التقاريرتقارير الغازتقارير النفطروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةعاجلغازنفط

حرب أوكرانيا توجه أنظار أوروبا إلى النفط والغاز في أفريقيا (تحليل)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • ناميبيا وجنوب أفريقيا وأوغندا وكينيا وموزمبيق وتنزانيا تتوقع استثمارات مستقبلية في مشروعات الطاقة.
  • يمكن لأفريقيا تغطية نحو خُمس صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا بحلول عام 2030.
  • العقوبات الأوروبية على إمدادات النفط الروسية وانخفاض تدفقات الغاز تسببا في ارتفاع الأسعار.
  • اكتشافات النفط في ناميبيا يمكن أن تنتج 500 ألف برميل يوميًا.
  • يأتي أكثر من نصف إنتاج شركة إيني الإيطالية الرئيس للنفط من أفريقيا.

وجد قطاع النفط والغاز في أفريقيا، الذي كان مهملًا بسبب التكاليف وتداعيات مكافحة تغير المناخ، نفسه بين ليلة وضحاها، الأمل وطوق النجاة لدول أوروبا المتعطشة إلى تأمين احتياجاتها من الوقود، لتحل بديلًا عن الإمدادات الروسية الخاضعة للعقوبات جرّاء حرب أوكرانيا.

وقد تشهد الدول الأفريقية، التي لديها حاليًا إنتاج ضئيل من النفط والغاز أو التي ليس لديها أي إنتاج من النفط والغاز الطبيعي، استثمارات في مجال الطاقة في السنوات المقبلة؛ بما في ذلك ناميبيا وجنوب أفريقيا وأوغندا وكينيا وموزمبيق وتنزانيا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتدرس شركات الطاقة العالمية الكبرى استثمارات بقيمة إجمالية قدرها 100 مليار دولار في مشروعات النفط والغاز في أفريقيا، وفقًا لحسابات وكالة رويترز المستندة إلى تقديرات الشركات العامة والخاصة.

ويمكن أن توفر ناميبيا وحدها نحو نصف مليون برميل يوميًا من إنتاج النفط الجديد، بفضل الآبار الاستكشافية الواعدة التي شهدتها الأشهر الأخيرة، وفقًا لتقديرات غير منشورة لاثنتين من الشركات الاستشارية في قطاع النفط والغاز.

النفط والغاز في أفريقيا
عمال بأحد مشروعات النفط والغاز في أفريقيا

قدرات النفط والغاز في أفريقيا

يمكن لإمدادات النفط والغاز في أفريقيا مجتمعة أن تحل محل ما يصل إلى خُمس صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا بحلول عام 2030، بناءً على تقديرات وكالة الطاقة الدولية (آي إي إيه).

وأفادت الوكالة، ومقرها العاصمة الفرنسية باريس، بأن 30 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الأفريقي سنويًا يمكن أن تتدفق إلى أوروبا بحلول ذلك الوقت، حسب بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة استكشاف النفط الكندية إيكو أتلانتيك أويل آند غاز، جيل هولزمان، إنه بينما يسعى العالم لاستبدال كميات النفط والغاز الروسيين، تركز الصناعة الآن على الإنتاج المميز الذي تقدمه أفريقيا.

وأشار إلى أن هناك نشاطًا في أحواض نفطية قبالة ناميبيا وجنوب أفريقيا، قائلًا إن الشركات الكبرى تبني مراكز كبيرة وتقدم عطاءات تنافسية لتنقيب وتطوير وإنتاج النفط والغاز في أفريقيا.

وتمتلك شركة إيكو أتلانتيك أويل آند غاز تراخيص لاستكشاف النفط في نحو 30 ألف كيلومتر مربع قبالة سواحل ناميبيا.

إمدادات النفط الروسية

أدت العقوبات الأوروبية على إمدادات النفط الروسية وتراجُع تدفقات الغاز إلى ارتفاع الأسعار ووصول التضخم إلى مستويات قياسية في 40 عامًا في بعض البلدان، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

واقترب سعر خام برنت القياسي في مارس/آذار قرب أعلى مستوى له في 15 عامًا عند 139 دولارًا للبرميل.

وأشارت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير أصدرته في يونيو/حزيران، إلى أن الاستثمار في الطاقة الأفريقية لم يتعافَ من انخفاض أسعار النفط والغاز في 2014؛ ما يعكس الاهتمام بقدرة أفريقيا على تخفيف أزمة الإمدادات.

وأضافت الوكالة أن إنتاج النفط العالمي من المنتظر أن يرتفع بعد التعافي من الوباء، ومن المتوقع أن ينحسر في أواخر عشرينيات القرن الحالي.

وأبلغ المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، وكالة رويترز -في مقابلة في يونيو/حزيران- قائلًا: "نحن في منتصف أول أزمة طاقة عالمية حقيقية، وعلينا إيجاد حلول لتعويض خسارة النفط والغاز الروسيين".

علاوة على ذلك، أحدثت وكالة الطاقة الدولية صدمة لدى صناعة النفط العام الماضي، من خلال تصور غياب الاستثمار في مشروعات الوقود الأحفوري الجديدة من أجل تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.

وقال المديرون التنفيذيون والمسؤولون إن الشركات والدول التي تتطلع إلى استثمارات في قطاع النفط والغاز في أفريقيا تدرك أنه يجب عليها التحرك بسرعة للاستفادة من الاحتياطيات غير المستغلة.

ويتخوف هؤلاء من أن يؤدي التحول العالمي إلى تكنولوجيا منخفضة الكربون إلى جعل العديد من مشروعات الوقود الأحفوري غير قابلة للتطبيق، وسط زيادة الطلب المحلي على الوقود والطاقة.

مشروعات الغاز الجديدة في أفريقيا

في الشهر الماضي، وقّعت تنزانيا اتفاقية إطارية للغاز الطبيعي المسال مع شركة الطاقة النرويجية العملاقة إكوينور، وشركة النفط الأنجلو هولندية العملاقة شل التي تسرّع تطوير محطة تصدير بقيمة 30 مليار دولار.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة النفط الفرنسية العملاقة توتال إنرجي، باتريك بويان، خلال زيارة إلى عاصمة موزمبيق مابوتو، في يناير/كانون الثاني، إنه في حالة تحسن الوضع الأمني​​، تهدف الشركة إلى استئناف مشروع للغاز الطبيعي المسال بقيمة 20 مليار دولار هذا العام.

وأوضح بويان، في مايو/أيار، أن شركة توتال إنرجي بحاجة لتعويض انخفاض الإنتاج، وأنها فرضت عقوبات على الإمدادات الروسية، وتعمل على تسريع النشاط في ناميبيا، التي تُعَد منطقة نفطية واعدة.

وأشار الشريك لدى شركة المحاماة العالمية ماير براون، غونكالو فالكاو، إلى النشاط الملحوظ لمحاولة دفع مشروعات النفط والغاز في أفريقيا إلى الأمام.

وترى الشركة أن قيمة مشروعات الغاز في شرق أفريقيا تقدّر بعشرات مليارات الدولارات.

النفط والغاز في أفريقيا
منصة حفر بحرية في بئر الاستكشاف النفطية فينوس في ناميبيا

بئر فينوس في ناميبيا

بالنسبة لاكتشافات النفط الأفريقية الجديدة، لا يوجد مكان يلوح في الأفق أكبر من ناميبيا؛ فعلى الرغم من أنها لم تكن منتجة؛ فقد كانت لديها شركات كبرى تفحص البيانات الجغرافية وتستكشف مياهها لعقود حتى وجدت شركة شل العملاقة، في فبراير/شباط، إمدادات "مشجعة" من النفط الخفيف، وهو النوع المطلوب لإنتاج البنزين والديزل الشحيحين.

وبعد نحو شهرين من الأزمة الأوكرانية، ومع اقتراب أسعار النفط من مستويات قياسية، أطلقت شل بئرًا استكشافية في الموقع، لأول مرة في تاريخ الشركة الممتد لما يقرب من 150 عامًا وفقًا، لمصدرين في الصناعة، طلبا عدم نشر اسميهما مع استمرار الاستكشاف.

وأعلنت شركة شل أن التقدم السريع جاء بعد النتائج "الواعدة" للبئر الأولى، لكنها حذرت -في بيان لرويترز- من أنها، بسبب التزاماتها المناخية، ستقدم فقط المشروعات "ذات المسار الموثوق نحو التنمية المبكرة، أو المشروعات القادرة على المنافسة في سيناريوهات السعر المنخفض والمرتفع".

بدورها، أكملت شركة توتال إنرجي بئر استكشاف في منطقة فينوس القريبة، في مارس/آذار، ووصفتها بأنها "كبيرة"، اعتمادًا على تقييم بئر أكثر تقدمًا في الربع الثالث.

وبالنسبة لناميبيا، قالت توتال إنرجي إنه "لا يزال يتعين عليها تحديد ما إذا كانت الكميات قابلة للاستغلال تجاريًا، مشيرة إلى أن الاستثمارات تظل ضرورية لتلبية الطلب".

وقدر مسؤول كبير في شركة شل أن تطوير مربّعي استكشاف الشركتين يتطلب نحو 11 مليار دولار.

علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي الاكتشافات إلى إنتاج نفطي يبلغ نحو نصف مليون برميل يوميًا، وفقًا لتوقعات شركة البيانات آي إتش إس ماركت، وتقديرات شركة استشارات الموارد الطبيعية وود ماكنزي. وحذرت الشركتان من أن التوقعات كانت أولية.

وقالت مفوضة النفط في وزارة المناجم والطاقة في ناميبيا، ماغي شينو، إن الوقت ربما ينفد مع اقتراب التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة، وألمحت إلى احتمال أن تكون ناميبيا آخر عملاق أفريقي".

وأضافت أن المزيد من الشركات تتطلع حاليًا إلى الاستثمار في ناميبيا في البحث عن الهيدروكربونات، وتوقعت بدء الإنتاج من مشروع شل بحلول عام 2026.

أنظار أوروبا وشركات الطاقة

بذلت الحكومات الأوروبية وشركات الطاقة الكبرى مثل توتال وشل وإيني جهودًا حثيثة ومشتركة لوضع منطقة شمال أفريقيا العربية ومجموعة من الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى على خريطة الطاقة، بحسب تحليل نشرته وكالة رويترز في 22 يوليو/تموز الجاري.

ويبدو أن تعطش أوروبا المتجدد للغاز سيساعد في دفع الإنتاج الأفريقي إلى ذروة إنتاج تقارب 500 مليار متر مكعب بحلول أواخر 2030، وفقًا لشركة أبحاث واستشارات الطاقة ريستاد إنرجي، ارتفاعًا من 260 مليار متر مكعب في عام 2022.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تكون ذروة إنتاج الغاز الطبيعي في "سيناريو أفريقيا المستدامة" أقل من 300 مليار متر مكعب في عام 2024.

النفط والغاز في أفريقيا
عامل بأحد مشروعات النفط والغاز في أفريقيا

وتتوقع أن يبلغ إنتاج النفط ذروته هذا العقد عند نحو 6 ملايين برميل يوميًا من النفط في عام 2022، انخفاضًا من أكثر من 10 ملايين في عام 2010؛ ما يشير إلى عمر أطول لمشروعات الغاز من النفط.

في المقابل، يأتي أكثر من نصف إنتاج شركة إيني الإيطالية الرئيس للنفط من أفريقيا، وكان أكثر من نصف استثماراتها في السنوات الـ4 الماضية هناك.

وتضافرت مساعي الشركة لزيادة الإنتاج هناك منذ ارتفاع أسعار النفط الذي أثارته حرب أوكرانيا.

علاوة على ذلك، سافر الرئيس التنفيذي لشركة إيني، كلاوديو ديسكالزي، مع وفود حكومية رفيعة إلى الجزائر والغابون وأنغولا في أبريل/نيسان، ووقعوا اتفاقيات لتعزيز الصادرات إلى أوروبا.

بدورها، كثّفت ألمانيا، أكبر مستورد للغاز في أوروبا، جهودها للتودد للسنغال بزيارة دولة أجراها المستشار الألماني أولاف شولتس في مايو/أيار، وعرضت المساعدة في استغلال موارد الغاز الهائلة، على الرغم من عدم الاتفاق على أي مشروع ملموس.

وقال وزير البترول والمناجم والطاقة في موريتانيا -التي تشترك في حقل غاز طبيعي شاسع مع السنغال المجاورة، من المقرر أن يُشَغَّل في العام المقبل- عبد السلام ولد محمد صلاح: "إن أول ما يمكن أن تفعله ألمانيا وأوروبا هو شراء غازنا".

ورحّب بالاهتمام المتزايد من جانب الدول والشركات الأوروبية في تطوير موارد البلاد، وهو ما يصب في المصلحة المشتركة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ممتاز التقرير لكن افادتنا بالرسم البياني لتطور إنتاج النفط في افريقيا وسبل الاستثمار فيه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق