التغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الكهرباءتقارير منوعةرئيسيةكهرباءمنوعات

قمة المناخ كوب 26.. أستراليا ترفض التخلي التدريجي عن الفحم

وتواجه اتهامات بعرقلة الجهود المناخية

داليا الهمشري

يوجه العالم أصابع الاتهام إلى أستراليا؛ لرفضها الانضمام إلى التعهد العالمي الجديد بالتخلي التدريجي عن الفحم والذي وقعته 40 دولة خلال قمة المناخ كوب 26 المنعقدة في مدينة غلاسكو، بينما تبرر أحد أكبر منتجي الفحم في العالم موقفها بأنها لن تقضي على الصناعات.

وذكر وزير الصناعة والطاقة وخفض الانبعاثات الأسترالي، أنغوس تيلور، أن بلاده تركز على تطوير التكنولوجيا للحد من الانبعاثات وليس "القضاء على الصناعات".

وكان عدد من الدول قد تعهدت خلال فعاليات قمة المناخ كوب 26 بإنهاء استخدام الفحم بحلول عام 2030 بالنسبة للدول المتقدم وبحلول عام 2040 للدول النامية، ودعم الاتفاق 5 دول من أكبر 20 دولة مستخدمة للفحم: كوريا الجنوبية وإندونيسيا وفيتنام وبولندا وأوكرانيا.

التعهدات المناخية

من جانبها، تعهدت مجموعة منفصلة من الدول، من بينها الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، بإنهاء الاستثمارات الخارجية في الفحم والنفط والغاز بحلول نهاية العام المقبل.

إلا أن أستراليا والصين واليابان والهند رفضت التوقيع على أي من التعهدين.

وعلى الرغم من الانتقادات التي وجّهها نشطاء المناخ لتعهد التخلي التدريجي عن الفحم، ووصفه بأنه "غير كافٍ"؛ فإن مؤيدي التعهد يرون أن الالتزام الرسمي لا يزال يمثل خطوة مهمة لم تكن متوقعة قبل بضع سنوات.

فاتفاق باريس، الذي وقُع في عام 2015، لم يذكر صراحة الحاجة إلى التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري.

كوب 26 - مؤتمر المناخ في غلاسكو
شعار مؤتمر المناخ (كوب 26)

تعهدات قوية في غلاسكو

"إن تركيز الحكومة ليس القضاء على الصناعات، إنما يتعلق الأمر بخفض تكلفة التقنيات منخفضة الانبعاثات والتأكد من توفير تلك التقنيات للأستراليين ولعملائنا في جميع أنحاء العالم"، وفقًا لوزير الصناعة والطاقة وخفض الانبعاثات الأسترالي، أنغوس تيلور، ردًا على سؤال عما إذا كانت التعهدات الحالية تعني أن نهاية الفحم قد أصبحت وشيكة.

وأضاف تيلور: "سوف نوفر المنتجات التي يحتاج إليها عملاؤنا للحد من انبعاثاتهم بمرور الوقت، هذا لا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها، دعونا نكون واضحين بشأن حول هذا الموضوع، هناك مسار معقول هنا، وستكون أستراليا جزءًا منه".

من جانبه، قال الدبلوماسي الأسترالي السابق الذي يشغل حاليًا منصب مدير برنامج المناخ والطاقة في معهد أستراليا، ريتشي ميرزيان: "إن الالتزامات الجديدة بشأن الفحم في غلاسكو كانت أقوى من أي تعهدات شهدناها من قبل، وستكون لها تداعيات على أستراليا".

وتابع ميرزيان قائلًا: "لأول مرة تلتزم 21 دولة بالتخلص التدريجي من توليد الكهرباء بالفحم وعدم بناء محطات كهرباء جديدة تعمل بالفحم".

انتقادات لحكومة موريسون

انتقد الدبلوماسي السابق موقف حكومته الرافض للالتزامات المناخية في غلاسكو، لافتًا إلى أن الحكومة الأسترالية تحاول دفع بلادها إلى الوراء بينما يتقدم العالم إلى الأمام.

وأوضح ميرزيان أن إندونيسيا -أكبر مصدر للفحم الحراري في العالم- قد وقعت على التعهد بالتخلص التدريجي من الفحم، وفيتنام -وهي عميل أسترالي للفحم- تعمل على وقف مبادرات جديدة للتوسع في الفحم، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة مجرد بداية.

وكانت خطة حكومة موريسون لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 قد تعرضت لانتقادات شديدة لعدم تضمنها سياسات جديدة للحد من الانبعاثات على المدى القصير، حسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.

منشأة لتخزين الفحم وتوزيعه في أستراليا
منشأة لتخزين الفحم وتوزيعه في أستراليا

الفحم الجديد

أعلن وزير الموارد الأسترالي، كيث بيت، أمس الخميس، فتح 10 مناطق محتملة جديدة للتنقيب البحري عن النفط والغاز على طول الساحل الأسترالي.

وتزامن ذلك مع تقرير جديد صادر عن مؤسسة تحليلات المناخ يبرز أن استخدام الغاز للتدفئة والكهرباء يحوله إلى "الفحم الجديد"، ويطالب بتقليل استخدامه في جميع أنحاء العالم بنحو الثلث خلال هذا العقد لتجنب الآثار المناخية الكارثية.

وغالبًا ما يوصف الغاز بأنه يحتوي على نصف انبعاثات الفحم عند حرقه، ولكن الأبحاث توصلت إلى أن تأثيره في المناخ أكبر بسبب تسرب الميثان.

وحذر التقرير من أن أكثر من نصف أصول الوقود الأحفوري في أستراليا ستفقد قيمتها بحلول عام 2036 إذا سعى العالم لتحقيق الحياد الكربوني.

وقف استثمارات الوقود الأحفوري

حث وزير المالية الأسترالي السابق، ماتياس كورمان، خلال خطابه أمام مؤتمر قمة المناخ كوب 26، أمس الخميس، الدول على التوقف عن خفض أسعار الوقود الأحفوري.

وأبرز كورمان أن هناك حاجة إلى المزيد من العمل السياسي الشامل بشأن المناخ لترجمة الطموح السياسي الذي ظهر في غلاسكو إلى "نتائج حقيقية".

وحذر كورمان من الاستثمارات في مجالات الوقود الأحفوري، قائلًا: "إن الكثير من السياسات لا تزال تشجع الاستثمار والإنتاج والاستهلاك كثيف الانبعاثات".

"إن الدعم الحكومي أو الإعانات لا يؤثر سلبًا في جهودنا الجماعية لتحقيق الحياد الكربوني فحسب، بل يؤثر أيضًا في تنوعنا البيولوجي ونوعية المياه والهواء"، حسب كورمان.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق