التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

تغير المناخ سر فوز حكومة أستراليا الجديدة.. ودعم الفحم يُسقط "موريسون"

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • مبادرة كليمت 200 تدعم المستقلين المخضرمين الداعمين لقضايا المناخ بـ12 مليون دولار
  • نصف "المستقلين المخضرمين" من النساء
  • الداعمون لقضايا المناخ من المبادرات المختلفة كانوا سبب فوز حزب العمال
  • رغم فوز أنتوني ألباينزي فإن بعضهم يصف برنامجه لخفض الانبعاثات بالضعيف
  • رئيس الحكومة الجديد في أستراليا لن يدخل في صراع مع ملوّثي البيئة
  • خطة ألبانيزي للمناخ تعتمد على كفاءة الطاقة وتعويض الكربون في قطاع الزراعة

كانت قضية تغير المناخ مفتاح فوز حكومة أستراليا الجديدة بقيادة حزب العمال، التي يتوقع محللون أن تحصل على أقلّ أغلبية برلمانية منذ أول فوز لحزب العمال عام 1949، لكن هل ينجح رئيسها أنتوني ألبانيزي -الذي فاز بسبب غضب الناخبين الشباب والنساء من سياسات سلفه، سكوت موريسون، الداعمة لصناعة الفحم- في أن يكون عند حسن ظن المصوّتين لصالحه؟

سؤال طرحته وكالة بلومبرغ، التي أشارت إلى أن الفوز السياسي قد يكون أسهل بمراحل من مهمات ما بعد الفوز، خاصة في مجال تغير المناخ، وخاصة -أيضًا- أن النصر غير ساحق.

فرغم عدم فوز حزب العمال في منطقة هانتر، وهي أكبر مصدّر للفحم عالميًا، عام 2019، بسبب مناصرة حزب المحافظين بقيادة موريسون لتلك الصناعة، وتعهّد رئيس الوزراء الجديد، اليوم الأحد الموافق 22 مايو/آيار، بإعادة إطلاق علاقات بلاده مع العالم، وتغيير سمعتها بصفتها دولة متقاعسة في مجال مكافحة تغير المناخ، وتأكيده على حقبة مقبلة ستكون أستراليا فيها أكثر إنصافًا وصديقة للبيئة وبعيدة من السياسات الصدامية، فإن برنامج ألبانيزي بشأن تغير المناخ وُصف بعدم الطموح.

الملف الحاسم

أعلنت أستراليا أمس السبت 21 مايو/أيار، فوز حزب العمال بقيادة أنتوني ألبانيزي، في الانتخابات، وتشكيل الحكومة.

وبينما حاول المتنافسون استمالة أصوات الناخبين القلقين بشأن ارتفاع تكاليف المعيشة، شكّل تغير المناخ ملفًا حاسمًا في هذا الاقتراع الفيدرالي الأول منذ بداية جائحة كورونا.

وأطاح الناخبون برئيس الوزراء سكوت موريسون في الانتخابات، التي عكست نتائجها رفضهم لتقاعسه عن اتخاذ تدابير لمكافحة تغير المناخ، حسبما ذكرت "فرانس 24".

ودعم موريسون -أيضًا- صناعة الفحم، كون إستراليا ثاني أكبر مصدّر لهذا الوقود الأحفوري، وأكبر المنتجين له عالميًا.

إلّا أن كثيرًا من المحللين يعتقدون أن خطة رئيس حكومة أستراليا الجديد بشأن تغير المناخ ليست قوية بالقدر الكافي، وأن الفروق بينها وبين الحكومة السابقة محدودة.

مزيج الطاقة

تغير المناخ
محطات طاقة شمسية ورياح في أستراليا-الصورة من "تارا"

تخطط حكومة أستراليا الجديدة لزيادة حصة الطاقة المتجددة في المزيج الوطني إلى 82% بدلًا من 68% لحكومة موريسون بحلول 2030، كما ستقدّم حوافز متواضعة للسيارات الكهربائية.

وتعني تلك النسب أن انبعاثات الكربون بخطة الحكومة الجديدة، ستظل الأكبر عالميًا، وبما يعادل 351 مليون طن متري، وحصة الفرد منها تزيد عن ضعفها في كل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، إضافة إلى المملكة المتحدة، كما تتجاوز حصة الفرد في روسيا.

ولا يخطط رئيس وزراء أستراليا الجديد إلى السير على خطى سلفَيه، كيفن رود وجوليا غيلارد، من التصادم الشديد مع ملوّثي البيئة.

وكانت أولى الإجراءات التي اتخذها رود بشأن تغير المناخ، بعد فوزه الساحق في انتخابات عام 2007، التصديق على وثيقة كيوتو، وتقديم أول اعتذار وطني للسكان الأستراليين الأصليين من أجل الأجيال المسروقة.

غير أن رود -صاحب الشعبية الكبيرة والطويلة- استقال من منصبه في 2010، عقب التأجيل المفاجئ لمشروع الحدّ من التلوث الكربوني الذي رفضه مجلس الشيوخ.

ضريبة التعدين

تغير المناخ
رئيسة وزراء أستراليا السابقة جوليا جيلارد - الصورة من بي بي سي

بدأت جوليا جيلارد، التي تُعدّ أول امرأة تتولى هذا المنصب في أستراليا، عملها، خلفًا لرود، بالتعهد بإنهاء الجدل حول ضريبة التعدين التي تهدد استثمارات بقيمة 20 مليار دولار.

وقالت في مؤتمر صحفي: "إنه من الواضح أن أولويتي هي أن نتعامل مع مسألة ضريبة التعدين".

وقالت شركات تعدين عالمية، مثل بي إتش بي بيليتون، وريو تينتو، ردًا عليها حينها، إن ضريبة ضخمة مقترحة بنسبة 40% ستضرّ بالاقتصاد الذي يعتمد على تلك الصناعة.

وتخلو جعبة رئيس الوزراء الجديد في أستراليا من الكثير الذي يمكن أن يفعله بشأن قضية تغير المناخ، فليس فيها خطة لتسعير الكربون، كما إن خفضه لاتبعاثات الكربون سيعتمد بصورة رئيسة على كفاءة الطاقة، وتعويضات القطاع الزراعي، إضافة إلى الزيادة المتوقعة في مشروعات الطاقة المتجددة.

استقرار الانبعاثات

من المتوقع أن تستقر نِسب انبعاثات الوقود الأحفوري من الغاز ومحطات الفحم وحقول النفط الأسترالية خلال العقد المقبل، وستبقى كانبرا أكبر مصدر لهذا النوع من الانبعاثات، بعد روسيا، لأن علاج هذه المسألة صعب ومحفوف بالمخاطر التي تواجه أيّ حكومة، بسبب اعتماد الاقتصاد بصورة رئيسة على صادرات وعائدات التعدين الضريبية.

إلّا أن كانبرا ستكون مضطرة -أيضًا- إلى علاج انبعاثات الكربون، ففي ضوء اتجاه العالم إلى تحقيق الحياد الكربوني والمحاسبة المناخية، فإنه يركز بصورة خاصة على انبعاثات أستراليا، وما إذا كانت تظل داخل حدودها، أم تقوم بتصديرها، وفي كل الأحوال لا يهمّ أين توجد الانبعاثات، لأن كليهما يحملان التأثير نفسه في تغير المناخ.

الكاتب في موقع "رينيو إيكونومي" الأسترالي، غيلز باركينسون، لديه وجهة نظر مغايرة قليلًا لرؤية المحللين الذين يعتقدون أن الحكومة الجديدة لن تقدّم شيئًا إلى قضية تغير المناخ، مفادها أن مجرد فوز حزب العمال بسبب زيادة دعم المستقلين والمنتمين لحزب الخضر، الذين يضغطون من أجل اتخاذ إجراءات قوية بشأن تغير المناخ، سيكون بمثابة لحظة فاصلة بتحوّل الطاقة الخضراء في أستراليا، إذ من المرجح أن يعمل هذا الفوز على جذب استثمارات ضخمة لقطاع الطاقة الخضراء.

مبادرة كليمت 200

تغير المناخ
صور لـ3 مرشحات من "المستقلين المخضرمين" في أستراليا - الصورة من "إيه بي سي" المحلية

في عام 2019، تأسست مبادرة "كليمت 200 كامباين" بغرض دعم المرشحين المستقلين في الانتخابات والمؤيدين لقضية علاج تغير المناخ وحماية البيئة والنزاهة والمساواة بين الجنسين، وكانت من الداعمين الأساسيين لفوز حزب العمال.

كما عزز حزب الخضر، صاحب ثالث أكبر وزن سياسي في أستراليا، من فرص فوز الحكومة الجديدة والإطاحة بائتلاف موريسون، وفق موقِعَي المبادرة والحزب الإلكترونيين، اللذينِ اطّلعت عليهما منصة الطاقة المتخصصة.

ودعمت مبادرة "كليمت 200 كامباين" من يُطلَق عليهم "المستقلون المخضرمون"، وهم مرشحون يتنافسون على مقاعد ليبرالية آمنة على أساس برنامج عمل مناخي أكبر، وتنفيذ لجنة نزاهة فيدرالية، بمبلغ 12 مليون دولار، جمعتها من من أكثر من 11000 متبرع، وفق "إيه بي سي" المحلية.

ونصف أعضاء المستقلين المخضرمين من النساء اللاتي يركّزن على القضايا الجندرية -المساواة بين الجنسين- ومقاومة الفساد، وقضايا المناخ، وفق وكالة بلومبرغ.

الأكثر انقسامًا

نجح "المستقلون المخضرمون" في إرباك صفوف التحالف الذي يقوده حزب المحافظين برئاسة سكوت موريسون في أستراليا، في انتخابات وصفها الكاتب السياسي في "فايننشال ريفيو"، فيليب كوري، بأنها الأكثر انقسامًا في تاريخ أستراليا.

تلك الانتخابات التي أدت فيها قضية تغير المناخ دورًا محوريًا، إضافة إلى تكاليف المعيشة، جلبت حزب العمال إلى قيادة حكومة أستراليا للمرة الرابعة منذ الحرب العالمية الثانية في أربعينيات القرن الماضي، وبعد 9 سنوات لحكومة موريسون، وفق كوري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق