التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةعاجلغازوحدة أبحاث الطاقة

الاستغناء عن الغاز الروسي.. صعوبات كبيرة أمام خطط أوروبا (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • نقص الإمدادات الروسية يخاطر بتقلبات كبيرة في أسعار الغاز
  • الغاز الروسي يمثّل 52% من واردات أوروبا في 2021
  • الإمدادات من خارج روسيا غير كافية لتعويض الغاز الروسي
  • عقبات كبيرة تواجه الاعتماد على الغاز المسال بدلًا من الغاز الروسي
  • قدرة استيراد دول الاتحاد الأوروبي ليست كافية لتعزيز الإمدادات

عجّلت الحرب الروسية الأوكرانية من خطط أوروبا للاستغناء عن الغاز الروسي، لكن يبدو أن الأمر سيكون صعبًا للغاية بالنسبة إلى القارّة العجوز.

ومن الواضح أن الزيادات المحدودة في الإنتاج المحلي وواردات خطوط الأنابيب الأخرى لن تكون قادرة على تعويض تدفقات الغاز الروسي، والتي بلغت 155 مليار متر مكعب عام 2021.

وحتى الغاز المسال، الذي قد يُنظر إليه على أنه المنقذ لأوروبا، فإن القارّة ستواجه عقبات كبيرة لتنافس على الكميات المتاحة؛ لذلك، فإن تعزيز الطاقة المتجددة يجب أن يؤدي دورًا مهمًا لتقليل الاعتماد على الواردات.

ويوضح تقرير صادر مؤخرًا عن بنك الاستثمار الهولندي، آي إن جي، العقبات التي تقف أمام أوروبا لتعويض إمدادات الغاز الروسي حال تعطّلها تمامًا.

الأسعار تعكس مخاوف نقص المعروض

عكست حركة الأسعار في سوق الغاز الأوروبية العام الماضي مخاوف شديدة بشأن نقص الإمدادات، بعدما تراجعت تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا في 2021، ودفعت المخزونات الأوروبية إلى مستويات قياسية منخفضة.

وتراجعت الواردات الأوروبية من الغاز الروسي إلى 10.7 مليار قدم مكعبة يوميًا العام الماضي، مقارنة مع 11.8 و14.1 مليار قدم مكعبة يوميًا، في عامي 2020 و2019 على التوالي، حسبما نقلت إدارة معلومات الطاقة الأميركية عن بيانات ريفينتيف أيكون.

ومع الحرب الروسية الأوكرانية، تزايدت المخاوف بشأن عدم اليقين حول ردّ فعل روسيا على العقوبات الأوروبية وتعليق الموافقة على خط أنابيب نورد ستريم 2.

ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار الغاز -وفق مؤشر تي تي في الهولندي- إلى مستويات قياسية عند 345 يورو (376 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة مؤخرًا، بزيادة 400% هذا العام فقط.

وهذا الأمر يؤكد أن ابتعاد أوروبا عن الغاز الروسي يهدد بتقلبات كبيرة في أسعار الغاز الطبيعي.

الاعتماد الكبير على الغاز الروسي

انخفض إنتاج الغاز الأوروبي في السنوات الماضية، مدفوعًا بتراجع الإنتاج من حقل غرونينغن الهولندي -أكبر حقل للغاز في أوروبا- واتجاه هولندا إلى إغلاقه، بسبب نشاط الزلازل.

وهذا فضلًا عن السياسات الخضراء التي أثّرت في استثمارات الغاز، ليبلغ إنتاج الغاز الأوروبي، بما في ذلك النرويج والمملكة المتحدة، 214 مليار متر مكعب في عام 2021.

وأدّى الهبوط في الإنتاج المحلي إلى تزايد الاعتماد على الواردات لتلبية الطلب، الذي بلغ 524 مليار متر مكعب العام الماضي، وهذا يعني أنه يجب تلبية ما يقرب من 60% من الطلب الأوروبي عن طريق الواردات.

وهنا تزايد الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي، ليُشكّل 52% من الواردات الأوروبية البالغة 296 مليار متر مكعب العام الماضي.

كما إن الزيادة المحتملة لإنتاج الغاز الأوروبي محدودة؛ إذ يتوقع آي إن جي نموه في النرويج والمملكة المتحدة وهولندا بمقدار 14 مليار متر مكعب هذا العام.

صادرات روسيا من الغاز الطبيعي

الواردات من خارج روسيا ليست كبيرة

أحد أسباب القلق -أيضًا- من الاستغناء عن الغاز الروسي هو الزيادات الهامشية في تدفّقات خطوط الأنابيب غير الروسية إلى أوروبا.

ويتوقع بنك آي إن جي زيادات محتملة تبلغ ملياري متر مكعب فقط من كل من الجزائر وأذربيجان.

ومع ذلك، فإن زيادة المعروض من الجزائر أمر مشكوك فيه؛ بسبب تزايد الطلب المحلي.

وترى وكالة الطاقة الدولية أن إمدادات الغاز من الإنتاج داخل الاتحاد الأوروبي وواردات خطوط الأنابيب غير الروسية، بما في ذلك من أذربيجان والنرويج، يمكن أن تزيد خلال العام المقبل بما يصل إلى 10 مليارات متر مكعب، بحدّ أقصى.

ويُقدّر بنك الاستثمار الهولندي أن أوروبا ستكون قادرة على تلبية 55% فقط من تدفقات خطوط الأنابيب الروسية، مع الأخذ في الاعتبار زيادة الإنتاج المحلي والواردات من خطوط الأنابيب غير الروسية.

التحول إلى الغاز المسال ليس سهلًا

مع الارتفاع الهامشي في الإنتاج المحلي وواردات الغاز من الخطوط الأنابيب غير الروسية، تلجأ أوروبا بشكل كبير إلى سوق الغاز الطبيعي المسال، لكن الأمر لن يكون سهلًا في سوق عُرضة لتقلّبات الأسعار.

كما إنه من الصعب أن تتجه جميع السعة الاحتياطية للغاز المسال المُقدّرة بنحو 125 مليار متر مكعب حاليًا، إلى أوروبا، لسدّ عجز الغاز الروسي، في ظل التنافس القوي مع آسيا، حول جذب المزيد من الإمدادات، بحسب التقرير.

هذا، بالإضافة إلى أن 70% من تجارة الغاز المسال تكون بموجب عقود طويلة الأجل، وهذا يقلل بالطبع الكمية المتاحة التي يمكن لأوروبا أن تستوردها.

وفضلًا عن كل ذلك، فإنه من غير المحتمل أن يشقّ الغاز المسال الروسي طريقه إلى أوروبا -يُشكّل 20% من إجمالي واردات القارّة- حال توقُّف تدفقات خطوط الأنابيب الروسية، للأسباب المتعلقة بالحرب في أوكرانيا.

ومع هذه العقبات، تتجه الأنظار إلى إمدادات الغاز المسال الأميركي، لتكون هى المفتاح أمام أوروبا لتعزيز الإمدادات، وبالفعل أدت الولايات المتحدة دورًا رئيسًا في ذلك خلال الأشهر الأخيرة.

وارتفعت صادرات الغاز المسال الأميركية لأوروبا إلى 7.4 مليون طن (10 مليارات متر مكعب) في يناير/كانون الثاني 2022، لتمثّل ما يقرب من 75% من إجمالي الواردات الأوروبية.

ومن المرجح أن تستمر الولايات المتحدة في زيادة الصادرات إلى أوروبا في ظل الظروف الحالية مع زيادة القدرة الإنتاجية الجديدة؛ إذ من المتوقع أن تكون أميركا صاحبة أكبر سعة للغاز المسال في العالم، والمرجح أن تصل إلى 118.1 مليار متر مكعب بحلول نهاية عام 2022.

أزمة غزو أوكرانيا

قدرة الاستيراد الأوروبية مشكلة أكبر

حتى إذا عوّضت أوروبا نقص الغاز الروسي، بإمدادات الغاز المسال، فإنها ستكون أمام مشكلة أخرى تتعلق بالسعة المحدودة لعملية التغويز -إعادة تحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي-.

وتبلغ قدرة التغويز في أوروبا (باستثناء تركيا) 204 مليارات متر مكعب، وبلغ معدل استغلال القدرة 47% العام الماضي، ومع ارتفاع هذا المعدل في الأشهر الأخيرة، وسط زيادة واردات الغاز المسال، ستكون السعة الفائضة محدودة للسماح بزيادة أكبر للواردات، وفق آي إن جي.

وفضلًا عن ذلك، فإن الجزء الأكبر من الطاقة الإنتاجية الفائضة للتغويز موجود في إسبانيا، التي ليست متصلة بشكل قوي بالبنية التحتية لخطوط الأنابيب في بقية أوروبا، لذلك فإنها لن تفعل الكثير لتقليل العجز في أماكن أخرى داخل أوروبا.

وباستثناء إسبانيا، فإن أوروبا سيكون لديها 68 مليار متر مكعب من فقط من سعة التغويز المتاحة، بحسب التقرير.

وفي أفضل السيناريوهات، يمكن لأوروبا أن تزيد وارداتها من الغاز المسال بمقدار 68 مليار متر مكعب عن مستويات عام 2021.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق