التقاريرتقارير الغازرئيسيةعاجلغاز

هل تجبر أزمة الغاز أوروبا على قبول شروط قطر؟ (تقرير)

برزت قطر لأداء دور رئيس لحل أزمة الغاز التي تعيشها غالبية الدول الأوروبية، مع خفض الإمدادات الروسية، والبحث عن مصادر جديدة للوقود في أعقاب غزو أوكرانيا.

وتظهر معضلة رئيسة في أن تملأ الدوحة الفراغَ الذي يتركه الغاز الروسي، لدى دول القارة العجوز؛ إذ تتعامل قطر مع العقود طويلة الأجل، وهو ما ترفضه دول الاتحاد.

ودفع تزايد أزمة الغاز في أوروبا، بعد تراجع الإمدادات الروسية، وتوقفها في أحيان كثيرة، العديد من المحللين إلى طرح تساؤلات حول موقف الدول الأوروبية من الشروط القطرية، خاصة بعد أن أغلق الاتحاد الأوروبي تحقيقًا في توريد عقود الغاز المسال بين شركة قطر للطاقة وعدد من الشركات الأوروبية.

شروط قطر

تُصر قطر على شروط من شأنها أن تلزم الدول الأوروبية بشراء الغاز المسال بعقود طويلة الأجل قد تصل إلى 20 عامًا، وهي خطوة يراها البعض أنها تعقّد هدف خفض الانبعاثات في القارة العجوز.

وتطالب قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، دول الاتحاد الأوروبي بتوقيع عقود طويلة الأجل، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.

يأتي ذلك في الوقت الذي تستهدف دول الاتحاد توقيع عقود قصيرة الأجل لتحقيق أهداف الحد من الانبعاثات والوفاء بتعهداتها المناخية.

وعزز الاتفاق -الذي وقعته ألمانيا مؤخرًا لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة والذي تصل مدته إلى 20 عامًا- موقف الدوحة.

أزمة الغاز في أوروبا
ناقلة غاز مسال - أرشيفية

اعتراضات أوروبا

يأتي ذلك في الوقت الذي يجادل فيه الأوروبيون بأن العروض المقدمة من الدوحة جامدة، ولا تتيح لهم تحويل مسار الإمدادات، عكس تلك الموجودة في العقود الأميركية.

وصلت المفاوضات بين قطر والدول الأوروبية الساعية إلى وضع حلول جذرية لأزمة الغاز التي تعيشها القارة بشأن مدة عقود توريد الغاز إلى طريق مسدود منذ مارس/آذار الماضي.

وتقاوم الدول الأوروبية -وفي المقدمة منها ألمانيا- الضغط القطري بسبب مخاوف من أن طبيعة تلك ستعني أنها ستحتاج إلى الاستمرار في استيراد الوقود الأحفوري حتى بعد أن تهدف المنطقة إلى الحد من الانبعاثات.

وذكرت مصادر أن أزمة الغاز التي وصل إليها عدد من الدول الأوروبية، خلال الأيام الأخيرة، وكان آخرها إعلان ألمانيا تفعيل المرحلة الثانية من خطة الطوارئ، قد تدفعها إلى إعادة التفكير في الشروط القطرية.

تنويع الإمدادات

إذا لم تتراجع قطر، أو تقبل الدول الأوروبية بشروط الدوحة؛ فإن قدرة القارة العجوز على تنويع إمدادات الغاز بعيدًا عن روسيا، قد تواجه بعض العراقيل، خاصة في ظل مساعدة عدد من دول آسيا لتوقيع عقود طويلة الأجل مع الدوحة.

يأتي الجدال حول بنود اتفاقيات الغاز، على الرغم من إغلاق الاتحاد الأوروبي رسميًا التحقيق في الاتفاقيات طويلة الأجل مع شركة قطر للطاقة، لتوريد الغاز الطبيعي المسال.

كانت المفوضية الأوروبية قد فتحت تحقيقًا رسميًا في 2018؛ لتقييم ما إذا كانت اتفاقيات التوريد بين شركات قطر للطاقة المصدرة للغاز الطبيعي المسال والمستوردين الأوروبيين قد عاقت التدفق الحر للغاز داخل المنطقة الاقتصادية الأوروبية.

وتتسابق أوروبا لإيجاد بدائل لواردات الوقود الروسي -أكبر مورد للقارة- بعد غزو موسكو لأوكرانيا، ووضع حلول جذرية لأزمة الغاز، وتستطيع واردات الغاز المسال من قطر، التي تستثمر عشرات المليارات من الدولارات لتعزيز الإنتاج في السنوات المقبلة، أن تحل جزءًا أساسيًا في مساعي تنويع بدائل الغاز الروسي.

إلى جانب قطر والولايات المتحدة، هناك عدد قليل من مصدري الغاز الطبيعي المسال الآخرين الذين يعززون الإمدادات بشكل كبير خلال العقد المقبل، خصوصًا أن الحرب في أوكرانيا من المرجح أن تعوق خطط التوسع الروسية.

أزمة الغاز في أوروبا
ناقلة غاز مسال - أرشيفية

الطلب على الغاز

من المقرر أن يتزايد الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي المسال حتى عام 2030، في حين تحتاج قطر إلى إلزام العملاء بعقود طويلة الأجل لدعم خطة توسع هائلة للغاز الطبيعي المسال.

وتهدف قطر إلى رفع مستوى إنتاجها السنوي من الغاز الطبيعي المسال إلى نحو 130 مليون طن بحلول عام 2027، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

في المقابل، تتيح الصفقة التي وقّعتها ألمانيا مع الولايات المتحدة مؤخرًا -على الرغم من أن مدتها 20 عامًا- تحويل مسار الشحنات أو حتى إلغائها مقابل رسوم أقل.

قد تكون هذه الشروط مفيدة إذا انخفض الطلب الألماني في المستقبل على الغاز وسط عملية التحول بقطاع الطاقة.

في المقابل، لا تسمح قطر عادة للمشترين بإرسال شحنات إلى موانٍ مختلفة أو إلغاء التسليم دون دفع كامل قيمة الشحنة.

الموقف النهائي للتفاوض

كان وزير الطاقة القطري، سعد الكعبي، قد أكد، الثلاثاء الماضي، أن "كثيرًا من التذمر" يلقي بظلاله على المفاوضات بين الدوحة وبرلين.

وزار وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك قطر في مارس/آذار، والتقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، ووزير الطاقة سعد الكعبي، في إطار مساعي برلين لحل أزمة الغاز وتنويع الإمدادات بعيدًا عن موسكو.

وقالت قطر إن الغاز المسال قد يرسل إلى ألمانيا من محطة جديدة في أميركا، تمتلك بها حصة، بدءًا من عام 2024، لكن لا يوجد اتفاق ملموس.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق