أول محطة وقود نووي في أوروبا تتلقى منحة بـ244 مليون دولار
أسماء السعداوي
تقترب أول محطة وقود نووي في أوروبا من أن تصبح حقيقة واقعة، مع قرار الحكومة البريطانية دعمها بمنحة قدرها 196 مليون جنيه إسترليني (244.5 مليون دولار أميركي).
وستنتج المحطة اليورانيوم منخفض التخصيب عالي المقايسة "هاليو" (HALEU) لتشغيل الجيل الجديد من محطات الطاقة النووية.
وبحسب الحكومة، ستساعد المحطة الجديدة في تحقيق أهداف المناخ وتعزيز أمن الطاقة وخفض الفواتير؛ إذ تسعى لندن لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
كما تستهدف عزل روسيا عن أسواق الطاقة العالمية، والقضاء على مكانتها بوصفها المنتج التجاري الوحيد لهذا النوع من الوقود النووي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتسعى بريطانيا لزيادة قدرات محطاتها النووية إلى 24 غيغاواط بحلول عام 2050، ما يعادل قرابة رُبع الطلب المتوقع على الكهرباء.
تفاصيل أول محطة وقود نووي في أوروبا
ستُقام المحطة الجديدة بقرية كبنهورست في تشيشير، حيث ستجعل من شمال غرب إنجلترا "رائدًا عالميًا" في إنتاج الوقود النووي، كما ستوفر نحو 400 فرصة عمل.
وستبدأ إنتاج ما يصل إلى 10 أطنان من الوقود بحلول عام 2031 لاستعماله محليًا أو تصديره للخارج، حسبما قالت الحكومة البريطانية في بيان صحفي منشور بموقعها الإلكتروني الرسمي.
وبحسب البيان، تكافئ 10 أطنان من اليورانيوم منخفض التخصيب عالي المقايسة مليون طن من الفحم.
وستتولى شركة يورينكو الرائدة في تخصيب اليورانيوم في ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة وبريطانيا (Urenco) مهمة تطوير المحطة.
خطوة ضرورية
قال رئيس الوزراء ريشي سوناك، إن بناء أول محطة وقود نووي في أوروبا داخل بريطانيا "ضروري"، لافتًا إلى أن روسيا هي المزود الوحيد لهذا الوقود النووي القوي لمدة طويلة للغاية، وأن تلك تمثّل آخر خطوات دفعها خارج سوق الطاقة بالكامل.
وأضاف سوناك: "مازال المستقبل الأوسع للطاقة النووية في بريطانيا مسعى وطنيًا حاسمًا يضمن الأمن النووي وأمن الطاقة ويخفض فواتير الطاقة للبريطانيين".
بدورها، قالت وزيرة أمن الطاقة والحياد الكربوني كلير كوتينهو، إن الحكومة لن تسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين "باحتجازنا للحصول على فدية مقابل الوقود النووي".
وأضافت: "دعم يورينكو لبناء محطة تخصيب يورانيوم هنا في المملكة المتحدة سيعني أننا أول دولة أوروبية خارج روسيا تنتج الوقود النووي المتطور".
وتابعت: "هذا سيدعم المئات من فرص العمل، وسيجلب استثمارات للمواطنين في تشيشير، وهي مكسب ضخم لأمن الطاقة محليًا وخارجيًا".
من جانبه، قال وزير الطاقة المتجددة والنووية أندرو بويي، إنه مع دخول المزيد من المفاعلات المعيارية المتقدمة حيز التشغيل، سيكون اليورانيوم منخفض التخصيب عالي المقايسة مطلوبًا، ولذلك "فإن امتلاك المزيد من تلك التقنية في بريطانيا سيعني قدرتنا على توريدها من مصدر محلي".
هيمنة روسية
منذ غزو أوكرانيا في مطلع عام 2022، تسعى دول الغرب إلى خفض واردات الطاقة الروسية.
وبدأت شركة "سنتروس إنرجي الأميركية (Centrus Energy) إنتاج كميات صغيرة من الوقود النووي، وتدرس شركة أورانو الفرنسية (Orano) بناء محطة وقود نووي في الولايات المتحدة.
كما أعلنت بريطانيا اليوم (8 مايو/أيار 2024) إقامة عطاء بقيمة 600 مليون جنيه لبناء نموذج لأول محطة طاقة اندماج نووي تجارية في العالم، على أمل أن تتصل بالشبكة بحلول عام 2040.
ويُخصّب الهاليو إلى مستويات تصل إلى 20%، بدلًا من نحو 5% بالنسبة لليورانيوم الذي يشغّل معظم المحطات النووية القائمة.
ويعتمد الكثير من الشركات العالمية المطورة للمفاعلات النووية المتقدمة على وقود هاليو، لكن الشركة الرئيسة التي تبيع حاليًا شحنات تجارية هي تينيكس (TENEX) التابعة لشركة روساتوم الروسية (Rosatom).
موضوعات متعلقة..
- سياسات الطاقة النووية في بريطانيا "محل شك".. هل تنقذها المفاعلات الصغيرة؟
- بريطانيا تستهدف توليد رُبع حاجتها من الكهرباء بالطاقة النووية
- إطلاق هيئة الطاقة النووية في بريطانيا.. وحزمة تمويل بأكثر من 200 مليون دولار
اقرأ أيضًا..
- واردات اليابان من الغاز المسال تنخفض.. و3 دول خليجية بالقائمة
- سوق الغاز المسال تواجه توقعات مستقبلية صادمة.. وترقب لتوسعات قطر
- تقرير أميركي يخفض توقعات أسعار النفط في 2024 و2025
- أكبر الدول المصدرة للنفط إلى إسرائيل في 2024.. دولتان أفريقيتان بالقائمة