التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الطاقة النوويةتقارير الغازتقارير الكهرباءتقارير دوريةروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةطاقة نوويةعاجلغازكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

أزمة الكهرباء في أوروبا قد تنفجر سريعًا مع نقص إمدادات الطاقة (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • أزمة الكهرباء في أوروبا قد تحدث أسرع من المتوقع
  • نقص إمدادات الغاز يؤثّر بأسعار الكهرباء في أوروبا
  • الكهرباء في أوروبا تتضرر من ارتفاع أسعار الفحم
  • إغلاق محطات الطاقة النووية يفاقم أزمة الكهرباء في أوروبا
  • مشروعات الطاقة المتجددة في أوروبا تواجه حالة من عدم اليقين

يُهدد نقص إمدادات الطاقة عالميًا بمعاناة قطاع الكهرباء في أوروبا من أزمة طاحنة خلال الشتاء المقبل، على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها القارّة على جانبي العرض والطلب.

وتتوقع شركة أبحاث الطاقة، ريستاد إنرجي، في تقرير صادر أمس الإثنين (18 يوليو/تموز)، أن تعاني أوروبا من أزمة كهرباء في وقت مبكر عن المتوقع سابقًا؛ نظرًا لأن خيارات سدّ العجز المتعلقة بالغاز والفحم والطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة محدودة للغاية ومكلفة.

وفي أبريل/نيسان من العام الجاري (2022)، توقعت ريستاد إنرجي أن يكون الشتاء المقبل عصيبًا للمستهلكين والحكومات الأوروبية، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن أزمة الكهرباء في أوروبا ستكون أكثر صعوبة، خاصة في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بإمدادات الغاز.

ومع تقلبات إمدادات الغاز، ارتفعت أسعار الكهرباء في أوروبا إلى مستوى قياسي بلغ 530 يورو (542.51 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، قبل أن تستقر بالقرب من 180 يورو (184.25 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة.

ورغم ذلك، تسببت حالة عدم اليقين الأخيرة التي أحاطت بصادرات الغاز الروسي إلى أوروبا في ارتفاع الأسعار مجددًا إلى 278 يورو (284.56 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، بحسب التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

إمدادات الغاز في أوروبا

ترغب أوروبا في تقليل الاعتماد على الغاز الروسي، لكن الخيارات محدودة حتى الآن، بل هناك حالة من عدم اليقين بشأن الإمدادات من الأسواق الأخرى.

وتجلّى ذلك في الأسابيع الأخيرة؛ إذ تلقّت سوق الغاز الأوروبية ضربة مزدوجة مع توقّف محطة فريبورت للغاز الطبيعي المسال الأميركية عن العمل لمدة 90 يومًا على الأقلّ، قبل زيادة الإنتاج تدريجيًا بحلول نهاية 2022، ما يعني نقص 2.5% من إمدادات الغاز في أوروبا.

وكانت الضربة الأكبر عندما خفضت شركة غازبروم الروسية، في يونيو/حزيران الماضي، صادرات الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 من 167 إلى 67 مليون متر مكعب يوميًا، مرجعةً السبب إلى تأخّر إعادة توربينات الغاز، التي كانت شركة سيمنس الألمانية تعيد إصلاحها في كندا، ما أدّى إلى تعطل 7.5% أخرى من إمدادات الغاز في أوروبا.

وفي مواجهة نقص الغاز، الذي يؤثّر مباشرة بإمدادات الكهرباء في أوروبا، تعمل محطات الغاز الطبيعي المسال بكامل طاقتها، وتعزز النرويج وأذربيجان والجزائر صادراتها إلى القارّة العجوز بقدر المستطاع، لكن جميعها خيارات غير كافية أمام نقص إمدادات الغاز الروسي.

الغاز الروسي

وترى ريستاد إنرجي أن التغيير الرئيس الوحيد الذي سيعزز إمدادات الغاز الأوروبية هو اتجاه هولندا إلى زيادة إنتاج حقل غرونينغن الذي تخطط هولندا إلى إغلاقه تدريجيًا، بسبب نشاط الزلازل.

ويُعَدّ غرونيغن أكبر حقل للغاز في أوروبا، إذ يبلغ إنتاجه 55 مليار متر مكعب سنويًا، وهو ما يعادل إمدادات خط أنابيب الغاز نورد ستريم1.

ورغم خفض إنتاجه تدريجيًا، ما يزال الحقل قادرًا على تعزيز الإمدادات بنحو 20 مليار متر مكعب سريعًا، إذا رغبت هولندا في ذلك، ما قد يعوض جزءًا كبيرًا جراء النقص الحالي من جانب روسيا.

ودعت وكالة الطاقة الدولية في تحذير شديد اللهجة على لسان مديرها، فاتح بيرول، إلى تقليل الطلب على الغاز بشكل كبير لتفادي أزمة كبرى في أوروبا خلال الشتاء المقبل.

ارتفاع أسعار الفحم

بالطبع، تتفاقم أزمة الكهرباء في أوروبا بارتفاع أسعار الفحم، خاصةً مع حظر الفحم الروسي بداية من أغسطس/آب المقبل، والعودة إلى الوقود الأسود من قبل العديد من الدول الأوروبية، لمواجهة نقص الغاز الروسي.

