تقارير الغازرئيسيةغاز

واردات الهند من الغاز المسال تنخفض رغم ارتفاع الاستهلاك

أسماء السعداوي

تحمل واردات الهند من الغاز المسال أهمية حاسمة في البلد صاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم، لتلبية الطلب على القطاعات الرئيسة مثل الكهرباء والأسمدة.

ومن المتوقع أن يرتفع استهلاك الغاز إلى أعلى مستوى له على الإطلاق خلال العام المالي الحالي (2024).

كما تخطط نيودلهي لزيادة حصة الغاز في مزيج الكهرباء من 6% حاليًا إلى 15% بحلول عام 2030، في إطار مساعي خفض انبعاثات الفحم المهيمن حاليًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

لكن اعتماد الهند على واردات الغاز المسال قد ينخفض، ليشكل 45% من إجمالي الاستهلاك بحلول العام المالي (2026)، نزولًا من نسبة 53% في عام 2021، بسبب زيادة إنتاج الغاز الطبيعي المحلي.

وأضافت الآبار المحلية نحو 30 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، ومن المتوقع إضافة 15 مليون متر مكعب يوميًا في العام المالي 2025.

(العام المالي في الهند يبدأ في أبريل/نيسان وينتهي في 31 مارس/آذار من العام اللاحق له).

انخفاض واردات الهند من الغاز المسال

شهد استهلاك الغاز نموًا مطردًا في عام 2020 مع سعي الحكومة للتحول إلى الغاز الأقل تلويثًا من الفحم، لكن جائحة كوفيد-19 أدت إلى تراجع الاستهلاك في 2021، بالتزامن مع التراجع الكلي في استهلاك الطاقة.

وبعد اختفاء آثار الوباء، تعافى النشاط الصناعي مجددًا، ما أدى إلى زيادة استهلاك الغاز في 2022، ليصل إلى مستويات ما قبل الوباء، وفي 2023 كانت هناك زيادة إضافية.

ومن المتوقع أن تشهد الهند ارتفاعًا كبيرًا في الطلب على الغاز الطبيعي من جميع قطاعات الاستهلاك الكبرى مثل الأسمدة وتوزيع الغاز بالمدن والكهرباء والمصافي والبتروكيماويات.

وبعد التعافي من جائحة كوفيد-19 وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، من المتوقع أن يسجل عام 2024 أعلى مستوى لاستهلاك الغاز على الإطلاق.

محطة داهيج لاستيراد الغاز المسال
محطة داهيج لاستيراد الغاز المسال - الصورة من موقع شركة بترونت الهندية

ومن المتوقع أن يتضاعف استهلاك الغاز 3 مرات بحلول عام 2050، بما يعادل ضعف المعدل السنوي المتوقع في الصين البالغ 2%، بحسب تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وسيرتفع استهلاك الغاز الطبيعي بنسبة 4.4% سنويًا إلى 23.2 مليار قدم مكعبة بحلول 2050، وهو ما يتطلب زيادة ضخمة في إنتاج الغاز ووارداته بالمقارنة بالسنوات الأخيرة.

أسعار الغاز المسال

شهدت أسعار الغاز المسال ارتفاعًا كبيرًا، نتيجة لارتباك سلاسل التوريد بعد الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط (2022)، ما تسبب في فقدان الغاز ميزته التنافسية من حيث التكلفة لصالح أنواع وقود أخرى بديلة، ثم انخفض الاستهلاك بعد ذلك.

لكن الأسعار عادت إلى طبيعتها بنهاية العام الماضي مع التوسع الكبير في صادرات الغاز المسال من مراكز الإنتاج ومناطقه حول العالم، بحسب تقرير أعدته شركة التصنيف الائتماني والتحليلات "كير إيدج ريتينغس" (CareEdge Ratings).

ولذلك، من المتوقع أن تظل أسعار واردات الهند من الغاز المسال محدودة النطاق، وهو ما يدعم تلبية الطلب.

وبعد انخفاض الإنتاج في السنوات الماضية والمشكلات في الواردات، من المتوقع أن يدعم النمو الكبير في الإنتاج المحلي الطلب على الغاز في الهند.

وبسبب استقرار الأسعار ونمو الإنتاج المحلي والطلب الكبير من الصناعات الرئيسة، من المتوقع أن ينمو استهلاك الغاز الطبيعي بصورة كبيرة على المدى المتوسط.

ومن المتوقع أن يشكل ذلك خطوة حاسمة نحو تحقيق أهداف أمن الطاقة في الهند وتقليل الاعتماد على واردات الغاز المسال.

إنتاج الغاز الطبيعي في الهند

كان إنتاج الغاز الطبيعي في الهند في مسار نزولي حتى عام 2021 نتيجة لنضوب الآبار، مع عدم تحقيق اكتشافات كبرى، لكن الإنتاج انتعش مجددًا بفضل اكتشافات الغاز الجديدة في عدد من الحقول البحرية في عام 2022.

ولذلك، تتوقع "كير إيدج" أن يتحسّن إنتاج الغاز على المدى المتوسط، نتيجة لزيادة الإنتاج من الاكتشافات بدءًا من عام 2025.

وبسبب إنتاج الغاز المحدود، اعتمدت نيودلهي بصورة كبيرة على واردات الغاز المسال، لكن الاعتماد على تلك الواردات انخفض على مدار السنوات الثلاث الماضية بسبب تحسّن الإنتاج وارتفاع الأسعار بالسوق العالمية.

وفيما بعد، من المتوقع أن ترتفع واردات الغاز المسال بصورة معتدلة رغم نمو الإنتاج المحلي، لأن حجم الاستهلاك سيتجاوز الإنتاج.

لكن نسبة الواردات إلى الاستهلاك ستكون محدودة بصورة كبيرة خلال العامين المقبلين حتى 2026.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- حجم واردات الهند من الغاز المسال في 2023 و2024:

واردات الهند من الغاز المسال في 2023 و2024:

نمو الإنتاج والاستهلاك

يقول مدير مؤسسة كير إيدج، هاريدك شاه، إن جهود الحكومة لدفع استعمال أنواع وقود أقل تلويثًا أدت إلى زيادة مطردة في استهلاك الغاز حتى عام 2020.

لكن وباء كوفيد-19 والزيادة الحادة في أسعار الغاز المسال بسبب التوترات الجيوسياسية أديا إلى انخفاض الاستهلاك في عام 2021 و2023.

ويشير النمو الكبير في إنتاج الغاز بدءًا من عام 2022، بالإضافة إلى الزيادة المتوقعة للإنتاج في 2024 و2025، إلى تحول باتجاه خفض الاعتماد على الواردات.

يُضاف إلى ذلك -أيضًا- الخطوات التنظيمية الرامية إلى تعديل أسعار الغاز واستقرار أسعار الغاز المستورد والتوسع في محطات إنتاج الغاز المسال وخطوط الأنابيب، بحسب ما ذكره شاه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق