رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةطاقة متجددة

شحنة ضخمة من ألواح الطاقة الشمسية الصينية تُغرق الأسواق الأميركية

كانت محتجزة بموجب قانون منع العمل القسري للإيغور

محمد عبدالسند

أنعشت الولايات المتحدة الأميركية سوق ألواح الطاقة الشمسية بشحنة ضخمة من مكونات الألواح الصينية، التي كانت محتجزة في المواني الأميركية.

وأفرجت هيئة الجمارك وحماية الحدود بالولايات المتحدة الأميركية، وهي أكبر وكالة لإنفاذ القانون الفيدرالي في وزارة الأمن الداخلي الأميركية، عن شحنة كبيرة من الألواح الشمسية الصينية وإتاحتها للبيع في السوق الأميركية، بعد احتجازها بموجب قانون منع العمل القسري للإيغور، وفقًا لمذكرة نشرها العضو المنتدب لمؤسسة "روث كابيتال بارتنرز"، فيليب شن.

وكتب شين، في المذكرة، إن السلطات الأمريكية أفرجت عن وحدات من ألواح الطاقة الشمسية من إنتاج "جينكور سولار"، الشركة الصينية العاملة بمجال تصنيع المكونات والألواح، وهي مصنوعة من مادة بولي سيليكون فاكر، حسبما ذكرت مجلة "بي في ماغازين" (PV Magazine).

ويضع قانون منع العمل القسري للإيغور عبء إيجاد دليل من قِبل المشترين لإثبات أن السلع المستوردة من منطقة شينجيانغ لا صلة لها بالعمالة القسرية؛ حيث يتعين على الشركات تقديم خريطة شاملة لسلسلة الإمدادات، وتقديم قوائم كاملة بالعمال في منشآتها، بجانب تقديم دليل على أن العمال لم يكونوا عُرضة لظروف العمل القسري.

مصادرة منتجات بملايين الدولارات

في نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، صادرت المواني الأميركية أكثر من 1000 شحنة من مكونات ألواح الطاقة الشمسية، تُقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات، وذلك بموجب قانون منع العمالة القسرية للإيغور، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

ألواح الطاقة الشمسية
إحدى محطات الطاقة الشمسية في الصين - الصورة من "جيتي"

وفي أغسطس/آب الماضي (2022)، قالت شركة روث كابيتال إن سلطات الجمارك الأميركية صادرت وحدات من ألواح الطاقة الشمسية تصل سعتها إلى 3 غيغاواط، منذ أن دخل قانون منع العمل القسري للإيغور حيز التنفيذ.

وفي السياق ذاته ذكر شين أنه قد تُمنع وحدات من ألواح الطاقة الشمسية تتراوح سعتها من 9 غيغاواط إلى 12 غيغاواط، من دخول الأسواق الأمريكية، وذلك بحلول نهاية العام الحالي (2022).

وأشارت "روث كابيتال" إلى أن الإفراج عن ألواح الطاقة الشمسية ستكون له تداعيات إيجابية على قطاع الطاقة الشمسية على نطاق المرافق بالولايات المتحدة، غير أن الشركة حذرت من أن هيئة الجمارك الأميركية ربما تكون قد شرعت في التركيز على ما هو أبعد من مستوردي مكونات الألواح الشمسية.

وتابعت: "قد ينتهي بنا الحال لأن تكون في موقف نخطو فيه خطوتين إلى الأمام وخطوة إلى الخلف"، وفق التصريحات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

حظر استيراد الألواح الصينية

في يونيو/حزيران الماضي 2022، حظرت الولايات المتحدة استيراد بعض منتجات الطاقة الشمسية المصنوعة في منطقة شينجيانغ الصينية، في خطوة كبرى اتخذتها إدارة الرئيس جو بايدن لمجابهة خروقات حقوق الإنسان ضد مسلمي الإيغور في البلد الآسيوي الأكثر تعدادًا للسكان في العالم.

وتقول مجموعات داعمة ولجنة من خبراء الأمم المتحدة، إن الإيغور والأقليات الأخرى احتُجزوا في أماكن جماعية وأُجبروا على العمل القسري من قِبل السلطات الصينية في شينجيانغ، التي تنتج نحو نصف الإمدادات العالمية من البولي سيليكون المستخدم في صناعة ألواح الطاقة الشمسية.

في المقابل، نفت الصين تلك الأقاويل، مؤكدة أنها محاولة لتقويض الأعمال التجارية الناجحة، حيث قال المسؤولون الصينيون إن أميركا تسعى بكل السبل إلى تقويض آفاق التنمية الصناعية في شينجيانغ، وأيضا فرض قيود على حركة التجارة في المنطقة، وفق بلومبرغ.

ولا تمل بكين من انتقاد العقوبات التي تفرضها الإدارة الأميركية على الشركات والكيانات الصينية، مستندة في ذلك إلى الأكاذيب والمعلومات المغلوطة، متعهدة بين الحين والآخر بأن تتخذ كل التدابير اللازمة لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للكيانات التجارية الصينية.

ألواح الطاقة الشمسية
الرئيس الأميركي جو بايدن - الصورة من رويترز

وأقدمت وزارة العمل الأميركية على تحديث قائمة السلع التي تنتجها عمالة الأطفال أو ما يُطلق عليه العمل القسري، لتشمل البولي سيليكون المصنوع من العمل القسري في الصين، وفقًا لبيان صادر من قِبل البيت الأبيض، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وفي مايو/أيار الماضي 2022، ضمت وزارة التجارة الأميركية 5 شركات صينية إلى قائمتها السوداء، وهي هوشين، وشينجيانغ داكو الجديدة للطاقة المحدودة، وشركة شينجيانغ إيست هوب للمعادن المحدودة، وشينجيانغ كو، وجي سي إل نيو إنرجي ماتريال تكنولوجي، بجانب شينجيانغ للإنتاج والبناء، التي تعرضت لعقوبات في السابق.

وهذا يعني ضمنيا أن الشركات الأميركية التي تشتري من تلك الكيانات ستحتاج بعد ذلك للحصول على موافقة من حكومة الولايات المتحدة، قبل الإقدام على مثل تلك الخطوة.

قانون التجارة الأميركي

تُعَد شينجيانغ مركزًا محوريًا لصناعة البولي سيليكون، وتُرسل المواد لإجراء مزيد من المعالجة عليها في المصانع الكائنة في مناطق أخرى من الصين ودول أخرى، قبل تجميعها في النهاية داخل ألواح الطاقة الشمسية، التي تُشحن بعد ذلك إلى الولايات المتحدة.

ويحظر قانون التجارة الأميركي الصادر في عام 1930 جلب السلع التي يجري تعدينها أو تصنيعها عبر العمل القسري، كما يمنح القانون نفسه الحكومة الفيدرالية سلطة مصادرة المنتجات أو حظر دخولها الأراضي الأميركية في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.

ولدى العاملين في صناعة الطاقة الشمسية اعتقاد راسخ بأن ازدهار سوق الطاقة المتجددة لا ينبغي أن يكون على حساب معاناة البشر، في إشارة إلى اتهام بكين باحتجاز مليون شخص مسلم من أقلية الإيغور، في معسكرات داخل شينجيانغ، وإجبارهم على العمل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق