التغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الكهرباءتقارير الهيدروجينسلايدر الرئيسيةكهرباءهيدروجين

الهيدروجين قد يشكّل 16% من الطلب العالمي على الطاقة بحلول 2050

داليا الهمشري

في ظل التوجهات العالمية نحو استخدام الطاقة المتجددة، لا سيما في أعقاب قمة المناخ (كوب 26) التي هيأت المشهد العالمي لتحول الطاقة، سلّط الكاتب مايك سكوت بموقع إنرجي فويس الضوء على استجابة القطاعات الصناعية المختلفة إلى دور الهيدروجين بوصفه مصدرًا مستدامًا للطاقة.

وخلص سكوت إلى أن العالم يشهد تطورًا سريعًا في اقتصاد الهيدروجين بنوعيه الأخضر والأزرق، إلا أنه رجح أن يتخلف الهيدروجين الأزرق عن ركب التقدم خلال السنوات الـ10 القادمة في ظل التعهدات المناخية وتفوق تكلفة الهيدروجين الأخضر.

وقود مستدام في النقل

أصبح غاز الهيدروجين مصدرًا مهمًا للطاقة في القطاعات كافّة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تعدد استخداماته مصدرًا محتملًا للطاقة المستدامة، إذ بات أساسيًا في قطاع النقل من السيارات وحتى الصواريخ.

بالإضافة إلى استخدامه في توليد الكهرباء والصناعات التي يصعب التخفيف من انبعاثاتها مثل الصلب وصناعة الزجاج والأسمنت .

وعلاوة على ذلك، يمكن أن تكون طاقة الهيدروجين هي الحل الأمثل لتخزين الطاقة على المدى الطويل، لا سيما أنها تخلو من الملوثات المرتبطة بأنواع الوقود الأخرى عند الاستخدام.

الهيدروجين - الهيدروجين الرمادي - الهيدروجين الأزرق - الهيدروجين الأخضر
أبرز أنواع الهيدروجين

إستراتيجية الهيدروجين

تُنتج طاقة الهيدروجين بشكل نظيف، إما على شكل هيدروجين أزرق (يلتقط الكربون عند تجريد الهيدروجين من الميثان)، وإما هيدروجين أخضر، يُنتح باستخدام الطاقة المتجددة والمحلل الكهربائي لتقسيم الماء إلى هيدروجين وأكسجين.

وقال كبير محللي الهيدروجين في شركة بلومبرغ إن إي إف، مارتن تينغلر: "تضاعف كل شيء تقريبًا هذا العام في عالم الهيدروجين النظيف، ونتوقع استمرار الزخم في الأشهر المقبلة".

وقد نشرت أكثر من 40 دولة حتى الآن إستراتيجية للهيدروجين، وتعمل باقي الدول على وضع إستراتيجيتها الخاصة وتطويرها، حسب موقع إنرجي فويس.

خريطة طريق بريطانية

وضعت بريطانيا خريطة طريق للهيدروجين تستهدف إنتاج 5 غيغاواط سنويًا من الهيدروجين منخفض الكربون بحلول عام 2030، بالإضافة إلى صندوق لاستثمارات الهيدروجين بقيمة 240 مليون جنيه استرليني (324 مليون دولار أميركي)، وخطة لاستبدال 20% من شبكة الغاز بالهيدروجين.

وفي حين أن إستراتيجية المملكة المتحدة محايدة إلى حد ما فيما يتعلق بالتوازن بين الهيدروجين الأزرق والأخضر، فإن الاتحاد الأوروبي، الذي يهدف إلى الحصول على قدرة 40 غيغاواط بحلول عام 2030، يركز بشكل أكبر على الهيدروجين الأخضر.

وبحلول عام 2050، تتوقع الكتلة استثمارًا بقيمة 470 مليار يورو (534.5 مليار دولار) من القطاعين العام والخاص في هذا القطاع.

المملكة المتحدة - الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة - إيطاليا- الإمارات
الهيدروجين الأخضر يُعدّ إحدى ركائز تحوّل الطاقة

أوروبا تقود مسيرة الهيدروجين

أبرز مجلس الهيدروجين أن هناك 359 مشروعًا كبيرًا أُعلنت على الصعيد العالمي، 131 منها في النصف الأول من عام 2021 وحده.

وتقود أوروبا هذا التوجه باستثمارات تبلغ 130 مليار دولار، إلا أن هناك مناطق أخرى بدأت في الالتحاق بالركب.

وأفادت شركة ستاتكرافت النرويجية للطاقة المتجددة، في أحدث سيناريو وضعته للانبعاثات المنخفضة، بأن الهيدروجين الخالي من الانبعاثات قد يشكل 6% من الطلب العالمي على الطاقة بحلول عام 2050، بما في ذلك 7% من استخدام الطاقة في الصناعة، وما يصل إلى 2% من الاستخدام في المباني.

إلا أن شركة النفط البريطانية بي بي تتوقع أن تصل نسبة استخدام الهيدروجين إلى 16%، لتحقيق الحياد الكربوني.

سوق للهيدروجين النظيف

مع ذلك، فإن ما يقرب من 70 مليون طن تقريبًا من الهيدروجين يُنتج -حاليًا- باستخدام بخار الميثان، ويصدر عن هذه العملية أكثر من 10 أطنان من ثاني أكسيد الكربون لكل طن من الهيدروجين.

ويجب أن يكون التصدي لهذه المشكلة أحد محاور الجهود الأولية الرامية لإنتاج الهيدروجين النظيف، لإزالة الكربون عن القطاع المسؤول عن 2% من الانبعاثات العالمية ولإنشاء سوق للبديل النظيف، حسب مايك سكوت بموقع إنرجي فويس.

وطوّر مؤسس بنك باريس الوطني، مايكل ليبريتش، تصورًا أطلق عليه "سلم الهيدروجين النظيف"، يوضح التطبيقات التي من المرجح أن يكون الهيدروجين مناسبًا لها.

وفي قمة السلم، وضع ليبريتش الأسمدة والميثانول وإزالة الكبريت -بعبارة أخرى- القطاعات التي يدخل فيها الهيدروجين الرمادي الآن، بجانب تطبيقات جديدة واعدة في مجالات الشحن البحري، والصلب، وتخزين الطاقة على المدى الطويل والمواد الأولية الكيميائية.

وفي أسفل السلم وضع ليبريتش العديد من الاستخدامات التي رُوج لها على نطاق الصناعات الثقيلة وشركات الطاقة والحكومات، مثل السيارات والقطارات والحافلات، فضلًا عن التدفئة المنزلية.

تقرير أوابك حول مشروعات الهيدروجين العربية حتى أكتوبر 2021

زيادة الاستثمارات

في عام 2020، كان إنتاج الهيدروجين يمثل سوقًا بقيمة 120 مليار دولار، ولكن من المتوقع أن تنمو هذه السوق إلى 184 مليار دولار بحلول عام 2028، إذ يشهد هذا القطاع الكثير من تدفقات الأموال، حسبما ذكرت مؤسسة غراندفيو ريسيرش البحثية.

وعلى سبيل المثال، أطلق رئيس شركة رايت بوس لتصنيع حافلات الهيدروجين، جو بامفورد، صندوقًا قيمته مليار جنيه إسترليني (1.35 مليار دولار) للاستثمار في إنتاج الهيدروجين وتوريده، وأكد أن فريقه قد حدد بالفعل أكثر من 40 شركة لتقييم الاستثمار.

وأنشأت شركة الاستثمارات الفرنسية أدريان منصة "إتش واي 24" التي تُعد أكبر منصة استثمارية في العالم تركز على البنية التحتية للهيدروجين النظيف، والتي تهدف إلى جمع 1.5 مليار يورو (1.7 مليار دولار) مبدئيًا، وتشمل قائمة الداعمين شركات توتال إنرجي وإير ليكويد وفينشي.

الهيدروجين
مصنع شل لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ألمانيا

مشروعات الهيدروجين الأزرق

تتجه شركات الطاقة الأوروبية الكبرى -أيضًا- إلى الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة، لا سيما الهيدروجين.

واستعانت شركة شل -مؤخرًا- بأكبر محلل كهربائي في أوروبا (بي إي إم) بقدرة 10 ميغاواط في ألمانيا، لتستخدمه بشكل مبدئي في خفض الانبعاثات من عمليات التكرير التي تقوم بها، وبحلول عام 2023، تخطط لبناء محلل كهربائي بقدرة 200 ميغاواط في ميناء روتردام، ليكون جزءًا من مركز روتردام الأخضر للهيدروجين.

كما تشارك شل في مشروع نورت إتش 2، الذي من المتوقع أن ينتج أكثر من 800 ألف طن من الهيدروجين من مزرعة رياح بحرية بقدرة 10 غيغاواط في بحر الشمال، مع شركاء من بينهم إكوينور.

وتعمل شركة إكوينور مع شركة إنجي الفرنسية على مشروعات للهيدروجين الأزرق في بلجيكا وهولندا وفرنسا، بما في ذلك خطة لتحويل جزء من محطة طاقة تعمل بالغاز في هولندا للعمل على الهيدروجين.

وقد أعلنت شركة إنيوس مؤخرًا خططًا لإنفاق أكثر من 3 مليارات جنيه إسترليني (4.05 مليار دولار) لتطوير الهيدروجين الأخضر في جميع أنحاء أوروبا، وبناء محللات كهربائية في ألمانيا والنرويج، بالإضافة إلى تحديث مصفاة غرانغماوث لتعمل باستخدام الهيدروجين.

أكبر مصنع للهيدروجين

تخطط شركة النفط البريطانية بي بي لبناء أكبر مصنع للهيدروجين في المملكة المتحدة، وهي منشأة هيدروجين أزرق في تيسايد، في حين تركز شركة توتال إنرجي على النقل، مع ما يقرب من 30 محطة للتزود بالوقود الهيدروجيني قيد التشغيل في جميع أنحاء أوروبا الغربية، تعمل أساسًا لخدمة الشاحنات والحافلات.

ورغم أن الهيدروجين الأزرق يتناسب بصورة أكبر مع العمليات الحالية لشركات النفط والغاز، فإنه يعتمد على احتجاز الكربون وتخزينه، الذي كان تطويره بطيئًا على نحو ملحوظ، بالإضافة إلى خطوط الأنابيب ومرافق التخزين التي لم تُطوّر بعد.

وعلى النقيض من ذلك، تتسارع وتيرة تطوير البنية التحتية للهيدروجين الأخضر بصورة كبيرة.

في حين كان إجمالي القدرة العالمية للمحللات الكهربائية أقل من 200 ميغاواط في عام 2020، فمن المتوقع أن يتضاعف ذلك في عام 2021، وأن يتضاعف 4 أضعاف في عام 2022.

الهيدروجين الأخضر - إنرجي إنتليجنس

مستقبل الهيدروجين الأخضر

سيشهد التوسع بهذه الوتيرة انخفاض تكلفة التكنولوجيا في الوقت نفسه الذي تستمر فيه تكلفة الطاقة المتجددة في الانخفاض.

وتتوقع مؤسسة بلومبرغ إن إي إف أن الهيدروجين الأخضر سيكون أرخص بنسبة 85% بحلول عام 2050.

وقال كبير محللي الهيدروجين في شركة بلومبرغ إن إي إف، مارتن تينغلر: "بحلول عام 2030، لن يكون من المجدي اقتصاديًا بناء مرافق لإنتاج الهيدروجين الأزرق في معظم البلدان، إن الشركات التي تعتمد -حاليًا- على إنتاج الهيدروجين من الوقود الأحفوري باستخدام تكنولوجيا احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، لن يكون أمامها سوى 10 سنوات على الأكثر قبل أن ينتهي نشاطها، مثلما يحدث مع الفحم في قطاع الطاقة اليوم".

وفي ظل توقعات الطاقة العالمية الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية وقمة المناخ (كوب 26) الذي يهيئ المشهد لتحول الطاقة بشكل أسرع بكثير مما يتوقعه الكثيرون، فإن الهيدروجين الأزرق يخاطر بالتخلف عن الركب حتى قبل أن يبدأ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق