أخبار الغازأخبار النفطالنشرة الاسبوعيةرئيسيةعاجلغازنفط

وزير الطاقة الروسي: ملتزمون بعقودنا مع أوروبا.. ولا ينبغي تسييس إمدادات الغاز

سعر النفط الأمثل لروسيا يتراوح بين 55 و70 دولارًا للبرميل

مي مجدي

في ظل الوضع المتأزم بين روسيا والدول الغربية، سلّط وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف الضوء على عزم موسكو إمداد أوروبا بالغاز الطبيعي، بموجب العقود القائمة بينهما.

وأوضح شولغينوف عديدًا من النقاط والقضايا المثيرة للجدل المتعلقة بالغاز والتوترات الجيوسياسية والعلاقة مع أوروبا خلال مقابلة مع موقع "إنرجي إنتليجنس" على هامش قمة منتدى الدول المصدرة للغاز في العاصمة القطرية الدوحة هذا الأسبوع.

وأكد وزير الطاقة الروسي أهمية خط أنابيب نورد ستريم 2 بالنسبة إلى أوروبا؛ رغم إعلان ألمانيا تعليقه، موضحًا أن علاقات الطاقة من وجهة نظره ينبغي لها أن تكون بمنأى عن السياسة، وضرورة استمرارها رغم التوترات الجيوسياسية الحالية.

منتدى الدول المصدرة للغاز

يرى وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف أن على منتدى الدول المصدرة للغاز أن يركز خلال هذه المرحلة على العمل التحليلي وشتى الابتكارات التقنية.

وأوضح أن المنتدى لا يخطط لتنظيم أحجام العرض والأسعار على غرار أوبك، لا سيما أن سوق الغاز مشتتة بين خطوط الأنابيب والعقود طويلة الأجل والأسواق الفورية، ويستبعد حدوث ذلك في هذه المرحلة.

منتدى الدول المصدرة للغاز
وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف

وقال: "من الضروري الوقوف ضد فكرة أن الغاز الطبيعي ليس وقودًا مناسبًا لانتقال الطاقة وينتج عنه كميات هائلة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري".

وفي الوقت نفسه، أكد دور الغاز بصفته مصدرًا آمنًا وصديقًا للبيئة وليس فقط وقودًا انتقاليًا، ودوره في إنتاج الهيدروجين من خلال احتجاز الكربون وتخزينه.

وقال إن الغاز مادة أولية قيمة للبتروكيماويات، ولا ينبغي تقييد استخدامه بحلول عام 2030، إذ يمكن استخدامه لسنوات عديدة قادمة حتى بعد 2050، واستغلاله بطرق مختلفة.

المنافسة بين الغاز المسال والغاز الطبيعي

في رأي وزير الطاقة الروسي لا توجد منافسة بين الغاز الطبيعي المسال والغاز المنقول عبر خطوط الأنابيب.

وقال إن الغاز المسال أكثر مرونة في نقله، وستواصل بلاده إمداد آسيا بالغاز الطبيعي المسال مع استمرار تنامي السوق، في حين ستظل إمدادات أوروبا عبر خطوط الأنابيب كما هي.

وأشار وزير الطاقة الروسي إلى حصول أوروبا على كميات هائلة من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة ودول أخرى؛ تفوق كميات الغاز المسال الروسي، لذا لا يرى أي منافسة.

وبخصوص مقترحات شركة غازبروم بشأن إلزام المستثمرين في القطب الشمالي بإرسال 10% من إنتاج الغاز إلى السوق المحلية وإبرام عقود طويلة الأجل لتوريد الغاز المسال خارج الأسواق التقليدية، قال الوزير إنه يتعين مناقشة هذه المقترحات، لكنه في الوقت نفسه يدرك أن الغاز المسال يذهب إلى أسواق التصدير مع انخفاض الاستهلاك في روسيا.

ومع تطور سوق الغاز المسال في البلاد، قال الوزير: "نفكر في توسيع سوق الغاز الطبيعي المسال داخل روسيا، من خلال تطوير محطات وقود للغاز الطبيعي المسال أو محطات صغيرة للغاز المسال خارج الشبكة عندما تعجز غازبروم عن بناء خطوط أنابيب رئيسة".

مشروع خط الغاز الروسي نورد ستريم 2
مشروع خط الغاز الروسي نورد ستريم 2

نوردستريم 2

في ظل التهديدات الحالية بوقف خط أنابيب نورد ستريم 2 وإعلان ألمانيا -مؤخرًا- تجميد المشروع، يرى الوزير أن العديد من الشركات الأوروبية شاركت في تطوير المشروع وستتكبد الخسائر، قائلًا: "سيضطر أحدهم إلى تعويضهم، فبإمكانهم اللجوء إلى المحكمة.. فنحن ننطلق من حقيقة أنه لا ينبغي تسييس قضية إمدادات الغاز".

وأوضح وزير الطاقة الروسي أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى زيادة واردات الغاز واستغلال قدرة نورد ستريم 2، إذ سيسمح له ذلك بتأمين فائض في الإمدادات.

وقال: "نشهد الآن أزمة نتجت عن تراجع الغاز الطبيعي في أوروبا وتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا، في حين واصل استهلاك أوروبا في الارتفاع وبقيت مخزونات الغاز شبه فارغة".

ويرى أن أوروبا بحاجة إلى اتباع نهج معقول، متسائلًا عن البديل الأنسب لها في توليد الكهرباء: "هل سيكون من الطاقة المتجددة أم الفحم؟"، لا سيما أنها استوردت العام الماضي كميات كبيرة من الفحم مقارنة بعام 2020.

العقود طويلة الأجل أم الفورية؟

أشار وزير الطاقة الروسي في حواره إلى مزايا العقود طويلة الأجل، قائلًا: "هناك محادثات لاستبدال الغاز الروسي بمزيد من إمدادات الغاز الطبيعي المسال، لكنها بيعت بأكملها بموجب عقود آجلة، وإذا نجحت في استبدال بعض كميات الغاز الروسي فستكون الكميات محدودة على ما أعتقد".

وأوضح أن الأسواق الفورية متقلبة، لكن العقود طويلة الأجل تتسم بالوضوح إزاء الأسعار والكميات والمستهلكين والموردين، وبخلاف ذلك، يظل الوضع غامضًا، خاصة فيما يتعلق بالأسعار.

وتعليقًا على استمرار اعتماد أوروبا على الإمدادات الفورية بديلًا للإمدادات طويلة الأجل الروسية، قال الوزير: "لدينا عقود مع أوروبا، ونحن مستعدون لتوريد الغاز وزيادة الإمدادات، وقمنا بتوريد أكثر من المتفق عليه في العقود عبر أوكرانيا".

الغاز في أوروبا
أوروبا تتجه إلى الطاقة النظيفة

وردًا على سؤال يتعلق بالدروس التي استفادت منها روسيا من أزمة الغاز الحالية، أكد تأييده للعقود طويلة الأجل التي توفر أسعارًا معقولة للمشترين والمنتجين، مشيدًا بقدرتها على تحقيق الاستقرار، ويعني ذلك زيادة الاستثمار في إنتاج الغاز والبنية التحتية.

ويعتقد أنه لا ينبغي الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة فقط، أو اعتبار الغاز مصدرًا احتياطيًا، فانتقال الطاقة يجب تحقيقه تدريجيًا.

وأعطى الوزير مثالًا إلى خطة أوروبا لإدراج الغاز الطبيعي في التصنيف الأخضر، كما أن اليابان اعترفت بخطئها لإغلاق محطات الفحم، ويرى أن أوروبا تسرعت في إغلاق محطات الفحم، وأدى اقتراب مزارع الرياح من المباني السكنية وعدم توافر الأراضي لمحطات الطاقة الشمسية إلى التوجه مرة أخرى للطاقة النووية، كما أن بعض الدول تناقش استمرار إنتاج الفحم وحرقه.

انتقادات روسيا

أشار وزير الطاقة إلى أن روسيا لن ترفض أي تعاون يتعلق بالمسائل الجيوسياسية، وستتعاون مع الدول كافّة لإيجاد حلول.

وردًا على سؤال حول انتقاد روسيا لعدم إمداد أوروبا بالمزيد من الغاز، قال: "هذه الانتقادات يمكن أن توجه إلى أي مورِّد، لماذا لا يُنقل الغاز الطبيعي المسال الأميركي إلى أوروبا؟ الإمدادات الروسية قائمة، والتزمنا بالعقود، بل نقلنا إمدادات عبر أنابيب أوكرانيا أكثر مما هو منصوص عليه في العقد.. هناك موردون آخرون، وروسيا توفر 40% فقط للأسواق الأوروبية، وليست مسؤولة عن البقية، فلماذا تُتهم روسيا فقط؟".

أما عن مدى اهتمام روسيا بقضية ارتفاع أسعار الغاز، فأكد وزير الطاقة الروسي أن بلاده تؤيد استقرار الإمدادات، موضحًا أن الأسعار المرتفعة ليست في صالح شركة غازبروم وروسيا، إذ سيؤدي ذلك إلى خفض الاستهلاك والمشتريات وتباطؤ الاقتصاد.

أسعار النفط

نظرًا إلى أن ارتفاع أسعار النفط يؤثر في أسعار قطاعات الاقتصاد الآخرى، يعتقد وزير الطاقة الروسي أن سعر الخام الأمثل لروسيا يتراوح بين 55 و70 دولارًا للبرميل.

أسعار النفط - الاقتصاد

وأكد أن بلاده تعمل على زيادة الإنتاج وفقًا للكميات المتفق عليها داخل أوبك+، إلى جانب تطوير صناعة النفط وفقًا لإستراتيجية الطاقة الروسية حتى عام 2035.

وأشار وزير الطاقة الروسي إلى ضرورة استغلال موارد القطب الشمالي من النفط والغاز والمعادن الأرضية النادرة، وإمكان استخدامها في المستقبل رغم أنها احتياطيات مكلفة.

إنتاج الهيدروجين

على صعيد آخر، لا يعتقد وزير الطاقة الروسي أن قضية إنتاج الهيدروجين واستهلاكه ونقله الآمن تتعلق بدولة واحدة، إنما هي شاغل الجميع.

وأجاب عن سؤال حول التعاون بين روسيا وأوروبا في قطاع الهيدروجين وكيفية تصديره عبر خطوط الأنابيب، قائلًا: "ما يزال الأمر يحتاج إلى المزيد من التجارب لمعرفة مدى إمكان نقل الهيدروجين عبر خطوط أنابيب الغاز الحالية على سبيل المثال".

وأوضح أنه لا بد من توخي الحذر، لا سيما مع نقص الدراسات المتعلقة بتأثير الهيدروجين في الأنابيب الفولاذية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق