تقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

بريطانيا تستهدف توليد رُبع حاجتها من الكهرباء بالطاقة النووية

بحلول عام 2050

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • بريطانيا تعوّل على الطاقة النووية لتوليد رُبع احتياجاتها من الكهرباء
  • بريطانيا تدشّن "الهيئة النووية البريطانية العظمى"
  • ضخّت بريطانيا استثمارات قدرها 700 مليون جنيه إسترليني في مشروع " سايزويل سي"
  • أعلنت لندن حزمة تمويلية بقيمة 157 مليار جنيه إسترليني لتمويل الأعمال النووية
  • استثمارات بمليارات الجنيهات الإسترلينية من القطاعين العام والخاص في مشاريع المفاعلات الصغيرة

أضحت الطاقة النووية في بريطانيا هدفًا لتوليد رُبع احتياجات البلاد من الكهرباء بحلول أواسط القرن الجاري (2050)؛ ما سيُسهم في تغطية معدلات الطلب المحلي المتنامية في البلد الواقع شمال غرب أوروبا.

وتشهد بريطانيا أزمة كهرباء استفحل خطرها السنة الماضية (2022)، على وجه الخصوص، في أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط (2022)، وما نتج عنها من عقوبات غربية على روسيا دفعت إلى ارتفاع صاروخي في أسعار الوقود العالمية، لتتجه أوروبا إلى البحث عن مصادر طاقة بديلة.

وفي هذا السياق، تحظى الطاقة النووية في بريطانيا باهتمام بالغ في الوقت الراهن، وهو ما يظهر في الخطط الرامية لتعزيز التوسع في مخططات الطاقة النووية الجديدة، عبر إطلاق هيئة حكومية جديدة تحمل اسم "الهيئة النووية البريطانية العظمى"، وفق ما أوردته وزارة الطاقة، ونشرته منصة "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" S&P Global Commodity Insights.

ويُعوّل على تلك الخطوة بتعزيز أمن الطاقة في المملكة المتحدة، وخفض الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري غير المستقرة، وتوليد كهرباء أكثر بأسعار معقولة وتنمية الاقتصاد بوجه عام، إذ تُسهم الصناعة النووية في ضخ نحو 6 مليارات جنيه إسترليني (نحو 7 مليارات و800 مليون دولار أميركي) في شرايين الاقتصاد البريطاني.

(الجنيه الإسترليني = 1.30 دولارًا أميركيًا).

نهضة نووية

قال وزير أمن الطاقة البريطاني غرانت شابس: "اليوم، ونحن ندشّن الهيئة النووية البريطانية العظمى ومسابقة تطوير تقنية المفاعلات النووية الصغيرة المتطورة، فإننا نشهد وضع حجر الأساس لنهضة الطاقة النووية في بلادنا".

وإضافة إلى دعم تقنية المفاعلات النووية الصغيرة الناشئة، تظل الحكومة ملتزمة بتنفيذ المشروعين العملاقين هينكلي بوينت سي وسايزويل سي، كما أنها ستدعم " الهيئة النووية البريطانية العظمى" بهدف تعزيز محطات نووية، بسعات أكبر في المملكة المتحدة، بحسب ما ذكرته الوزارة وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبدءًا من اليوم الثلاثاء 18 يوليو/تموز (2023)، تستطيع الشركات تسجيل اهتمامها لدى الهيئة النووية البريطانية العظمى عبر المشاركة في مسابقة لتأمين الدعم التمويلي لتطوير منتجاتها.

وقد يتمخض عن ذلك استثمارات بمليارات الجنيهات الإسترلينية من القطاعين العام والخاص بمشاريع المفاعلات الصغيرة (SMR) في المملكة المتحدة - ما يدلّ على أن الحكومة تفي بأولوياتها للشراكة مع الصناعة النووية وقيادة مستقبل التقنيات النووية بشكل مشترك.

محطة طاقة نووية
محطة طاقة نووية - الصورة من monarchpartnership

المفاعلات الصغيرة والمتوسطة

بخلاف المفاعلات التقليدية التي تُبنى في الموقع، يمكن تصنيع المفاعلات الصغيرة والمتوسطة الحجم في المصانع، ويمكن أن تغير طريقة بناء محطات الطاقة من خلال جعل البناء أسرع وأقلّ تكلفة.

من جهتها، قالت العضوة المنتدبة المشتركة في مشروع "سايزويل سي" جوليا بايكي: "إعلان اليوم هو –أيضًا- بمثابة تصويت كبير آخر على الثقة في سايزويل سي، والذي سيستمر في إحداث تحول في بناء الطاقة النووية في بريطانيا، التي كان قد بدأها مشروع هينكلي بوينت سي،" في تصريحات أدلت بها في البيان الصادر عن وزارة الطاقة البريطانية.

وفي الصيف الماضي، ضخت المملكة المتحدة استثمارات قدرها 700 مليون جنيه إسترليني في مشروع "سايزويل سي"، الذي يعدّ أول دعم رسمي حكومي لمشروع طاقة نووية كبير في أكثر من ثلاثة عقود، ما يجعلها مستثمرًا مشاركًا في الشركة المالكة لهذا المشروع إلى جانب مرفق الكهرباء الفرنسي إليكتريستي دو فرانس "إي دي إف"، أكبر مشغل للطاقة النووية في أوروبا.

وتُقدَّر تكاليف المشروع البالغة سعته 3.2 غيغاواط، بنحو 20 مليار جنيه إسترليني في عام 2020.

وعلاوة على ذلك، تعدّ "إي دي إف" -أيضًا- المطور الرئيس لمشروع هينكلي بوينت سي الذي من المقرر بدء بنائه في عام 2027، غير أنه من المتوقع أن تزيد تكلفته على 32 مليار جنيه إسترليني.

بدوره، وصف الرئيس المؤقت للهيئة النووية البريطانية العظمى سيمون بوين، الأخيرة بأنها "أساس تسليم البرنامج النووي الجديد الذي طرحته الحكومة". وفق ما ورد في التقرير.

تمويلات مليارية

أعلنت لندن -أيضًا- عن حزمة تمويلية بقيمة 157 مليار جنيه إسترليني للشركات لمساعدتها على تسريع وتيرة تطوير الأعمال النووية المتطورة في المملكة المتحدة.

وتستهدف تلك المنح التمويلية دعم التصميمات النووية المتطورة كي تدخل الإطار التنظيمي في المملكة المتحدة، ما يُسهم بدوره في تعظيم فرصة المفاعلات النووية الصغيرة المتطورة التي تُبنى خلال دورة انعقاد البرلمان التالي (قبل نهاية عام 2030).

ويشتمل هذا على ما قيمته 58 مليون جنيه إسترليني لتعزيز تطوير وتصميم المفاعلات النووية الصغيرة، ووقود الجيل التالي، بحسب بيان لندن.

وتعمل المفاعلات النووية المتقدمة عند درجة حرارة أعلى من المفاعلات النووية الصغيرة، ومن ثم يمكنها إتاحة درجة حرارة عالية للهيدروجين، والاستعمالات الصناعية الأخرى، إلى جانب الطاقة النووية.

وفي أعقاب إطلاق عملية اختيار المفاعلات النووية الصغيرة، ستختار الهيئة النووية البريطانية العظمى تقنيات تستوفي المعايير، قبل أن تدخل في مناقشات تفصيلية مع تلك الشركات ضمن مرحلة "الدعوة للتفاوض"، وفق البيان الذي طالعت تفاصيله منصة الطاقة المتخصصة.

في غضون ذلك، أشارت وزارة الطاقة البريطانية إلى أن عملية الاختيار الأولية ستجري في الخريف.

يُشار إلى أن أول مفاعل نووي أوروبي مضغوط سعة 1.6 غيغاواط "أو إل3" ظهر في فنلندا، وقد شرع في عملياته التجارية خلال العام الجاري (2023)، ومن المخطط أن يليه مفاعل "فلامان فيل-3" البالغة سعته 1.6 غيغاواط في العام المقبل (2024).

وسبق أن توقّع مرفق الكهرباء الفرنسي أن يتخذ قرار الاستثمار النهائي بخصوص مشروع "سايزويل سي" خلال عام 2203، شريطة إنجاز مراحل أساسية معينة، لا سيما القدرة على رفع التمويل الضروري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق