تقارير السياراترئيسيةسيارات

السيارات الكهربائية.. الشحن الذكي يبدد مخاوف انقطاع التيار مع زيادة المبيعات

دينا قدري

أصبح اعتماد السيارات الكهربائية المتسارع بمثابة مصدر قلق لمشغّلي شبكات الكهرباء وشركات الشحن والحكومات، في ظل المخاوف بشأن انقطاع التيار الكهربائي أو الحاجة إلى إنفاق المليارات من أجل ترقية الشبكات.

إذ قدّرت شركة التدقيق "إي واي" أن أوروبا سيكون لديها 65 مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2030، و130 مليونًا بحلول عام 2035.

ويبدو الشحن الذكي هو السبيل الوحيد لتحقيق تلك المعادلة بين الزيادة المستمرة للسيارات الكهربائية، مع تخفيف الضغط على شبكة الكهرباء، فضلًا عن تحسين استخدام الطاقة المتجددة، وتوفير أموال السائقين.

ويسمح برنامج الشحن الذكي لأصحاب السيارات الكهربائية بالتوصيل خلال ساعات الذروة الباهظة، دون سحب السيارة للكهرباء حتى ساعات الذروة الرخيصة، حسبما أفادت وكالة رويترز.

الشحن الذكي وثنائي الاتجاه

يُعدّ الشحن الذكي لأجهزة الشحن العامة تحديًا كبيرًا؛ لأن القليل منها متاح للأشخاص الذين لا يستطيعون الشحن في المنزل؛ لأنهم يوقفون سياراتهم في الشارع.

ووفقًا لتقرير صادر عن شركة إي واي ومنظمة يورلكتريك، ستحتاج أوروبا وحدها إلى 9 ملايين جهاز شحن عام بحلول عام 2035، ارتفاعًا من 374 ألفًا حاليًا.

حتى في بريطانيا، حيث يتوافر الشحن الذكي في المنزل على نطاق واسع، لا يدرك العديد من مالكي السيارات الكهربائية وجودها، وفقًا لهيئة تنظيم الطاقة في بريطانيا أوفجيم.

ويجب أن يجلب المستقبل القريب أيضًا الشحن "ثنائي الاتجاه" أو "من السيارة إلى الشبكة"، إذ يمكن للملايين من مالكي السيارات الكهربائية بيع شحن بطاريات سياراتهم إلى مشغّلي الشبكة خلال ساعات الذروة.

وقليل من السيارات اليوم -بجانب نماذج رينو وهيونداي أيونيك المقبلة- قادرة على الشحن ثنائي الاتجاه، بالرغم من أن المزيد من شركات تصنيع السيارات تعمل على تقديم نماذجها التي تستخدم تلك التقنية.

وعقدت شركة فورد موتور شراكة مع شركة صن رن للطاقة الشمسية، لاستخدام شاحنتها الصغيرة إف-150 لايتنينغ لتزويد المنازل بالكهرباء.

شاحنات فورد الكهربائية
شاحنة فورد إف-150 لايتنينغ الكهربائية

أهمية الشحن الذكي

قال الرئيس التنفيذي لشركة الشحن البريطانية "كونكتيد كيرب"، كريس باتمان جونز، لرويترز: "التحول إلى الكهرباء سيكون شبه مستحيل دون الشحن الذكي"، وذلك خلال عرض مشروع تجريبي على أجهزة الشحن العامة في هاكني، إحدى مدن لندن.

وباستخدام تطبيق الهاتف الذكي لـ"كونكتيد كيرب"، يمكن ضبط سرعة الشحن ووقته والسعر المحدد، وصولًا إلى معدل "اقتصادي" منخفض وبطيء يبلغ 19 بنسًا (26 سنتًا أميركيًا) لكل كيلو واط.

وأكد باتمان جونز أن "كونكتيد كيرب" تهدف إلى الحصول على 190 ألف جهاز شحن في شوارع المملكة المتحدة بحلول عام 2030، ما يمكّنها من التنبؤ بأنماط شحن المستهلك لمشغّلي الشبكة، وتقديم معدلات أقلّ عندما تكون الطاقة المتجددة المتاحة وفيرة.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة وي درايف سولار الهولندية، روبن بيرغ: "الفكرة الكاملة وراء الشحن ثنائي الاتجاه هي تحقيق التوازن في الشبكة"، مقدرًا أن السيارة الكهربائية المشحونة بالكامل يمكنها تشغيل المنزل العادي في هولندا لمدة أسبوع.

كما قال قائد موارد الطاقة العالمية في شركة "إي واي"، سيرج كولي، إن الشحن الذكي ثنائي الاتجاه أفضل من ترقيات شبكة الكهرباء "المكلفة للغاية".

وتقدّر أوفجيم أن تخفيضات الكهرباء القصوى من الشحن الذكي وثنائي الاتجاه بحلول عام 2050 يمكن أن تتطابق مع "10 محطات نووية من هينكلي بوينت سي"، وهو مشروع محطة من مفاعلين قيد الإنشاء في إنجلترا.

السيارات الكهربائية - الحصة السوقية للسيارات الكهربائية

نقص الوعي.. وزيادة التوجيه

يقدّم بعض مزوّدي الطاقة في المملكة المتحدة أسعارًا منخفضة خارج أوقات الذروة للشحن الذكي في المنزل، لكن القليل من مالكي السيارات الكهربائية يستخدمونها.

وصرّح الرئيس التنفيذي لشركة "رايت تشارج" البريطانية، تشارلي كوك، بأن "التصور أن الشحن الذكي في المنزل هو صفقة منتهية.. لكن الواقع هو أن الوعي بهذه التعرفات منخفض بشكل مدهش".

وتقدّر شركة رايت تشارج أن الشحن الذكي يمكن أن يوفر للسائقين في المملكة المتحدة 10 مليارات جنيه إسترليني (13.5 مليار دولار) بحلول عام 2030.

وتوجّه شبكة وكلاء السيارات البريطانية "لوكيرز" مشتري المركبات الكهربائية إلى موقع "رايت تشارج" الإلكتروني للتحقق من خياراتهم.

وقال مدير تطوير الأعمال في الشركة، أندرو هول، إن المشترين الذين اعتمدوا السيارات الكهربائية مبكرًا هم "أذكياء جدًا بشأن الشحن الذكي.. لكن الأمر يتغير مع ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية".

مثال النرويج في التحول

أصبحت النرويج في طليعة التحول إلى الكهرباء، بفضل الدعم الذي تقدّمه الدولة، إذ شكّلت السيارات الكهربائية ما يقرب من ثلاثة أرباع المبيعات في العاصمة أوسلو.

وبُنِيَت بعض المحطات الفرعية المحلية في الخمسينيات من القرن الماضي، وستحتاج أوسلو إلى ترقيات شبكية ضخمة ومكلفة دون الشحن الذكي.

إلّا أن أوسلو استثمرت أموالًا إضافية في مشروعات تجريبية لأجهزة الشحن ثنائية الاتجاه؛ لأنها تؤمن بهذا المفهوم.

ومع ذلك، فقد شعرت بخيبة أمل حتى الآن، لأن المزيد من شركات صناعة السيارات لم تقدّم بعد سيارات يمكنها تغذية الشبكة بالكهرباء مرة أخرى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق