التغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير السياراتتقارير الطاقة المتجددةتقارير الهيدروجينسلايدر الرئيسيةسياراتطاقة متجددةهيدروجين

بعد كوب 26.. الصين والهند تخططان للتوسع في سيارات الهيدروجين

للوفاء بتعهداتهما المناخية

داليا الهمشري

تخطّط دول عديدة للوفاء بتعهداتها المناخية بعد قمة المناخ كوب 26 من خلال عدة تدابير، لا سيما في مجال النقل بوصفه من أكثر القطاعات المسببة للانبعاثات الكربونية.

وفي هذا الإطار، من المتوقع أن تشهد السنوات القليلة المقبلة ثورة في مجال السيارات الهيدروجينية، خاصة في الأسواق الصينية والهندية.

وكانت قمة المناخ كوب 26، التي اختتمت أعمالها أمس الجمعة، قد أخذت تعهدات من الحكومات وشركات صناعة السيارات وأصحاب المصلحة الآخرين بالانتقال إلى سيارات خالية من الانبعاثات بنسبة 100% بحلول عام 2040.

تعهدات الهند

شدّدت الهند، خلال قمة المناخ، على ضرورة تحويل أسطولها الكبير من السيارات والدراجات، الذي يشكّل أكثر من 80% من وسائل النقل في البلاد، إلى مركبات عديمة الانبعاثات.

وفي الوقت الحالي، تطرح السوق 4 تقنيات خالية من الانبعاثات لتشغيل المركبات، وهي السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات، ومحركات الاحتراق الداخلي التي تعمل بالوقود الحيوي، والمركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، ومحركات الاحتراق الداخلي للهيدروجين.

ففي سيارة الهيدروجين، تحول محطات توليد الطاقة لهذه المركبات الطاقة الكيميائية للهيدروجين إلى طاقة ميكانيكية إما عن طريق حرق الهيدروجين في محرك احتراق داخلي، وإما عن طريق تفاعل الهيدروجين مع الأكسجين في خلية وقود لتشغيل المحركات الكهربائية.

ريلاينس الهندية
رئيس مجلس إدارة شركة ريلاينس إندستريز الهندية موكيش أمباني

جهود للتوسع في استخدام الهيدروجين

على الرغم من أن معظم شركات صناعة السيارات قد طرحت بالفعل نماذج الطاقة البيئية الخاصة بها، فإنه لم يُحرز تقدم كبير في محركات الاحتراق الداخلي للوقود الحيوي؛ لأن انبعاثاتها تعتمد على مصادر الكتلة الحيوية والكربون.

وفي الوقت نفسه، تطورت محركات السيارات التي تعمل بالهيدروجين بشكل كبير خلال العقود القليلة الماضية.

وفي الهند، شجّع وزير النقل، نيتين جادكاري، على استخدام الهيدروجين وقودًا للسيارات في مناسبات متعددة.

وأعلنت شركة جايل الهندية التي تديرها الحكومة -مؤخرًا- عزمها بناء منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 10 ميغاواط -وهي أكبر محطة من نوعها في البلاد- على مدار 12-14 شهرًا المقبلة.

وفي القطاع الخاص، تعمل شركة ريلاينس إندستريز بقيادة موكيش أمباني -أيضًا- على تطوير تقنية لخفض تكلفة الهيدروجين الأخضر.

كوب 26

سباق السيارات في الصين

في الصين، ومع استمرار النمو السريع لشركات السيارات الكهربائية، انضم نوع آخر من مركبات الطاقة الجديدة إلى السباق، وهي السيارات التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية.

إذ تخطط شركة هيونداي لإطلاق سياراتها التي تعمل بوقود الهيدروجين في السوق الصينية العام المقبل، بعد ظهورها في معرض الصين الدولي الرابع للاستيراد لهذا العام، حسب موقع غلوبال تايمز.

ولم تعلن هيونداي وحدها خططها لإطلاق سيارات هيدروجينية في الصين.

إذ كانت السيارات التي تعمل بالهيدروجين أحد المعالم البارزة في معرض الصين الرابع للسيارات، الذي كانت تهيمن عليه السيارات الكهربائية من قبل.

كما اكتظ المعرض بشركات التصنيع ومزودي قطع غيار السيارات لعرض منتجاتهم حول مركبات الهيدروجين.

ثورة في السيارات الهيدروجينية

عرضت شركة تويوتا اليابانية العملاقة للسيارات سيارتها الهيدروجينية ميراي، التي من المقرر استخدامها في النقل خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين عام 2022.

كما عرضت شركة ميشلان الفرنسية لتصنيع الإطارات سيارة سباق تعمل بالهيدروجين، في حين كشفت شركة بوش الصناعية العملاقة -ومقرها ألمانيا- عن وحدة محرك وقود الهيدروجين.

وقال المتحدث باسم شركة بوش لحلول القطارات، تشاو غيا مياو: "إن المعرض أرسل إشارة واضحة بقرب منافسة المركبات التي تعمل بالهيدروجين في السوق المحلية في الصين بعد سنوات من التحضير والبحث عن وقود صديق للبيئة يمكن أن يحل محل البنزين".

ومن جانبه، أفاد مراقب صناعة السيارات، فنغ شيمينغ: "كانت الشركات الأجنبية تترقب إطلاق سيارات الهيدروجين في الصين في الماضي، لكنها الآن تتخذ خطوات ثابتة نحو العمل، ويُعدّ المعرض بمثابة نقطة تحول في تطوير سيارات الهيدروجين في الصين".

تحول إلى الطاقة النظيفة

قال الخبراء وموظفو شركة هيونداي إن أحد الأسباب المهمة التي دفعت الشركات إلى اتخاذ قراراتها هو تحول سياسة الحكومة إلى الطاقة النظيفة، لا سيما بعد تحديد أهداف لتحقيق الحياد الكربوني.

وتوقع تشاو مزيدًا من الجهود لإطلاق سيارات الهيدروجين خلال السنوات القليلة المقبلة في الصين، لافتًا إلى أن الخطط الحكومية لخفض الانبعاثات ستدفع الشركات للتحرك في هذا الاتجاه.

وأوضح أن الهيدروجين يُعدّ طاقة نظيفة للغاية، لأنه ينبعث من الماء فقط، في حين أن بطاريات السيارات الكهربائية لا تزال تسبب بعض التلوث، وإن كانت أفضل من البنزين الذي ينتج الكربون.

وعرضت بعض الشركات -خلال معرض الصين الدولي الرابع للاستيراد- مقاطع فيديو تهدف إلى تثقيف الحضور حول الأساس المنطقي وراء التحول إلى سيارات الهيدروجين وتثقيفهم حول الفوائد البيئية لاستخدامها.

الدعم الحكومي

عبرت بعض الشركات -أيضًا- عن ثقتها في سياسات الحكومة التي ستعزز إطلاق مركباتها الهيدروجينية في الصين، بل وتوقعت شركة هيونداي أن تتلقى سيارات الهيدروجين إعانات من الحكومة الصينية عند إطلاقها في الصين.

وقالت: "لأنها سيارة صديقة للبيئة، قد تحصل نيكسو على دعم من الحكومة الصينية"، حسب موقع غلوبال تايمز.

ولم تقرر هيونداي بعد سعر السيارة في الصين، ولكن بالقياس على نسختها الكورية الجنوبية، فقد تُسعر بنحو 220 ألف يوان (34.430 دولارًا) في نهاية المطاف بعد الدعم الحكومي.

ونشر مجلس الوزراء الصيني -يوم الأحد الماضي- مبادئ توجيهية حول منع التلوث والسيطرة عليه، وأكدت الوثيقة أن الصين ستدعم استخدام المركبات التي تعمل بالهيدروجين.

مستقبل السيارات الهيدروجينية

أفاد رئيس شركة بكين للطاقة الشمسية والتكنولوجيا، تشي هان شن، بأنه انطلاقًا من نماذج ترويج السيارات الهيدروجينية الحالية في الصين في العديد من المدن بالإضافة إلى مستويات التكنولوجيا، من المتوقع أن تُنشر الطاقة الهيدروجينية أولًا للحافلات العامة والشاحنات الخفيفة إلى المتوسطة الوزن، التي سوف تكون مناسبة لتركيب أنظمة بطاريات وقود متوسطة أو صغيرة السعة.

وأضاف تشي: "بمساعدة السياسات الحكومية، تتطور خلايا الوقود عالية الطاقة بسرعة، وسيُباع نحو 10 آلاف سيارة تعمل بالهيدروجين سنويًا في الصين بحلول عام 2025".

ومع ذلك، فإن الخبراء ليسوا متأكدين تمامًا من أن مركبات الهيدروجين يمكن قبولها بسهولة من قبل الجمهور، إذ لا يزال بها بعض العيوب التي يتعين على الشركات حلها إذا أرادت بيع السيارات على نطاق واسع في الصين.

فعلى عكس السيارات الكهربائية، تفتقر مركبات الهيدروجين إلى البنية التحتية الحالية، ما يشكّل مهمة صعبة للحكومة.

عقبات أمام السيارات الهيدروجينية

قال مراقب صناعة السيارات، فنغ شيمينغ: "لن يكون هناك الكثير من مستخدمي سيارات الهيدروجين في البداية، وستكون التكلفة مرتفعة، وسيعاني السائقين صعوبة تزويد سياراتهم بالوقود".

وأشار فنغ إلى أن شركات تصنيع السيارات الكهربائية استغرقت نحو 10 سنوات لاكتشاف النمط المناسب لبناء شبكتها الإضافية، وقد يستغرق الأمر 10 سنوات أخرى لشركات مركبات الهيدروجين لبناء شبكتها الخاصة.

وتابع فنغ أنه من عيوب مركبات الهيدروجين الأخرى أن الحجم النموذجي للمركبات سيكون أكبر من السيارات الكهربائية، إذ إن نظام الطاقة للمركبات الهيدروجينية أكثر تعقيدًا من تكنولوجيا البطاريات الحالية، بما في ذلك خزان تخزين الهيدروجين، ومحرك بطارية الوقود والبطارية الإضافية.

ارتفاع التكلفة

من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي، سونغ تشينغهوي، أن التكلفة قد تشكل عقبة أخرى، لافتًا إلى أن تكلفة إنتاج خلايا الهيدروجين تزيد على ضعف تكلفة إنتاج بطاريات الليثيوم، ويرجع ذلك بصفة رئيسة إلى محدودية استخدامها، موضحًا أن هذا يعني أن السوق لا تزال بحاجة إلى تشجيع السياسات ودعمها".

واستطرد سونغ: "لا يزال لديّ بعض علامات الاستفهام، لكنني سعيد برؤية نمو السوق في المستقبل".

بينما يحذر بعض مراقبي السيارات من خطر محتمل يتمثل في إمكان حدوث انفجارات شديدة في محطات التزود بالوقود الهيدروجيني.

كما أن تقنية شحن السيارات ما تزال صعبة التطبيق، إذ أدت التطورات المستمرة في تكنولوجيا بطاريات أيونات الليثيوم إلى جعل المركبات الكهربائية على قدم المساواة مع السيارات التي تعمل بالوقود التقليدي، ويُعد نجاح تيسلا خير مثال على هذه الحالة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق