يشهد قطاع الكهرباء في الهند تطورات مهمة من شأنها تعزيز الاعتماد على محطات التوليد العاملة بالغاز الطبيعي والفحم، لتلبية تزايد الطلب المحتمل على الكهرباء خلال موسم الصيف.
وطلبت حكومة نيودلهي من الشركات تشغيل المحطات المتوقفة العاملة بالغاز، وذلك خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران المُقبلين، كما طلبت تمديد عمل المحطات المعتمدة على الفحم المستورد حتى 15 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتُقدر معدلات زيادة استهلاك الكهرباء في الهند بواقع 8%، وذلك خلال العام المالي المُنتهي مارس/آذار الماضي، مع توقعات بزيادة هذه النسبة مُجددًا خلال الأشهر القليلة المقبلة.
تشغيل المحطات بأمر حكومي
أصدرت السلطات الهندية -أمس الجمعة 13 أبريل/نيسان 2024- قرارًا بتفعيل حالة الطوارئ للمرة الأولى، لإلزام الشركات بتشغيل محطات الكهرباء العاملة بالغاز غير المستغلة، مع استيراد كميات الوقود اللازمة لذلك، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز، في 13 أبريل/نيسان 2024.
جدير بالذكر أن الهند يمكنها الاستفادة من نحو 24 غيغاواط من محطات الكهرباء العاملة بالغاز، التي ظلت مُتوقفة عن العمل أو غير مُستغلة لعشرات السنين، بسبب نقص الغاز اللازم لتشغيلها.
وأكد القرار أن محطات الكهرباء ستُخطر قبل أسبوعين بالتعليمات المطلوبة، حتى تتمكن من استيراد الغاز.
ونصّ القرار على أن "محطات الكهرباء العاملة بالغاز تحتاج البلاد إليها، لتلبية الزيادة المتوقعة في استهلاك الكهرباء خلال أشهر الصيف المقبلة".
ومن بين أكبر الشركات المُشغلة لمحطات الكهرباء في الهند العاملة بالغاز شركتا تورنت (Torrent)، وإن تي بي سي (NTPC).
وفي الوقت نفسه، أصدرت حكومة نيودلهي قرارًا مُوجهًا إلى شركات مثل تاتا باور (Tata Power)، وأداني باور (Adani Power) -اللتين تُشغلان محطات الكهرباء العاملة بالفحم المستورد بقدرة نحو 16 غيغاواط- باستمرار تشغيل هذه المحطات.
قطاع الكهرباء الهندي
تُعد الهند واحدة من أعلى الدول استهلاكًا للكهرباء، لذا تعتمد على مصادر متنوعة لتوليدها.
وفي هذا السياق، شكّلت مصادر الوقود غير الأحفوري نحو 44% من قدرة توليد الكهرباء في الهند حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول، بحسب تصريحات وزير الطاقة والطاقة المتجددة الهندي راج كومار سينغ، أمام البرلمان في 5 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وحتى 31 أكتوبر/تشرين الأول، جرى تركيب إجمالي 186.46 غيغاواط من موارد الطاقة غير المعتمدة على الوقود الأحفوري في البلاد، وهناك قدرات إنتاجية أخرى قيد التنفيذ تبلغ 114.08 غيغاواط، بالإضافة إلى 55.13 غيغاواط أخرى في مرحلة تقديم العطاءات.
تجدر الإشارة إلى أن استعمال الفحم لتوليد الكهرباء في الهند يمثل 50% من القدرات التوليدية، وفي المقابل تستهدف نيودلهي تعزيز حصة مصادر الوقود غير الأحفوري في قدرتها على توليد الكهرباء إلى 50% بحلول عام 2030، ويشمل ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والطاقة النووية والكهرومائية والحيوية.
وبحسب الخطة الوطنية للكهرباء في الهند للأعوام بين 2022-2032، التي أعدّتها هيئة الكهرباء المركزية، تستهدف الهند إضافة 378 ألفًا و370 ميغاواط من قدرات توليد الكهرباء خلال المدة المذكورة، بحسب معلومات منصة الطاقة المتخصصة.
والهند هي ثالث أكبر سوق للكهرباء في العالم، وتضاعفَ نصيب الفرد من استهلاك الكهرباء من 631 وحدة (1 كيلوواط/ساعة) إلى 1255 وحدة، بين عامي 2005 و2022.
موضوعات متعلقة..
- الطلب على الكهرباء في الهند يرتفع إلى أعلى مستوياته على الإطلاق
- طوارئ خشية انقطاع الكهرباء في الهند.. وموقف حرج للطاقة النظيفة
- نمو الطلب على الكهرباء في الهند يفرض تحديات جديدة.. ما القصة؟
اقرأ أيضًا..
- اتهامات تهريب النفط في ليبيا تتزايد.. وهذا دور صادرات الوقود الروسية
- مصر تتحول لاستيراد الغاز المسال.. وتستعد لقطع الكهرباء 4 ساعات
- قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تقفز 21%
- إنتاج الأمونيا من الليثيوم قد يزيح الهيدروجين الأخضر من المشهد.. أقل تكلفة