التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةتقارير الهيدروجينرئيسيةطاقة متجددةعاجلهيدروجين

الهيدروجين يدعم خفض الانبعاثات في 3 وسائل رئيسة للنقل (تقرير)

قطاع النقل مسؤول عن 24% من الانبعاثات عالميًا

أحمد شوقي

يتزايد الاهتمام وكذلك الاستثمار في الهيدروجين، بوصفه أبرز البدائل المقترحة للوقود الأحفوري الضارّ بالبيئة، خاصةً في وسائل النقل لمسافات طويلة.

ويُعدّ قطاع النقل العالمي مسؤولًا عن 24% من انبعاثات الكربون، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وغالبًا ما يُشار إلى النقل بالشاحنات والشحن البحري والطيران على أنها قطاعات تجد صعوبة للحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، في الوقت نفسه، تواجه ضغوطًا كبيرة لتقليل بصمتها الكربونية، بحسب تقرير صادر حديثًا عن منتدى الطاقة الدولي.

شاحنات المسافات الطويلة

شهدت السيارات الكهربائية طفرة كبيرة حول العالم خلال السنوات القليلة الماضية، ووصلت مبيعاتها إلى مستوى قياسي بلغ 3 ملايين سيارة العام المنقضي، مع تجاوز إجمالي المركبات الكهربائية المستخدمة حاجز 10 ملايين سيارة.

وفي عامي 2017 و2018، ارتفعت المبيعات العالمية للسيارات الكهربائية بنحو 65% مع وتيرة نمو مماثلة في عام 2019 قبل تفشّي الوباء.

ورغم هذا الزخم، فإن كهربة السيارات لا تتناسب مع شاحنات المسافات الطويلة، وهنا تصبح خلايا الوقود التي تعمل بالهيدروجين هي الأنسب بحكم قيود وزن السيارة كما تتلاءم مع المسافات الأكبر، بحسب التقرير.

ويرى منتدى الطاقة الدولي أن الهيدروجين الذي لا يطلق انبعاثات مهمّ بالنظر إلى البصمة الكربونية غير المتكافئة للقطاع، ففي الولايات المتحدة، تمثّل المركبات الثقيلة 10% فقط من الإجمالي، ولكنها تمثّل 23% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن وسائل النقل.

وتراهن شركة دايملر الألمانية -أكبر صانع للشاحنات الثقيلة في العالم- على تكنولوجيا خلايا الوقود لتحقيق طموح الوصول للحياد الكربوني.

وأعلنت دايملر أن نسختها الأولى للشاحنة الثقيلة (GenH2) التي تعمل بالهيدروجين، قادرة على قطع مسافة 600 ميل قبل إعادة التزوّد بالوقود.

يأتي ذلك مع حقيقة أن الشاحنات التي تعمل بوقود الهيدروجين تواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في الافتقار إلى البنية التحتية للتزوّد بالوقود، ولا يمكن للشركات أن تواجه ذلك بمفردها، وفقًا للتقرير.

ويرى كثيرون أن الهيدروجين هو الطريق نحو تحوّل الطاقة في النقل بالشاحنات لمسافات طويلة، لكن ذلك يحتاج إلى تعاون وشراكة غير مسبوقة عبر الصناعة، بحسب التقرير.

الشحن البحري

بدأت العديد من الشركات الاهتمام باستخدام الهيدروجين عبر قطاع الشحن في سبيل خفض الانبعاثات الكربونية، مع حقيقة أن الشحن البحري يمثّل ربع انبعاثات قطاع النقل العالمي، بحسب تقرير لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.

وعلى سبيل المثال، قامت شركة "سي إم بي تكنولوجيز" في بلجيكا، بتطوير عبّارة هيدروفيل، تتّسع لـ16 راكبًا، وتنقل الركّاب بين مدينتي كرويبكي وأنتويرب، لتصبح أول سفينة ركّاب في العالم تعمل بالهيدروجين.

ومع ذلك، فإن استخدام الهيدروجين في الشحن لا يخلو من التحديات؛ إذ يستغرق تخزين الهيدروجين السائل عند سالب 235 درجة مئوية مساحة كبيرة من سفن الشحن، كما إنه قابل للاشتعال، ما يمثّل خطرًا على السفن.

وأمام ذلك، تعمل شركة "سي إم بي" على حلّ هذه المشكلة من خلال محطة في أنتويرب لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام المحلل الكهربائي، وستكون المنشأة متاحة للسيارات والحافلات التي تعمل بالكهرباء والهيدروجين، وكذلك السفن، بحسب التقرير.

قطاع الطيران

يمثّل قطاع الطيران العالمي 2% تقريبًا من إجمالي انبعاثات الاحتباس الحراري في جميع أنحاء العالم.

وفي ظل السعي لخفض الانبعاثات الكربونية من الصناعة، شكّلت الشركات متعددة الجنسيات بما في ذلك بوينغ ومايكروسوفت ما يٌسمى بتحالف مشتري الطيران المستدام (SABA).

ونظرًا لأن الرحلات الكهربائية التي تعمل بالبطارية تقتصر على مسافات قصيرة تصل إلى 150 ميلًا، فقد أصبح الدفع بالهيدروجين هو المسيطر على الصناعة، كما يرى منتدى الطاقة الدولي.

وفي السياق ذاته، تعمل شركة آيرباص على تطوير أول طائرة تجارية عديمة الانبعاثات في العالم بحلول عام 2035، من خلال تقنيات الهيدروجين.

ليس هذا فحسب، بل تتعاون آيرباص مع شركات الطيران والمطارات للبحث في كيفية إزالة الكربون من المركبات الأرضية المرتبطة، بما في ذلك حافلات الركاب والقاطرات، لتقليل الانبعاثات الناتجة عن النقل، وفقًا للتقرير.

ومع هذا الدور الكبير الذي قد يلعبه الهيدروجين في خفض الانبعاثات من قطاع النقل لمسافات طويلة، لا بد من التركيز على إنتاج الهيدروجين الأخضر ليكون عاملًا رئيسًا في إزالة الكربون، مع حقيقة أن إنتاج غالبية الهيدروجين حاليًا يحدث باستخدام الوقود الأحفوري.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق