رئيسيةأخبار الطاقة النوويةتقارير الطاقة النوويةطاقة نووية

خبير: أمن الطاقة في أوروبا يعاني قصورًا شديدًا.. والحل في المحطات النووية

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الخلاف بين أوكرانيا وروسيا مشكلة قديمة استمرت سنوات
  • أمن الطاقة هو أحد أوجه القصور الهائلة من جانب الاتحاد الأوروبي
  • بناء أول محطة للطاقة النووية في جنوب أفريقيا كان قرارًا سليمًا
  • فرنسا تحصل على أكثر من 70% من طاقتها الكهربائية من الطاقة النووية
  • دول الاتحاد الأوروبي تسعى جاهدة للنظر في الخيارات النووية
  • جنوب أفريقيا لا تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الغاز المستورد

سلّط الغزو الروسي لأوكرانيا الضوء على أحد أوجه القصور الهائلة من جانب الاتحاد الأوروبي، وهو "أمن الطاقة"، على الرغم من أن الخلاف بين أوكرانيا وروسيا يُعدّ مشكلة قديمة استمرت لسنوات.

وكان من المرتقب أن تكون جميع دول الاتحاد الأوروبي على دراية بهذا القصور في أمن الطاقة، وأن تحدّث -بانتظام- أولويات السياسة الخارجية التي تشمل مختلف السيناريوهات المحتملة.

جاء ذلك في افتتاحية جديدة لمجلة "إي إس آي أفريكا" بعنوان "هل توفر الطاقة النووية النظيفة والخضراء الحل لمشكلات أمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي؟" لعالم الفيزياء النووية، الرئيس التنفيذي لشركة "ستراتيك بيزنس إستراتيجي كونسالتنتس" في جنوب أفريقيا، الدكتور كيلفن كيم.

وضرب الدكتور كيلفن كيم مثلًا على أمن الطاقة بجنوب أفريقيا، مشيرًا إلى أن بناءها أول محطة للطاقة النووية، قبل نصف قرن كان قرارًا سليمًا، مشيرًا إلى ضرورة الإسراع في بناء محطات إضافية.

ومن ناحيتها، انشغلت المفوضية الأوروبية، خلال الأشهر القليلة الماضية، بمناقشة قضية تصنيف الطاقة النووية على أنها خضراء ومستدامة، لأنها لا تطلق غاز ثاني أكسيد الكربون.

الطاقة النووية في فرنسا
محطات نووية تابعة لشركة كهرباء فرنسا - أرشيفية

وكانت ألمانيا أبرز المعترضي، وقدّمت الحجج بشأن سبب عدم السماح بتصنيف الطاقة النووية صديقة للبيئة، في حين كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يقود فريق المدافعين عن الطاقة النووية الخضراء.

وأعلن الرئيس ماكرون خطة لبدء تطوير مفاعلات معيارية صغيرة على خطى جنوب أفريقيا التي بدأت هذه الرحلة منذ أكثر من 25 عامًا، ولديها الآن مفاعل معياري صغير مصمم وجاهز للبناء.

تُجدر الإشارة إلى أن فرنسا تحصل على أكثر من 70% من طاقتها الكهربائية من محطات الطاقة النووية، ما يثبت حقيقة مفادها بأن الطاقة النووية آمنة وموثوق بها.

علاوة على ذلك، تُعدّ أسعار الكهرباء الفرنسية أرخص بكثير من أسعار الكهرباء في ألمانيا، ما يثبت نقطة أخرى، وهي أن الصورة الخيالية عن مصادر الطاقة المتجددة الرخيصة غير صالحة عندما يتم أخذ الواقع في الحسبان.

وقال الدكتور كيلفن كيم إن دول الاتحاد الأوروبي تسعى جاهدة للنظر في الخيارات النووية، وسط هيمنة الأزمة الأوكرانية على الأحداث الراهنة.

اهتمام الاتحاد الأوروبي المفاجئ بالطاقة النووية

يقول عالم الفيزياء النووية كيلفن كيم: "إن الطاقة النووية آمنة وموثوقة بشكل لا يصدق، بغض النظر عن القصص المخيفة التي يتداولها الناس"، حسبما نشرت مجلة "إي إس آي أفريكا".

وبيّنَ أيضًا أن الطاقة النووية تستخدم كمية صغيرة جدًا من الوقود، وأكد أنه لو كانت محطة كويبرغ للطاقة النووية، في مقاطعة "وسترن كيب" بجنوب أفريقيا محطة تعمل بالفحم، فستستخدم 6 قطارات من الفحم يوميًا.

وأردف قائلًا إن المحطة تستخدم حمولة شاحنة واحدة فقط من الوقود النووي سنويًا، مشيرًا إلى إمكان تخزين ما يعادل 10 سنوات من الوقود في محطة كويبرغ، دون أي مشكلة، وهذا ما يُسمّى أمن الطاقة.

وأضاف أن عددًا من دول الاتحاد الأوروبي يعتمد على التدفق اليومي للغاز والنفط والفحم إلى بلدانها من أجل استمرار الأنشطة المعتادة.

وألمح إلى أن تعطل واردات النفط والغاز دفع الأوروبيين إلى العثور على الغاز والنفط، ما تسبب في ارتفاع الأسعار العالمية لهذه السلع إلى مستويات غير مسبوقة.

وأشار إلى أنه في حين لا تعتمد جنوب أفريقيا اعتمادًا كبيرًا على الغاز المستورد، يأتي المندوبون الألمان إلى جنوب أفريقيا، داعين إلى "الاستغناء عن الفحم والطاقة النووية وبناء نماذج الطاقة الخيالية التي لديهم والتي لا تنفع".

مناهضة الطاقة النووية

نظرًا إلى أن جماعات الضغط الأوروبية المناهضة للطاقة النووية لا يمكنها إلقاء اللوم على الطاقة النووية في انبعاث ثاني أكسيد الكربون، فقد حاولت استخدام النفايات النووية بوصفها علامة سلبية.

المفوضية الأوروبية
أوروبا تتجه إلى الطاقة النظيفة

وقال كيلفن كيم: إنه في حالة الوقود النووي، فإن الوقود الداخل إلى المفاعل يبدو تمامًا كما يخرج.

وبيّن أن لا شيء يحترق لإطلاق ثاني أكسيد الكربون، ولا تصدر انبعاثات ولا توجد نفايات وقود، لأن الوقود المستهلك نفسه هو النفايات.

وأضاف أن عنصر الوقود النووي عندما يكون جديدًا وغير مستخدم، يكون حميدًا بحيث يمكن الجلوس بجانبه وتناول وجبة الطعام، لأنه يحتوي على ذرات اليورانيوم التي كانت موجودة منذ تشكل الأرض.

جدير بالذكر أن الوقود النووي عندما يذهب إلى مفاعل، تصطدم النيوترونات بذرات اليورانيوم، وتنقسم الذرات وتنتج رذاذًا من الطاقة، ثم يتحول الجزآن المنقسمان إلى ذرات أخرى، وتُعدّ هذه الذرات الجديدة فائقة الإشعاع.

بالإضافة إلى ذلك، يبقى عنصر الوقود ساكنًا في المفاعل النووي لمدة تتراوح بين 18 شهرًا وعامين، وفي ذلك الوقت يقرر رئيس المفاعل وضع عناصر جديدة فيه، ثم يُعاد تزويد الوقود. وعند إخراج الوقود المستنفد، يبدو في الحالة الذي دخل فيها اليوم نفسه.

وأشار الدكتور كيلفن كيم إلى أن الوقود المستهلك فائق الإشعاع والخطورة، ولذلك يتعامل معه خبراء محترفون ومدربون تدريبًا جيدًا، ويعرفون واجباتهم تمامًا.

وختم قائلًا إن على دول الاتحاد الأوروبي إدراك أنها إذا كانت تريد تحقيق أمن الطاقة، فمن الأفضل أن تسارع إلى بناء محطات الطاقة النووية، مشيرًا إلى أن فرنسا لديها الدليل الذي يثبت صحة هذا المسار وسلامته.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق