التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

نقص إمدادات الغاز الروسي تضع اليابان في ورطة.. بدائل محدودة لتجنب الأزمة

أمل نبيل

اقرأ في هذا المقال

  • روسيا تحكم سيطرتها على حقل سخالين 2 وتهدد الإمدادات اليابانية
  • طوكيو تستورد 10% من الغاز الطبيعي المسال من موسكو سنويًا
  • نقص الغاز الروسي يجبر اليابان على الشراء من السوق الفورية بأسعار أغلى بكثير
  • الفحم والطاقة النووية خياران متاحان لتعويض الغاز الطبيعي المسال الروسي
  • تحتاج اليابان إلى عقود جديدة طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال
  • يجب أن تستثمر طوكيو في مشروعات الطاقة المتجددة مثل الهيدروجين والأمونيا

قد تواجه اليابان واحدة من أسوأ أزمات الطاقة في تاريخها، إذا انقطعت إمدادات الغاز الروسي من حقل سخالين 2 عن طوكيو، مع تصاعد حدة التوترات بينها وبين موسكو، في وقت يشهد فيه المعروض العالمي عجزًا مع ارتفاعات قياسية في الأسعار الفورية.

الأسبوع الماضي، أحكمت روسيا سيطرتها الكاملة على مشروع "سخالين 2" للنفط والغاز، في أقصى شرق البلاد، إذ تمتلك شل والمستثمرون اليابانيون أقل من 50% من أسهم الحقل.

ووقّع الرئيس فلاديمير بوتين، يوم الخميس 30 يونيو/حزيران الماضي، مرسومًا بنقل حقوق مشروع حقل الغاز الطبيعي المسال، إلى شركة روسية جديدة تتولى جميع حقوق شركة سخالين إنرجي للاستثمار والتزاماتها، بحسب تقارير رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.

أهمية الغاز الروسي لليابان

على الرغم من تصريحات موسكو بأنها لا ترى سببًا لوقف شحنات سخالين 2، فإن هذه الخُطوة تهدد بزعزعة سوق الغاز الطبيعي المسال التي تئن.

وتستورد اليابان 10% من الغاز الطبيعي المسال كل عام من روسيا، من حقل سخالين 2، بموجب عقد طويل الأجل، بحسب رويترز.

ويقع مشروع سخالين 2 قبالة الساحل الشمالي الشرقي لروسيا، وينتج نحو 11.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا تمثّل نحو 4% من السوق العالمية، ويصَدَّر إنتاجه إلى الأسواق الرئيسة، بما في ذلك الصين واليابان وكوريا الجنوبية.

الغاز الروسي
ناقلة للغاز الطبيعي المسال

وتماشيًا مع العقوبات الاقتصادية الشاملة التي فرضتها مجموعة دول السبع على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، قررت اليابان تقليل اعتمادها على الطاقة الروسية، خاصة النفط والفحم، لكنها تواصل شراء الغاز الطبيعي المسال، وسط ارتفاع الأسعار الفورية، إذ تسعى أوروبا إلى تعظيم وارداتها من الغاز المسال.

ويمثّل الغاز الطبيعي المسال 24% من مزيج الطاقة الأولية في اليابان و239% من مزيج الكهرباء.

واستوردت طوكيو -ثاني أكبر مشترٍ للغاز الطبيعي المسال في العالم بعد بكين- 74.32 مليون طن من الوقود المبرد في عام 2021، منها 6.57 مليون طن من روسيا، خامس أكبر مورد وقود لليابان.

البدائل المتاحة

يرى محللون أن خيارات اليابان محدودة في تأمين إمدادات بديلة من الغاز الروسي المسال حال قطعها من سخالين 2.

وقال رئيس مجموعة الغاز في معهد اقتصاديات الطاقة في اليابان، هيروشي هاشيموتو، على المدى القصير، فإن مرافق الكهرباء وموردي الغاز للمدن الذين يشترون نحو 80% من الغاز الطبيعي المسال عبر عقود طويلة الأجل، سيطلبون من مورديهم كميات إضافية وسيسارعون للحصول على شحنات فورية.

عادة ما تتضمن العقود طويلة الأجل بندًا مرنًا يسمح بطلب المشترين كميات إضافية تتراوح بين 5% و10%.

وقال وزير الصناعة الياباني، كويشي هاجيودا، إن اليابان طلبت من الولايات المتحدة وأستراليا إمدادات بديلة لمساعدتها على تقليل اعتمادها على الغاز الروسي.

الغاز الروسي
محطة للغاز الطبيعي المسال في روسيا

وقالت المحللة الرئيسة في وود ماكينزي، لوسي كولين، إن أي زيادة على المدى القريب في الإمدادات من البلدين ستكون محدودة، مشيرة إلى أن المستهلكين الأوروبيين يشترون معظم الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، في حين يتعامل المنتجون الأستراليون مع أزمة طاقة شتوية محلية.

وقال رئيس مجموعة الغاز في معهد اقتصاديات الطاقة في اليابان، هيروشي هاشيموتو: "لن يكون الأمر سهلًا، لكن من الممكن أن يُستبدل الغاز الروسي، على الرغم من أنه سيكلف الكثير من الأموال، إذ ترتفع الأسعار الفورية بكثير عن الإمدادات المتعاقد عليها من سخالين 2".

الفحم والطاقة النووية

دفع المشترون اليابانيون 12.15 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز الروسي في مايو/أيار، وهو أقل من متوسط سعر استيراده البالغ 15.58 دولارًا، ومتوسط سعر الشحن الفوري للتسليم إلى اليابان البالغ 31.1 دولارًا، وفقًا لشركة النفط والغاز والمعادن اليابانية المملوكة للدولة.

ويجري تداول أسعار الغاز الطبيعي المسال في آسيا حاليًا عند نحو 39 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية وسط منافسة أقوى مع أوروبا، التي تستعد لتوقف محتمل لتدفقات الغاز الروسي.

وقالت كولين من وود ماكينزي: "زيادة المشتريات اليابانية الفورية ستفاقم من ضيق إمدادات السوق العالمية".

الغاز الروسي
دخان يتصاعد من محطة للطاقة النووية

يوجد أمام اليابان خيار آخر لتقليص الاعتماد على الغاز الروسي، وهو التحول إلى أنواع الوقود الأخرى؛ قالت كولين: "في قطاع الطاقة، البدائل الأساسية هي الفحم والطاقة النووية".

وقالت: "عند مستويات الأسعار الحالية، لا يُعد الفحم البديل الأرخص" كما كان طوال العهود السابقة، إذ تسعى اليابان إلى فرض حظر على واردات الفحم الروسية ما يخلق مزيدًا من عدم اليقين بشأن هذا الخَيار.

توفر الطاقة النووية بديلًا أرخص وأقل كثافة للانبعاثات، لكن تسريع إعادة تشغيل المحطات النووية سيمثل تحديًا، إذ تظل لوائح إعادة التشغيل ومتطلبات السلامة صارمة، على حد قولها.

قد تتأثر مساعي اليابان لإعادة تشغيل المفاعلات النووية، التي أُغلق العديد منها بعد كارثة فوكوشيما قبل عقد من الزمن، إذ يستعد الائتلاف الحاكم إلي تحقيق مكاسب في الانتخابات الوطنية يوم الأحد 10 يوليو/تموز.

الغاز الطبيعي المسال

على المدى الطويل، يحتاج المشترون اليابانيون إلى توقيع عقود جديدة طويلة الأجل لاستبدال إمدادات سخالين 2.

وقالت المحللة الرئيسة في وود ماكينزي، لوسي كولين، إن إمدادات الغاز الطبيعي المسال الإضافية الجديدة، ستظل محدودة حتى منتصف العقد الجاري، عندما تبدأ الموجة التالية من مشروعات التسييل في الولايات المتحدة وقطر وأماكن أخرى.

وقال رئيس مجموعة الغاز في معهد اقتصاديات الطاقة في اليابان، هيروشي هاشيموتو: "تواجه اليابان واحدة من أكبر أزمات أمن الطاقة في تاريخها".

وأضاف: "يجب اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لتنويع مصادر الطاقة بعيدًا عن الغاز الروسي، بما في ذلك الاستثمار في أنواع الوقود المستقبلية مثل الهيدروجين والأمونيا، حتى لو كانت باهظة الثمن الآن، تمامًا مثل استثمار اليابان في الغاز الطبيعي المسال منذ 50 عامًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق