التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةعاجلغازوحدة أبحاث الطاقة

أزمة غزو أوكرانيا.. كيف تخطط أوروبا للابتعاد عن إمدادات الطاقة الروسية؟

وأميركا تظهر باعتبارها موردًا موثوقًا للغاز إلى أوروبا

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • روسيا تؤدي دورًا مهمًا في إمدادات الطاقة العالمية
  • الاستغناء عن الطاقة الروسية في أوروبا لن يكون سهلًا
  • حكومات أوروبا تلجأ إلى الطاقة النووية والطاقة المتجددة بديلًا
  • الغاز المسال الأميركي مورد موثوق لأوروبا بعيدًا عن الغاز الروسي
  • خطة النقاط الـ10 تهدف إلى تقليل اعتماد أوروبا عن الغاز الروسي

رغم غزو أوكرانيا، لا يستطيع العالم -خاصة أوروبا- الاستغناء عن واردات الطاقة من روسيا، على الأقل في المستقبل القريب، ولكن الأزمة أظهرت دافعًا كبيرًا للبحث عن البدائل.

وعلى الرغم من أن تأثير عقوبات الغرب في واردات الطاقة الروسية على المدى القصير ضئيل، فإن على المدى المتوسط والطويل قد تتسبب أزمة روسيا وأوكرانيا في حدوث تحول جوهري في علاقات تجارة الطاقة الروسية مع بقية العالم، خاصة مع أوروبا الغربية، بحسب رؤية المحلل لدى شركة الأبحاث وود ماكنزي، إد كروكس.

ومع الدور المهم الذي تؤديه روسيا في أسواق الطاقة الدولية، لن يكون إيجاد البدائل سريعًا ولا سهلًا، لكن الحكومات الغربية على الأقل تفكر بجدية في كيفية القيام بذلك وسط استمرار أزمة غزو أوكرانيا.

وبدأت أوروبا دراسة تحول بعيد المدى عن الاعتماد على واردات الطاقة الروسية ونحو مصادر أخرى، بما في ذلك الغاز المسال ومصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية.

أهمية روسيا في سوق الطاقة

أعلنت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا حزمة من العقوبات المالية تهدف إلى عزل روسيا عن النظام المالي الدولي، بعد غزو أوكرانيا، ومع ذلك، فإن التأثير المباشر في مبيعات النفط والغاز لن يكون كبيرًا، بحسب وود ماكنزي.

وتؤدي روسيا دورًا مهمًا في إمدادات الطاقة العالمية، بصفتها ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، وواحدة من أكبر 3 منتجين للنفط الخام، إلى جانب الولايات المتحدة والسعودية.

كما تُعد روسيا أكبر مصدّر للخام؛ إذ تمثل صادراتها البالغة 5 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام ما يقرب من 12% من التجارة العالمية، كما يُشكل 2.85 مليون برميل يوميًا من المنتجات النفطية 15% من تجارة المنتجات المكررة حول العالم، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

ونظرًا إلى اعتمادها الكبير على واردات الطاقة الروسية، فإن الوضع أكثر خصوصية بالنسبة إلى أوروبا؛ إذ يأتي 35% من واردات الغاز الطبيعي وربع وارداتها النفطية من موسكو.

وفي عام 2021، استورد الاتحاد الأوروبي 140 مليار متر مكعب من الغاز عبر خطوط الأنابيب من روسيا طوال العام بأكمله، فضلًا عن 15 مليار متر مكعب من الغاز المسال، وفق وكالة الطاقة الدولية.

وحذر محللو وود ماكنزي الأسبوع الماضي من أنه إذا فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات أوقفت تدفق الغاز الروسي على الفور، فقد يؤدي ذلك بحلول الشتاء المقبل إلى نقص الإمدادات وإغلاق المصانع وارتفاع الأسعار وفي النهاية ركود عالمي.

قطاع الطاقة الروسي

خطط أوروبا

بعد أزمة غزو أوكرانيا، بدأت حكومات أوروبا تهدف إلى اتخاذ خطوات من شأنها أن تقلل بمرور الوقت من اعتمادها على واردات الطاقة من روسيا.

وأعلن المستشار الألماني، أولاف شولتس، أن حكومته ستسرع بناء محطتين جديدتين لاستيراد الغاز المسال وتعزيز مخزونات الغاز في البلاد.

وتهدف ألمانيا إلى تنويع واردات الغاز، في الوقت الذي تستمر في إغلاق المحطات النووية وتهدف إلى التخلص من محطات الكهرباء العاملة بالفحم بحلول 2030.

وفي غضون ذلك، تراهن فرنسا، كعادتها، على الطاقة النووية بصفتها وسيلة لتعزيز أمن الطاقة مع خفض الانبعاثات؛ إذ يُوفر هذا المصدر أكثر من 70% من احتياجات البلاد من الكهرباء، وهي أعلى نسبة في العالم.

وأعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مؤخرًا نهضة للصناعة النووية في البلاد، مع التخطيط لبناء ما يصل إلى 14 مفاعلًا جديدًا بحلول عام 2050.

ومع أزمة أوكرانيا جراء التصعيد الروسي، طرحت وزيرة خارجية المملكة المتحدة، ليز تروس، فكرة وضع حد بمرور الوقت لكمية النفط والغاز التي تستوردها اقتصادات مجموعة السبع من روسيا.

وفي علامة أخرى على فك روابط الطاقة بين روسيا والغرب، أعلنت شركة بي بي البريطانية تخارجها من حصتها البالغة 19.75% في روسنفط الروسية.

الغاز المسال الأميركي

مع الطفرة التي تشهدها الولايات المتحدة في صادرات الغاز الطبيعي المسال، تظهر أميركا موردًا موثوقًا للغاز إلى أوروبا بدلًا من الغاز الروسي، في المدة الأخيرة، ليس بعد غزو أوكرانيا فقط.

وبدأ ذلك يتضح، إذ وفّرت الولايات المتحدة نحو 26% من احتياجات أوروبا من الغاز المسال خلال 2021، وأكثر من نصف الواردات الأوروبية في يناير/كانون الثاني 2022، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وتمتلك الولايات المتحدة موارد الغاز والبنية التحتية وقدرات البناء لتحقيق زيادة كبيرة في صادرات الغاز المسال بسرعة، إذ إنها بصدد أن تصبح أكبر مصدر للغاز المسال عالميًا العام الجاري.

وتبلغ قدرة مشروعات الغاز المسال الأميركية المقترحة 160 مليون طن سنويًا، ولديها تصاريح البناء والتصدير، بحسب وود ماكنزي.

ومن هذا المنطلق، يمكن أن تقدم الولايات المتحدة إسهامًا كبيرًا في تقليل اعتماد أوروبا على الغاز الروسي في غضون سنوات قليلة، خاصة أنها أصبحت ثالث أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم بعد أستراليا وقطر خلال 4 سنوات فقط.

الغاز المسال

خطة وكالة الطاقة

بهدف تقليل الاعتماد على واردات الغاز الطبيعي الروسي، عقب أزمة غزو أوكرانيا، كشفت وكالة الطاقة الدولية النقاب عن خطة من 10 محاور رئيسة، يمكن أوروبا الاعتماد عليها حتى لا تكون غالبية احتياجاتها في قبضة يد روسيا.

وتعتمد هذه الخطة، أولًا، على عدم توقيع أي عقود جديدة لتوريد الغاز مع روسيا، وثانيًا، الاعتماد على مصادر بديلة للغاز الروسي من أذربيجان والنرويج والغاز المسال الأميركي على سبيل المثال.

وثالثًا، وضع مستوى أدنى لتخزين الغاز؛ ما يعزز من مرونة الإمدادات بحلول الشتاء المقبل، أما النقطة الرابعة فهي تسريع نشر مشروعات الطاقة المتجددة هذا العام، ما يقلل من استخدام الغاز بمقدار 6 مليارات متر مكعب.

وخامسًا، تعزيز حصة الطاقة الحيوية والطاقة النووية في توليد الكهرباء، ما سيقلل من استخدام الغاز بمقدار 13 مليار متر مكعب في غضون عام، سادسًا، وضع تدابير ضريبية قصيرة الأجل، لحماية مستهلكي الكهرباء من ارتفاع الأسعار.

وأما المحور السابع فيتضمن استبدال مضخات حرارية بأجهزة التدفئة العاملة بالغاز الطبيعي، فضلًا عن تسريع تحسين كفاءة الطاقة في المباني والصناعة، وهو ما تشير إليه النقطة الثامنة.

وفي النقطتين التاسعة والعاشرة، تدعو وكالة الطاقة إلى تشجيع المستهلكين على الخفض المؤقت لنظام مشغل التدفئة بمقدار درجة مئوية، وتكثيف الجهود لتنويع مصادر مرونة أنظمة الكهرباء.

ومن شأن تنفيذ هذه الخطة أن يجعل أوروبا تستغني عن أكثر من 50 مليار متر مكعب من الغاز الروسي في غضون عام واحد، بحسب وكالة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق