما زالت صناعة التعدين متأخرة بعض الشيء عن اللحاق بركب التحول الأخضر للصناعات، بل ازداد الأمر لإسهامها بنسبة كبيرة في الانبعاثات الكربونية، غير أن توقعات تشير إلى أن العام الجاري يحمل رؤى مُبشرة للصناعة.

واحتلّت مخاطر وفرص التحول الأخضر في إنتاج صناعة التعدين صدارة استطلاع رأي أُجري مؤخرًا حول توقعات الصناعة خلال العام الجاري، إذ احتلّت القضايا البيئية والاجتماعية المرتبة الأولى للاستطلاع.

وتشمل المخاطر البيئية والاجتماعية التي تواجه صناعة التعدين: التحول إلى الإنتاج الأخضر، وتأثير المجتمع المحلي، وإدارة المياه.

وحدّد تقرير -صادر عن شركة إرنست آند يونغ "إي واي"- أبرز 10 مخاطر تواجه صناعة التعدين خلال عام 2022، وفق استطلاع أجرته الشركة على 200 مدير تنفيذي في شركات عالمية بمجال التعدين.

نتائج الاستطلاع

كشفت نتائج الاستطلاع ترجيح 25% من عينة الاستطلاع (50 مديرًا) احتساب القضايا البيئية والاجتماعية أبرز المخاطر التي تواجه صناعة التعدين.

وجاءت مخاطر إزالة الكربون في المرتبة الثانية لاستطلاع العام الجاري، وإصدار تراخيص التشغيل في المرتبة الثالثة.

وبالمقارنة باستطلاع العام الماضي، ارتفعت المخاطر البيئية والاجتماعية من المرتبة الرابعة العام الماضي إلى المرتبة الأولى في استطلاع هذا العام، بينما انخفض ترتيب خطر تراخيص التشغيل على صناعة التعدين من المرتبة الأولى العام الماضي إلى المرتبة الثالثة هذا العام.

واتفق 41% من المديرين التنفيذين بقطاعات التعدين -ممن خضعوا لعينة الاستطلاع- على أهمية التخطيط لخفض الانبعاثات في النطاقين 1 و2، خلال المدة بين عام 2030 و2040، بينما يعمل 49% منهم على خفض انبعاثات النطاق 3 بدءًا من عام 2041 حتى عام 2050.

ويمثّل النطاق 3 لصناعة التعدين المتغير الأكبر في رحلة انتقال الطاقة بالمجال، لضمان إمكان تحقيق المشتغلين بالتعدين للاستدامة والأداء طويل الأمد.

وبصورة عامة، يُشير النطاق 1 إلى خفض الانبعاثات خلال عمليات حرق الوقود واستخدام السيارات وملاحقة الانبعاثات المُتسربة، أمّا النطاق 2 فيشمل خفض الانبعاثات في اتفاقيات شراء إمدادات الكهرباء والتدفئة.

ويتوسع النطاق 3 إلى خفض الانبعاثات خلال شراء البضائع وأداء الخدمات، ورحلات العمل، وتنقّل الموظفين، وخلال عمليات التخلص من النفايات، وعمليات النقل والتوزيع، والاستثمارات والأصول والامتيازات، وفق ما فسّرتها شركة كاربون تراست، ومقرّها المملكة المتحدة.

الميزة التنافسية

حذّر تقرير شركة آند يونغ "إي واي" -ومقرّها المملكة المتحدة- شركات التعدين التي لم تتخذ خطوات لانتقال الطاقة حتى الآن من فقدان الميزة التنافسية، حال عدم التحكم في انبعاثات الصناعة.

وخلصت شركة إرنست آند يونغ "إي واي" -عبر استطلاعها- إلى أن ضغوط أصحاب المصالح في الحفاظ على التنوع البيولوجي وإدارة مصادر المياه آخذة في النمو، ما يضطر المهتمين بصناعة التعدين إلى إعلان خطط تدريجية لإغلاق المناجم.

صناعة التعدين
صناعة التعدين حول العالم - أرشيفية

ولفتت الشركة إلى أن جائحة فيروس كورونا لم تؤثّر في مبادرات الاستدامة بقطاعات صناعة التعدين، بل على العكس، عززت الجائحة من التزام الشركات بلوائحها التنظيمية في تلك المبادرات.

وتوقّع تقرير الشركة تلقّي صناعة التعدين المنح الداعمة لانتقال الطاقة بصورة سريعة، فضلًا عن إمكان دعم الأسواق المالية للشركات التي تطبّق عمليات التحول الأخضر.

إزالة الكربون من الصناعة

ركّز رئيس عمليات التعدين والمعادن العالمية في شركة "إي & واي"، بول ميتشيل، على جانب مهم يتعلق بشركات صناعة التعدين الرافضة لخطط انتقال الطاقة حتى الآن، إذ حذّر من فقدانها الميزة التنافسية في ظل ارتفاع تكلفة أعمال التعدين.

وقال، إن تكلفة طن المعادن تزداد مع مرور الوقت، وتواجه الصناعة صعوبات أكبر مع زيادة عمق المناجم وانخفاض درجات المعادن، مشيرًا إلى أنه إذ لم يستمر القائمون على الصناعة في دفع عمليات الابتكار والتطوير فإنها ستشهد تراجعًا كبيرًا.

وقال، إن بعض الدول في أميركا الجنوبية قطعت شوطًا كبيرًا فيما يتعلق بإزالة الكربون من الصناعة، بالاستفادة من الموارد الطبيعية والطاقة الشمسية والتحول لمصادر الطاقة المتجددة في مواقع مناجم التعدين.

وتوقّع ميتشل تمكين السلطة القضائية من متابعة تطورات إزالة الكربون وإدارة المياه بصناعة التعدين.

لماذا تصدرت العوامل البيئية؟

أرجع بول ميتشيل تصدر المخاطر البيئية والاجتماعية (وأبرزها الإنتاج الأخضر) نتائج استطلاع شركته إلى وجود ضغوط من أصحاب المصالح في الصناعة، وفق ما أكد في تصريحات لمجلة "أستراليان ريسورسيز آند إنفستمنتس"، وهي مجلة التعدين الأسترالية الأولى.

وأضاف أن من ضمن عوامل دفع المخاطر البيئية والاجتماعية نحو صدارة مخاطر وفرص صناعة التعدين عام 2022 الجاري، تأثيرات أسواق المال التي تعكس توجهات المجتمعات، بالإضافة إلى تطوّر رؤى القيادات التي تغيّر مناصبها وإدارك الحلول الأفضل للمجتمعات.

وشدد ميتشل على أن علاقة الاستثمارات بالمجتمع قد تغيّرت مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرًا إلى أنه في الوقت الحالي يعتدّ المستثمرون وقيادات الشركات برؤى المجتمع بصورة أكبر.

ويُفسر ذلك أسباب تصدُّر القضايا البيئية أبرز المخاطر والفرص والتحديات أمام صناعة التعدين خلال العام الجاري.

تغيّر المناخ - انبعاثات الكربون - الدول المتقدمة
حصة الدول المتقدمة والنامية من انبعاثات الكربون تاريخيًا

شركات تستجيب للتحوّل

تأثّرت صناعة التعدين باتجاه بعض أنشطة الشركات نحو الاهتمام "الأخضر" خلال السنوات الأخيرة، تماشيًا مع تنامي مطالب أصحاب المصالح الداعمين للعوامل البيئية.

فعلى سبيل المثال، أنتجت شركة فورتيسكيو فيوتشر إندستريز التابعة لمجموعة فوررتيسكيو للتعدين الأسترالية (وهي رابع أكبر مُنتج لخام الحديد بالعالم)، خام حديد عالي النقاء اعتمادًا على الطاقة الخضراء بنسبة 100%.

كما اتّبعت شركة "بي إتش بي" النهج ذاته، بعدما أمدّت منجم السد الأوليمبي ذا المعادن المتعددة بالطاقة المتجددة، وفق اتفاقية وُقِّعَت مع شركة آيبردرولا الإسبانية، ضمن أهدافها للحدّ من انبعاثات استهلاك الكهرباء بنسبة 50%، بحلول عام 2025.

كما وقّعت شركة التعدين المتنوع العملاقة مذكرة تفاهم مع شركة بوسكو الكورية الجنوبية المتخصصة في تصنيع الحديد، بهدف تطوير جودة فحم الكوك المستخدم في صناعة الصلب، وبحث تقنيات خفض الانبعاثات.

وشملت مذكرة التفاهم بين الشركتين -الموقّعة باستثمارات تصل إلى 10 ملايين دولار أسترالي (ما يقارب 13.5 مليون دولار أميركي)- بحث كيفية استخدام الكتلة الحيوية في صناعة الصلب.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق