نفطأخبار النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيا

النفط الروسي يستعيد نفوذه في السوق الهندية وسط تقلص الخصومات

والخام الأميركي مجدٍ اقتصاديًا لنيودلهي

مي مجدي

طرأت العديد من التغيرات على أسواق النفط منذ أن غزت روسيا أوكرانيا، كان أبرزها ابتعاد الاتحاد الأوروبي عن النفط الروسي، وعثور موسكو على أسواق بديلة.

واستطاع الدب الروسي جذب الأسواق الآسيوية، وخاصة الصين والهند، بفضل الخصومات الضخمة على النفط الخام، إلّا أنه بدأ يستعيد نفوذه في ظل تفاقم الأوضاع بالسوق، حسب وكالة رويترز.

وفي هذا الصدد، قال نائب المدير العام لتجارة النفط الخام في شركة بهارات بتروليوم الهندية أميت بيوليكار، إن الخصومات على خام الأورال الروسي تقلّصت بحدّة بعدما وصلت إلى 36 دولارًا للبرميل عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأوضح أن الخصومات على خام الأورال الروسي المبيع على أساس التسليم على ظهر السفينة تراجعت للتراوح بين 13 و19 دولارًا للبرميل.

وجاءت تصريحات بيوليكار -التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة- على هامش مشاركته في مؤتمر آسيا والمحيط الهادئ للنفط، أو المعروف بـ"أبيك".

الاستفادة من الخصومات

رغم ندرة لجوء الهند إلى شراء النفط الروسي، باتت ثاني أكبر مستورد للخام بعد الصين منذ غزو موسكو لأوكرانيا في أواخر فبراير/شباط (2022).

مقر شركة بهارات بتروليوم في كولكات
مقرّ شركة بهارات بتروليوم في كولكاتا - الصورة من رويترز

وزعمت نيودلهي أن هناك دوافع اقتصادية أدت إلى شراء النفط الروسي، إذ تحاول السلطات كبح جماح معدلات التضخم.

وتشتري مصافي التكرير في الهند -ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم- أغلب درجات النفط الروسي، مستفيدة من الخصومات بعدما توقَّف بعض العملاء في الغرب عن شرائه.

ومع ذلك، تخلّت مصافي التكرير الهندية عن شحن خام إسبو الروسي خلال الشهر الجاري (سبتمبر/أيلول)، إذ أدى ارتفاع أسعار الشحن إلى زيادة تكلفة الخام.

ومن المقرر أن تؤدي الأسعار المرتفعة إلى تراجع الطلب الهندي، وتوجيه الإمدادات إلى الصين.

النفط الأميركي

قال نائب المدير العام لتجارة النفط الخام في شركة بهارات بتروليوم الهندية أميت بيوليكار -أيضًا-، إن مشتريات شركة بهارات بتروليوم من النفط الأميركي في ارتفاع مستمر لتحلّ محلّ الخام من غرب أفريقيا والبحر المتوسط.

وأوضح أن الخصم بين العقود الآجلة للخام الأميركي مقابل خام برنت، الذي ارتفع إلى أكثر من 7 دولارات للبرميل، جعل استيراد النفط الأميركي مجديًا اقتصاديًا للهند.

وتابع: "أسعار النفط الأميركي تتّسم بالديناميكية، وصناعة النفط الأميركية تتّسم بالمرونة، وهو بديل جيد لمصافي التكرير من حيث الجودة".

وأضاف أن شركة التكرير الهندية التي تديرها الدولة تستورد درجات أخفّ في الغالب، مثل خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند.

حدّ أقصى للأسعار

في غضون ذلك، تخطط مجموعة الـ7 لفرض سقف سعري على النفط الروسي.

وتجتهد شركات التكرير في جميع أنحاء آسيا وأوروبا -حاليًا- لمعرفة مدى جدوى تنفيذ القرار أو آلية تنفيذه، لا سيما أن موسكو لن تقبل بأيّ شكل من الأشكال هذه القرارات.

وتريد الشركات المزيد من التوضيحات بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستفرض أيّ عقوبات ثانوية على من يختار الاستمرار في شراء النفط الروسي.

وأشارت وزارة الخزانة الأميركية إلى أنها تريد ضمان استمرار تدفّق النفط الروسي في السوق، ومع ذلك ما تزال الشروط المتعلقة بالقرار غير واضحة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا الشأن، قال نائب المدير العام لتجارة النفط الخام في شركة بهارات بتروليوم الهندية أميت بيوليكار، إن آلية تنفيذ السقف السعري غير واضحة، لكن ثمة مسألة واضحة -حاليًا- وهي أن المصافي الهندية تتبع القوانين الدولية.

وتابع: "إذا لم تكن هناك عقوبات على تجارة النفط الروسي، فسنواصل الشراء بالتأكيد، خاصة أن توفير إمدادات أرخص ثمنًا يمثّل أولوية للهند".

ويوضح الرسم الآتي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- المصافي التي تشتري النفط الروسي:

رسم يوضح المصافي التي تشتري النفط الروسي

ماذا بعد ديسمبر/كانون الأول؟

أشار بيوليكار إلى أن شركات التكرير والتجّار الذين يتطلعون إلى شراء النفط الروسي بعد ديسمبر/كانون الأول (2022) سيجدون صعوبة في الوصول إلى خدمات التمويل والتأمين من مجموعة الـ7، لكن من المحتمل ظهور العديد من الخدمات التابعة لشركات روسية وهندية وصينية.

وعادةً ما تشتري مصافي التكرير الهندية الخام الروسي وخامات أخرى على أساس التسليم، وجميع الشحنات مؤمن عليها.

وأوضح بيوليكار أن المصافي لا تستطيع إجراء عمليات الشراء دون تأمين.

وأظهرت بيانات ريفينيتيف أن الهند شحنت مليوني طن من الخام الروسي خلال شهر سبتمبر/أيلول (2022)، مقابل 3.55 مليون طن في أغسطس/آب، بما في ذلك 585 ألفًا و90 طنًا من خام إسبو.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق