السيارات الكهربائية.. تقرير يتوقع بيع 6.4 مليون وحدة في 2022
والصين تتصدر قائمة الموردين بـ2.9 مليون مركبة
أحمد بدر
رغم ارتفاع تكلفة شرائها مقارنة بسيارات البنزين والديزل، فإن السيارات الكهربائية ما زالت تتصدر المشهد بتزايد مذهل في المبيعات، الأمر الذي دفع تقرير جديد إلى توقّع بيع 6.4 مليون سيارة كهربائية خلال العام الجاري 2022.
وقال تقرير لوكالة الأبحاث والاستشارات غارتنز -التي تتخذ من ولاية كونيتكت الأميركية مقرًا لها- إنه من المتوقع أن ترتفع شحنات السيارات الكهربائية بنسبة 35% على أساس سنوي هذا العام، مع ما تقدّمه الحكومات من حوافز وقوانين ولوائح، للمساهمة في نمو هذه الصناعة.
كما توقع التقرير بيع نحو 6.4 مليون وحدة كهربائية هذا العام، بزيادة 1.6 مليون عن عام 2021، وفقًا لما نقله عنه موقع ذا ناشيونال نيوز.
المركبات المتوقع بيعها
من المتوقع أن تشكّل السيارات 95% من إجمالي مبيعات المركبات الكهربائية في 2022، بينما سيُقسّم الباقي بين الحافلات والشاحنات الصغيرة والشاحنات الثقيلة.
وبحسب مدير الأبحاث في شركة غارتنر جوناثان دافنبورت، فإن المركبات الكهربائية هي تقنية مهمة لقطارات الطاقة، للمساعدة بتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في قطاع النقل.
وأضاف: "خلال قمة المناخ كوب 26، وافق المجلس الانتقالي للمركبات عديمة الانبعاثات على أن يلتزم المصنّعون ببيع سيارات حيادية الكربون بحلول عام 2040، وفي وقت سابق في الأسواق الرائدة، ما يضغط على قطاع السيارات للاستعداد لإزالة الكربون".
وأجبرت لوائح الانبعاثات المقيدة وكفاءة استهلاك الوقود، مصنّعي السيارات على التركيز في المركبات الأكثر صداقة للبيئة.
التحول إلى السيارات الكهربائية
خلال الأسبوع الماضي، أعلنت شركة بنتلي الألمانية للسيارات الفاخرة، أن أول سيارة كهربائية لها ستكون جاهزة بحلول 2025، إذ كشفت عن استثمارات كبيرة باتجاه أن تصبح شركة خالية تمامًا من الكربون.
كما تضخّ المجموعة الأم فولكس فاغن -التي تضم 12 علامات تجارية تشمل أودي وبورش وسكودا- 35 مليار يورو (39 مليار دولار) في التحول إلى المركبات الكهربائية، وتهدف إلى أن تصبح أكبر شركة لتصنيع السيارات الكهربائية في العالم بحلول عام 2025.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة لامبورغيني ستيفان وينكلمان، الأسبوع الماضي، إن العلامة التجارية الإيطالية الفاخرة تعمل أيضًا على ابتكار أول نموذج كهربائي بالكامل، إذ تخطط لتقديم السيارة بحلول نهاية العقد.
وفي يوليو/تموز، قالت شركة دايملر الألمانية لصناعة السيارات، إن علامتها التجارية مرسيدس بنز ستكون كهربائية بالكامل بحلول نهاية العقد، إذ تسمح ظروف السوق بذلك.
وفي مارس/آذار الماضي، قالت شركة فولفو السويدية لصناعة السيارات، إنها ستصبح كهربائية بالكامل بحلول عام 2030، بينما أعلنت شركة جاغوار لاند روفر قبلها بشهر واحد إن علامتها التجارية الفاخرة جاغوار ستتحول بالكامل إلى الكهرباء بحلول عام 2025، لتصبح شركة خالية من الكربون بحلول عام 2039.
وفي يناير/كانون الثاني 2021، كشفت جنرال موتورز الأميركية عن خطط للتخلص من سيارات البنزين والديزل الخفيفة، بما في ذلك سيارات الدفع الرباعي، بحلول عام 2035.
معوقات أمام إزالة الكربون
يرى المحللون أنه رغم الضغط على مستوى الصناعة وضخّ الاستثمارات، فإن النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية واضطرابات سلاسل التوريد، ستؤثّر في جهود الصناعة لإزالة الكربون.
وبحسب مدير الأبحاث في شركة غارتنر جوناثان دافنبورت، فإن النقص المستمر في الرقائق سيؤثّر في إنتاج المركبات الكهربائية عام 2022، ورغم أن الشحنات صغيرة حاليًا، فإنها ستنمو بسرعة، إذ يرى الملّاك التجاريون الفوائد المالية والبيئية لتزويد أساطيلهم بالكهرباء.
وكانت عملاقة السيارة الكهربائية الأميركية تيسلا قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها تواجه مشكلات في الإمداد قد تؤثّر في أعمالها، إذ قالت في بيان: "كانت مصانعنا تعمل بأقلّ من طاقتها الإنتاجية لعدّة أرباع، إذ أصبحت سلسلة التوريد العامل المحدد الرئيس، والذي من المرجح أن يستمر حتى عام 2022".
وسجلت الشركة -التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، والتي سلّمت رقمًا قياسيًا قدره 940 ألف سيارة العام الماضي- زيادة سنوية في صافي أرباحها بنسبة 760%، لتصل إلى أكثر من 2.3 مليار دولار في المدة من أكتوبر/تشرين الأول إلى ديسمبر/كانون الأول 2021.
الصين تتصدّر قائمة المورّدين
مع فرض الصين تفويضًا على شركات صناعة السيارات -التي تتطلب أن تشكّل المركبات الكهربائية 40% من مبيعاتها بحلول عام 2030- تقدّر وكالة غارتنر أن الصين الكبرى ستشكّل 46% من شحنات السيارات الكهربائية العالمية في 2022.
ومن المتوقع أن تشحن الصين 2.9 مليون مركبة كهربائية هذا العام، تليها أوروبا الغربية التي تتوقع أن تشحن 1.9 مليون مركبة، وأميركا الشمالية ستشحن 855 ألفًا و300 مركبة.
ومع ذلك، فإن التقرير يرى أنه في حال الرغبة بتسريع الانتقال إلى المركبات الكهربائية، سيتعين على الشركات المصنّعة معالجة عدّة عوامل، مثل خفض سعر المركبات الكهربائية وإعادة تدوير البطاريات وتقديم مزيد من الاختيارات للمستهلكين.
وقال دافنبورت: "هناك مشكلة رئيسة يجب معالجتها، وهي عدم توفر الشحن السريع للشحن المنزلي والعامة، إذ سيحتاج مقدّمو الخدمات إلى زيادة استثماراتهم في البنية التحتية للشبكات الذكية لمواكبة الاستهلاك المتزايد للكهرباء".
وتوقعت وكالة الأبحاث غارتنر أن يرتفع عدد أجهزة الشحن الكهربائية العامة العالمية إلى 2.1 مليون وحدة في عام 2022، مقارنة بـ 1.6 مليون وحدة في عام 2021.
اقرأ أيضًا..
- صادرات العرب من الغاز المسال تسجل أعلى مستوى منذ 2013 (إنفوغرافيك)
- إنتاج النفط في روسيا يرتفع إلى 11 مليون برميل يوميًا في يناير
- رئيس توتال إنرجي: لا نقوم بـ"الغسل الأخضر".. ونخصص نصف استثماراتنا للنفط
