التقاريرتقارير السياراترئيسيةسيارات

السيارات ذاتية القيادة.. طموح وقف حوادث الطرق يصطدم بتحديات ضخمة

تعنت داخل الكونغرس وشركات تغلق أبوابها

أمل نبيل

تواجه السيارات ذاتية القيادة التي لا تخضع لأي تحكم بشري في الولايات المتحدة عوائق تنظيمية عديدة تحول دون انتشارها، رغم المزاعم التي تؤكد أهميتها في الحد من حوادث الطرق وتقليل معدلات الوفيات المرورية.

وتقوم تقنية عمل السيارات الآلية على الاستغناء عن القيادة البشرية وأدواتها، مثل عجلة القيادة والمكابح، بهدف الحدّ من حوادث الطرق البشرية ودعم الفئات غير القادرة على القيادة الآمنة مثل كبار السن وفاقدي البصر، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

وفي ظل التحديات التي تحول دون انتشار هذه المركبات، أعلنت شركتا (فولكس فاغن) و(فورد موتور) يوم الأربعاء 26 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، أنهما ستغلقان شركة (أرغو آي) الناشئة للسيارات ذاتية القيادة، مؤكدتين أن التكنولوجيا ما زالت بعيدة المنال، وتمتلك الشركتان نحو 39% من أسهم الشركة، بحسب رويترز.

عوائق تشريعية

تواجه التشريعات المتعلقة بإدراج السيارات ذاتية القيادة دون سيطرة بشرية تحت مظلة قوانين النقل والمرور في الولايات المتحدة، تعنتًا من الكونغرس الأميركي منذ أكثر من 5 سنوات.

وفي منتصف يونيو/حزيران (2021)، رفضت لجنة التجارة في مجلس الشيوخ الأميركي محاولات إقرار اللوائح للسماح بنشر آلاف السيارات ذاتية القيادة، في الوقت الذي تشن فيه مجموعات نقابية ومحامون حملة ضد الاقتراح التشريعي.

ولم يُعطِ المنظمون الأميركيون أي دلالة على متى يمكنهم الموافقة على نشر آلاف المركبات الآلية دون عجلات قيادة أو مكابح على طرق الولايات المتحدة.

السيارات ذاتية القيادة
سيارة تيسلا ذاتية القيادة من الداخل

وامتنع مسؤولون من الإدارة الوطنية الأميركية لسلامة المرور على الطرق السريعة يوم الخميس 27 أكتوبر/تشرين الأول عن تحديد موعد إصدار هذه اللوائح.

وكان السيناتور الجمهوري جون ثون قد حاول العام الماضي (2021) إرفاق إجراءات رفع اللوائح الخاصة بالسيارات ذاتية القيادة إلى مشروع قانون النقل البري بقيمة 78 مليار دولار.

وجادل السيناتور بأن السيارات ذاتية القيادة يمكن أن تساعد في القضاء على العديد من الوفيات، بسبب خطأ بشري مثل السائقين المشتتين أو المعوقين.

وقال وزير النقل الأميركي بيت بوتيجيج، هذا الشهر، إن "لديه آمالًا كبيرة جدًا في أن السيارات ذاتية القيادة والمركبات عالية التقنية، ستنقذ عشرات الآلاف من الأرواح، في ظل تزايد حوادث سائقي السيارات".

وحثّ العديد من المشرعين ورجال الصناعة وزير النقل الأميركي على تطوير إطار فيدرالي شامل للمركبات ذاتية القيادة، محذّرين من أن الولايات المتحدة قد تخسر سباق السيارات الآلية أمام الصين.

وكتب عشرات من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين في أبريل/نيسان (2022): "لقد تأخرنا في تشكيل إطار تنظيمي من شأنه أن يعزّز هذا الابتكار مع حماية جميع المزايا المهمة وتشجعيها التي نعتقد أن المركبات ذاتية القيادة قادرة على تحقيقها".

حوادث الطرق

تكتسب السيارات ذاتية القيادة أهمية حيوية، في ظل ارتفاع الوفيات الناجمة عن حوادث المرور في الولايات المتحدة منذ بداية جائحة كورونا، إذ زادت بنسبة 10.5% العام الماضي (2021)، إلى 42 آلاف و915 وفاة، وهو أعلى معدل قتلى في عام واحد منذ عام 2005.

ويقول المؤيدون، إن المركبات ذاتية القيادة لديها القدرة على تقليل الوفيات الناجمة عن حوادث المرور، وفتح مجالات أوسع للمعاقين للتنقل بسهولة، وتقليل الحاجة إلى ركن السيارات في المدن المزدحمة وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وفي يوليو/تموز (2022)، تلقت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة -وهي جزء من وزارة النقل الأميركية- التماسًا من شركتي جنرال موتورز وفورد، يطلب منح إعفاءات لنشر ما يصل إلى 2500 مركبة ذاتية القيادة دون تحكم بشري -خالية من عجلة القيادة ومكابح الفرامل- سنويًا لكل مصنع.

السيارات ذاتية القيادة
سيارة كروز جنرال موتورز ذاتية القيادة - الصورة من بي بي سي

وتريد جنرال موتورز طرح (أوريغين)، وهي مركبة بأبواب تشبه المترو دون عجلات قيادة (الدريكسيون)، مشيرة إلى أن السيارة ستطلب من الركاب ربط أحزمة المقاعد قبل بدء رحلتهم المستقلة.

وتواجه الشركة الأميركية لصناعة السيارات صعوبة في الحصول على الموافقات اللازمة لنشر مركباتها ذاتية القيادة، خاصة بعد وقوع حادث للسيارة في يونيو/حزيران (2022).

وفي المدة من يوليو/تموز (2021) إلى مايو/أيار (2022)، أبلغت الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة عن 400 حادث منفصل يتعلق بالمركبات التي تحتوي على أنظمة تحكم آلية جزئية، بحسب موقع إنتريبرينير (entrepreneur).

وقالت ولاية سان فرانسيسكو في تعليقاتها إن شركتي جنرال موتورز وكروز أخفقتا في تقديم بيانات كافية، وقصرتا في توثيق أو تحليل أداء السلامة للسيارات ذاتية القيادة.

وفي وقت سابق من هذا العام (2022)، استدعت شركة "كروز"، المملوكة لجنرال موتورز، جميع مركباتها ذاتية القيادة بعد أن تسبَّب عدم قدرة إحدى السيارات على الانعطاف يسارًا في وقوع حادث في سان فرانسيسكو، أدى إلى إصابة شخصين.

نشر السيارات ذاتية القيادة

في عام 2017، أقر مجلس النواب الأميركي تشريعًا لتسريع نشر السيارات ذاتية القيادة ومنع الولايات من وضع معايير للأداء، لكن مشروع القانون لم يوافق عليه مجلس الشيوخ الأميركي قط.

وقالت الرابطة الأميركية للعدالة، في تصريحات لها خلال عام (2021): "إنها ستستمر في معارضة أي تشريع يعفي صناعة السيارات ذاتية القيادة من معايير السلامة الأساسية، ويسمح لشركات السيارات والتكنولوجيا بتجنّب المحاسبة".

وبينما لم تُمرر القوانين، صعّدت الإدارة العامة لسلامة المرور من تدقيق أنظمة مساعدة السائق المتقدمة وأنظمة المركبات المستقلة.

وخلال العام الماضي، وجهت الإدارة جميع مصنعي السيارات وشركات التكنولوجيا إلى الإبلاغ الفوري عن حوادث السيارات ذاتية القيادة.

وتُقدّر قيمة سوق السيارات الآلية بنحو 54 مليار دولار، وكشفت شركة "أودي" مؤخرًا عن خطط لإنفاق 16 مليار دولار على السيارات ذاتية القيادة بحلول عام 2023.

وعلى الرغم من محاولات نشر السيارات ذاتية القيادة، وجد استطلاع رأي أن نحو 43% من الأميركيين لا يشعرون بالراحة داخل هذه المركبات بسبب مخاوف السلامة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق