اعتماد الكهرباء في تكساس على الفحم والغاز يرتفع مقابل المصادر المتجددة
تجنّبًا لانقطاع التيار
أسماء السعداوي
كشفت أحدث بيانات رصد مزيج الكهرباء في تكساس حتى منتصف أبريل/نيسان الجاري (2024) تفوقًا واضحًا للفحم والغاز على مصادر الطاقة المتجددة.
ولجأ مديرو شركات الكهرباء إلى تعزيز استعمال مصادر الوقود الأحفوري تجنبًا لانقطاع التيار، وسط ارتفاع درجات الحرارة الذي دفع تجاه زيادة تشغيل مكيفات الهواء، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وارتفع إنتاج الكهرباء من الفحم والغاز بنسبة 5% و12% على الترتيب حتى منتصف الشهر الجاري، مقابل زيادة قدرها 3% فقط لطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة النووية، باستثناء الطاقة الشمسية التي ارتفعت بنسبة 60%.
وبناءً على تقديرات تشير إلى استمرار انخفاض إنتاج الطاقة المتجددة، سيستمر الاعتماد القوي على الفحم والغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء في تكساس على المدى القريب إلى المتوسط.
إنتاج الكهرباء في تكساس 2024
ارتفعت معدلات استعمال أجهزة تكييف الهواء مؤخرًا؛ إذ تشهد ولاية تكساس ارتفاعًا في درجات الحرارة؛ وهو ما جعل جهاز موثوقية الكهرباء في تكساس (ERCOT) يطلب من شركات توليد الكهرباء تأجيل، أو إلغاء، خطط قطع التيار خلال الأسبوع الجاري.
ويقول الكاتب غافين ماغواير -في مقال له طالعته منصة الطاقة المتخصصة-، إن إنتاج المصادر النظيفة من مزارع الرياح وسدود الطاقة الكهرومائية والمفاعلات النووية كان شحيحًا؛ ما أجبر مشغّل الشبكة على زيادة استعمال الوقود الأحفوري لتأمين الطلب المتزايد.
وحتى منتصف أبريل/نيسان، ارتفع إنتاج الكهرباء من الفحم 5% والغاز الطبيعي 12% على أساس سنوي، وبذلك يرتفع إجمالي توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري 10% مقارنة بالمدة نفسها في 2023، وفق بيانات شركة "إل إس إي جي" (LSEG).
في المقابل، ارتفع توليد الكهرباء من مصادر نظيفة بنسبة 3% فقط على أساس سنوي، بسبب تراجع بنسبة 23% في إنتاج الطاقة الكهرومائية و3% في طاقة الرياح و4% في الطاقة النووية، لكن الطاقة الشمسية -على العكس- ارتفعت بنسبة 60% على أساس سنوي حتى 15 أبريل/نيسان.
وبانخفاض إنتاجها، تخسر الطاقة المتجددة مكانتها في مزيج الكهرباء في تكساس التي احتفظت بها في العام الماضي، ليصبح الفحم والغاز المصدرين الرئيسين، وتروج المصادر النظيفة ضمن حصة الأقلية، وفق ما جاء في مقال للكاتب نشرته وكالة رويترز.
انبعاثات الكربون
تسعى الولايات المتحدة إلى خفض استعمال الوقود الأحفوري لصالح الطاقة المتجددة من أجل خفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ، لكن النتائج الحالية تشير إلى أن الهدف ما زال بعيد المنال.
وبحسب الكاتب غافين ماغواير، فقد أدت زيادة استعمال الفحم والغاز بتوليد الكهرباء في تكساس إلى زيادة انبعاثات القطاع منذ بداية العام وحتى منتصف الشهر الرابع.
وفي يناير/كانون الثاني، أطلق منتجو الكهرباء بالولاية 18.4 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، بزيادة 40% عن 13.1 مليون طن على أساس سنوي، وفق بيانات مركز أبحاث الطاقة إمبر (Ember).
وفي حالة استمرار ارتفاع درجات الحرارة كما هو الحال الآن، ستواصل المنازل والمدارس والشركات استعمال مكيفات الهواء على مدار الساعة؛ ما سيفرض ضغوطًا على منظومة الكهرباء، وربما يؤدي إلى حرق كميات أكبر من الفحم والغاز الطبيعي خلال مدة ارتفاع الطلب في شهور الصيف الحارة، بحسب ماغواير.
الطاقة الشمسية وطاقة الرياح
يقترب إنتاج الطاقة الشمسية في تكساس من الوصول إلى الذروة خلال فصل الصيف؛ ما سيعزز قدرات التوليد للمصادر النظيفة، لكن ذلك الإنتاج يتوقف تمامًا خلال الليل، وهو ما سيجعل الحصة الشمسية في المزيج الكلي محدودة عند نحو 8% فقط.
يُضاف إلى ذلك -بحسب كاتب المقال- أن طاقة الرياح ستصل إلى أدنى مستوياتها الفصلية خلال شهور الصيف، بسبب انخفاض سرعة الرياح.
وبذلك، قد يصل إجمالي توليد الطاقة النظيفة لأدنى مستوياته خلال العام، في الوقت الذي يرتفع فيه الطلب الإجمالي على الكهرباء إلى أعلى مستوياته.
ونتيجة لذلك، ستواصل شركات الكهرباء الاعتماد بشدة على مصادر الوقود الأحفوري في المدى القريب إلى المتوسط.
موضوعات متعلقة..
- الغاز الطبيعي ينقذ الكهرباء في تكساس.. وانتقادات للطاقة المتجددة
- محطات الكهرباء في تكساس تعتمد على الغاز لعودة التيار بعد الانقطاع (دراسة)
- السيطرة على أسعار الكهرباء في تكساس مرهونة بخفض تعدين "البيتكوين"
اقرأ أيضًا..
- قائمة أكبر منتجي النفط ستضم دولة جديدة بحلول 2030
- أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر تنخفض بصورة غير مسبوقة
- إغلاق أكبر حقل غاز في أوروبا رسميًا.. أرباحه تجاوزت 450 مليار دولار
- إنتاج الإمارات من النفط.. إستراتيجية لجني أرباح قياسية حتى 2050