أخبار الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نوويةنفط

بريطانيا تخطط لأكبر مشروع نووي في 70 عامًا

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • المملكة المتحدة تبني محطة نووية جديدة كبيرة
  • تعول بريطانيا على الطاقة النووية في تحقيق أهداف الحياد الكربوني
  • قالت شركة إي دي إف، إنها سترجئ غلق 4 من مفاعلاتها النووية في بريطانيا لمدة عامين
  • نشرت الحكومة خريطة طريق تلتزم فيها ببناء أسطول من المفاعلات النووية
  • هبط إنتاج الطاقة النووية في بريطانيا إلى أدنى مستوى في 40 سنة خلال 2023

تمضي المملكة المتحدة قدمًا في بناء محطة نووية جديدة، ضمن إطار ما تُطلق عليه أكبر مشروع نووي في 70 عامًا، لتحقيق نهضة اقتصادية شاملة، عبر توفير آلاف الوظائف المجزية، وخفض فواتير الكهرباء، إلى جانب تحقيق أمن الطاقة.

وبدأت العديد من البلدان الأوروبية توجّه أنظارها إلى استغلال الطاقة النووية للأغراض السلمية، في مقدمتها توليد الكهرباء النظيفة، ناكثة بوعودها السابقة بالتخلي تدريجيًا عن ذلك المصدر الذي طالما واجه انتقادات لاذعة لما يقترن به من قوة تدميرية هائلة وكوارث قد تبقى عالقة في ذاكرة التاريخ.

وهناك أكثر من 60 مفاعلًا نوويًا قيد الإنشاء في العالم؛ من بينها 21 في الصين، مع وجود خطط لتشييد 110 مفاعلات أخرى (70 في الصين)، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة

وخلال فعاليات مؤتمر المناخ كوب 28 الذي عُقِد نهاية 2023 في دبي، تعهّدت 22 دولة بمضاعفة سعة الطاقة النووية 3 أضعاف بحلول أواسط القرن الحالي (2050)

مشروع طموح

تعتزم بريطانيا بناء محطة نووية جديدة، إلى جانب مشروعات حالية مشابهة تعوّل عليها في تعزيز أمن الطاقة وتقليل الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري، وتوفير كهرباء بأسعار معقولة، وفق تقرير منشور بالموقع الرسمي للحكومة البريطانية.

وستبدأ المناقشات الخاصة بموقع المحطة الجديدة فورَ توصُّل مرفق الكهرباء الفرنسي إلكتريسيتي دو فرانس (Electricite de France) والحكومة البريطانية إلى قرار الاستثمار النهائي بشأن محطة سايزويل سي (Sizewell C)، وفق ما قاله وزير الشبكات والطاقة النووية البريطاني أندرو بوي في تصريحات، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المتوقع أن يبدأ بناء المحطة النووية الجديدة خلال العام الحالي (2024)، وتراهن عليها المملكة المتحدة لإثبات قدراتها على تنفيذ إستراتيجيتها الرامية لمضاعفة سعة الطاقة النووية بواقع 4 مرات بحلول 2050.

ويتّسم بناء المحطات النووية المعقّدة غالبًا بالتباطؤ الشديد، كما أن التكاليف الزائدة عن الحدّ، والتأخر في تسليم المشروعات، يجعل المستثمرين حذرين بشأن خططهم؛ ما يعرقل التقدم الحاصل في بريطانيا في هذا الخصوص.

وقال بوي: "لا يوجد هناك حياد كربوني دون طاقة نووية"، مضيفًا: "المحطات النووية باهظة التكلفة، لكنها نفقات ضرورية، ولا يمكننا غض الطرف عنها".

الطاقة النووية

خريطة طريق

يأتي بناء محطة نووية جديدة في إطار خطط طموحة كشفتها الحكومة البريطانية، رغم المخاوف المتنامية بشأن تعثّر الإنتاج النووي والتأخر في إنجاز المشروعات.

وفي 5 من يناير/كانون الثاني (2024)، نشرت الحكومة خريطة طريق تلتزم فيها ببناء أسطول من المفاعلات النووية القادرة على توليد سعة قدرها 24 غيغاواط بحلول أواسط القرن الحالي (2050)، وهو ما يكفي لتلبية الطلب الوطني على الكهرباء.

وستمنح الحكومة موافقتها على مفاعل أو مفاعلين جديدين كل 5 أعوام، بدءًا من عام 2030 إلى عام 2044، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتعيد خريطة الطريق المذكورة إلى الأذهان الخطط التي طرحها رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون في العام قبل الماضي (2022)، لبناء "مفاعل جديد سنويًا" بهدف فطم بريطانيا عن مصادر الوقود الأحفوري الحساسة للبيئة.

ومنذ ذلك الحين، قالت شركة إلكتريسيتي دو فرانس المعروفة اختصارًا بـ"إي دي إف" (EDF) الفرنسية المشغّلة لمفاعل هينكلي بوينت سي (Hinkley Point C)، إن تكلفة أول محطة نووية جديدة في المملكة المتحدة في جيل والمخطط إنشاؤها قد لامست 33 مليار جنيه إسترليني، بزيادة نسبتها 30% من عام 2015، حينما توقعت الشركة أن تتراوح التكلفة بين 25 مليار و26 مليار جنيه إسترليني.

(الجنيه الإسترليني = 1.28 دولارًا أميركيًا).

وهناك مخاوف كذلك من احتمال تأخّر تاريخ بدء التشغيل الخاص بمفاعل هينكلي بوينت سي، من صيف عام 2027 إلى أوائل العقد التالي (2040).

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك - الصورة من Shutterstock

أهداف الحياد الكربوني

قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إن دعم الحكومة للمشروع النووي الطموح يمثّل "الخطوة التالية في التزامنا بالطاقة النووية، والتي تضعنا على المسار لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بطريقة مدروسة ومستدامة".

وأضاف سوناك: "الطاقة النووية هي العلاج الأمثل لتحديات الطاقة التي تواجه المملكة المتحدة؛ لكونها نظيفة وأرخص تكلفة على المدى البعيد، كما أنها ستضمن أمن الطاقة في البلاد على المدى الطويل".

وتابع: "يمثّل أكبر مشروع نووي في 70 عامًا الضمان الأمثل لأمن الطاقة في المستقبل، والمحرك الأقوى لتوفير الوظائف والمهارات التي نحتاج إليها للنهوض بالبلاد وإنعاش اقتصادنا الوطني".

وفي يناير/كانون الثاني (2024) قالت شركة إي دي إف، إنها سترجئ غلق 4 من مفاعلاتها النووية في بريطانيا لمدة عامين على الأقلّ، من أجل المساعدة على سدّ الفجوة الوشيكة بإمدادات الطاقة النووية في البلاد نهاية العقد الحالي (2030).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضَا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق