كيف يفلت قطاع الطاقة في صربيا من تداعيات الحظر الأوروبي والعقوبات الروسية؟
هبة مصطفى
يسعى قطاع الطاقة في صربيا لتجنب العقوبات الغربية المفروضة على روسيا عقب الحرب الأوكرانية في 24 فبراير/شباط الماضي، وتأثيرها في تطور المشروعات وانتظام الإمدادات.
ورغم اعتماد بلغراد على إمدادات الطاقة الروسية بمعدلات كبيرة؛ فإنها تخشى استمرار التعاون والاعتماد على موسكو ولا سيما أنها على أعتاب الانضمام لدول الاتحاد الأوروبي، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا الإطار، أبدت رئاسة صربيا رغبتها في الاستحواذ على حصة الأغلبية بشركة النفط والغاز المملوكة لها "إن آي إس" والتي تشارك بها شركة غازبروم نفط الروسية، وفق ما ورد في صحيفة فاينانشيال تايمز (Financial Times).
الهروب من العقوبات
تملك الشركة الروسية غازبروم نفط، في الآونة الحالية، حصة الأغلبية بشركة النفط الرئيسة في بلغراد، وحال تطور الحظر الأوروبي المرتقب في 5 ديسمبر/كانون الأول المقبل على إمدادات النفط من موسكو ليشمل ملكية الشركات؛ فإن قطاع الطاقة في صربيا سيواجه خطرًا محدقًا.
ويزيد من حدة الأمر اعتماد بلغراد على تدفقات النفط الروسي عبر خط أنابيب البحر الأدرياتيكي، ومع تطبيق كرواتيا للحظر؛ فإن الخناق يزداد ضيقًا على صربيا.
وتسعى صربيا للهروب من براثن تداعيات العقوبات الروسية عليها بعدما هيمنت موسكو على مستودعات للغاز ومنشآت لتكرير النفط تابعة للدولة الأوروبية، ودفعها ذلك نحو تلبية الطلب على الغاز بصورة كاملة ونصف الطلب على النفط اعتمادًا على إمدادات موسكو.
وأعلن رئيس الدولة، ألكسندر فوتشيتش، أن بلاده بصدد الاتجاه للسيطرة على حصة الأغلبية بشركة النفط المملوكة لها "إن آي إس" والاستحواذ عليها بعدما ظلت لسنوات تؤول إلى شركة غازبروم نفط الروسية، ضمن أبرز إجراءات خطة إنقاذ قطاع الطاقة في صربيا.
إجراءات الخطة
بجانب خطة الاستحواذ على قطاع الطاقة في صربيا والتمتع بحصص الأغلبية به، تأخذ بلغراد على عاتقها تنفيذ 6 مشروعات بغرض تنويع مصادر الطاقة، وفق ما أعلنته رئاسة البلاد.
وقال ألكسندر فوتشيتش إن شركة الطاقة "إن آي إس" لم تتضرر حتى الآن، ولا سيما أن مصافي التكرير اعتمدت على إمدادات بديلة من العراق وغيره بدلًا من التدفقات الروسية، لكنها تسعى لتجنب أي تداعيات محتملة.
وتشمل إجراءات إنقاذ قطاع الطاقة في صربيا، تعزيز مستويات التعاون مع المجر التي تسعى بدورها لمواصلة المشاورات مع غازبروم لتحقيق الهدف ذاته واستعادة السيطرة على حصة الأغلبية في شركة الطاقة "إم أو إل غروب" التي تملكها الشركة الروسية.
ولم تقتصر طموحات تعاون قطاع الطاقة في صربيا مع المجر على تأمين تدفقات النفط والغاز عبر خط أنابيب يربط بين البلدين، بل امتدت أيضًا إلى استخدام الخط للربط مع شبكة الكهرباء في بودابست والتأسيس لشراكة كهربائية بين البلدين.
الكهرباء وتدفقات الغاز
كان الرئيس ألكسندر فوتشيتش قد تعهّد -عقب التشكيل الحكومي الأخير في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي- بتخصيص 2 مليار يورو للإنفاق السنوي على تحديثات البنية التحتية لقطاع الطاقة في صربيا، وخطوط نقل تدفقات النفط والغاز بين بلغراد من جهة وبلغاريا ورومانيا ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود من جهة أخرى.
(1 يورو = 1 دولار أميركي)
وأكد فوتشيتش إمكان توصيل خط أنابيب مع بلغاريا لنقل تدفقات الغاز قبيل فصل الشتاء، وتؤمّن تلك الخطوة حصول الدولة الأوروبية على تدفقات تضمن تلبية الطلب على نصف معدل الاستهلاك السنوي؛ إذ يُزيد الخط قدرة البلاد على تلقي واردات الغاز بما يصل إلى 1.8 مليار متر مكعب سنويًا.
وفي الوقت ذاته، تنوي صربيا تأمين إمداداتها من الكهرباء أيضًا عبر امتلاكها حصة تتراوح بين 10 و15% من محطة للطاقة النووية في المجر "محطة باكس" التي شهدت بناء مفاعلين جديدين.
اقرأ أيضًا..
- قمة كوب 27: بعض الدول تعطل السياسات المناخية.. ورقم صادم بشأن الخطط الوطنية
- إيرادات النفط والغاز في الجزائر تنتظر قفزة تاريخية بـ50 مليار دولار
- رئيس قمة المناخ كوب 27 في مصر: الوقت حان للتحول من المفاوضات إلى التنفيذ
- بث مباشر لقمة المناخ كوب 27 في مصر.. متابعة لحظية من الطاقة