وارتفع سعر الفحم الحراري إيه بي آي تو (API 2) -هو المعيار الرئيس لاستيراد الفحم في أوروبا- إلى 377 دولارًا للطن، بزيادة 250 دولارًا للطن تقريبًا منذ بداية 2022.

صادرات روسيا من الفحم

وتمتلك ألمانيا أكبر أسطول لتوليد الكهرباء من الفحم في أوروبا، وتسعى حاليًا لتعزيز محطات الفحم، مع إعطاء أمن الطاقة على المدى القريب الأولوية عن الأهداف البيئية طويلة الأجل، التي تقتضي التخلص التدريجي من السعة المركبة بحلول عام 2028.

وتسعى الحكومة الألمانية حاليًا لإعادة تشغيل 10 غيغاواط من محطات الكهرباء المتوقفة العاملة بالفحم حتى مارس/آذار 2024، لذلك من المحتمل أن يؤدي تمديد عمر هذه المصانع إلى حاجة ألمانيا لاستيراد المزيد من الفحم.

ومع معاناة السوق العالمية من نقص المعروض، فمن المؤكد أن الطلب الإضافي من إعادة تشغيل محطات الفحم الألمانية سيدفع أسعار الفحم المستورد -تعتمد غالبًا على الفحم الحراري- إلى مستويات مرتفعة جديدة، بحسب التقرير، الذي نقلته وحدة أبحاث الطاقة.

وما يزيد من أزمة الكهرباء في أوروبا أن المورّدين الآخرين للفحم الحراري إلى أوروبا، مثل كولومبيا وأستراليا وجنوب أفريقيا، يواجهون اضطرابات في زيادة الصادرات.

وتواجه زيادة صادرات الفحم من جنوب أفريقيا إلى أوروبا عقبة تتمثل في محطة ريتشاردز باي للفحم، التي تكافح للعمل؛ بسبب اضطرابات التسليم في نظام النقل بالسكك الحديدية الذي تديره شركة ترانس نت الحكومية.

فضلًا عن ذلك، فإن صادرات الفحم الكولومبية محدودة؛ بسبب قيود إنتاج المناجم، في حين يُعدّ الفحم الأسترالي مكلفًا للغاية، ما يعني أن هناك القليل من الفحم الدولي المتاح للتسليم الفوري.

الطاقة النووية في أوروبا

لا تعمل محطات الطاقة النووية الأوروبية بطاقتها الكاملة في الوقت الحالي، ويواجه العديد منها عمليات إغلاق أو تخفيضات للسعة، ما يزيد احتمالات أزمة الكهرباء في أوروبا.

ويُتوقع أن يبلغ متوسط ​​معامل سعة محطات الطاقة النووية الأوروبية 69% حتى عام 2022، أي أقلّ من المتوسط ​​العالمي البالغ 76%، بحسب التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المقرر إغلاق 7 محطات طاقة نووية في أوروبا من الآن وحتى نهاية الشتاء المقبل، بسعة إجمالية 7.03 غيغاواط.

ومن غير المحتمل أن تقرر الدول الأوروبية عكس أو تمديد عمليات إغلاق أيّ من هذه المحطات، ولكن ما يزال من الممكن إبقاؤها قيد التشغيل، خاصة مع إدراج الطاقة النووية في تصنيف التمويل المستدام، بحسب التقرير.

الطاقة المتجددة

أضافت أوروبا 16 غيغاواط من سعة الطاقة المتجددة إلى مزيج الكهرباء خلال النصف الأول من عام 2022، مع توقعات إضافة 40 غيغاواط أخرى بحلول الربع الثاني من عام 2023.

وهذا يعني أن إجمالي الطاقة المتجددة المركبة في أوروبا يمكن أن يصل إلى 522 غيغاواط بحلول الربع الثاني من عام 2023، بما يغطي 22% من إجمالي توليد الكهرباء في أوروبا.

وعلى الرغم من الاضطرابات الحالية في سلاسل التوريد وأزمة أسعار السلع الأساسية، يجب إضافة 13.6 غيغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية على نطاق المرافق و15.5 غيغاواط من سعة طاقة الرياح البرية إلى الشبكة خلال الأشهر الـ12 المقبلة.

الطاقة المتجددة

ومن المتوقع أن تؤدي مشروعات الرياح البحرية دورًا في استبدال الغاز الروسي، مع توقعات تركيب سعة جديدة قدرها 7.8 غيغاواط في أوروبا، وفق ريستاد إنرجي.

وفي غضون ذلك، سيكون تعزيز سعة تخزين البطاريات أمرًا ضروريًا لتحقيق أقصى استفادة من محطات الطاقة المتجددة.

ورغم ذلك، فإن العقبة الرئيسة، التي تقف أمام تعزيز الطاقة المتجددة لمواجهة أزمة الكهرباء في أوروبا، هي قضايا التصاريح التي تمنحها الحكومات الأوروبية للمشروعات الجديدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق